Dec 06, 2019 4:29 PM
تحليل سياسي

السلطة تستنجد بالخارج: مجموعة الدعم في 11 الجاري ورسائل "حريرية" للمساعدة
الاستشارات ان حصلت: الخطيب وتشكيل سريــــع ...فماذا عن الشــــارع؟
لجنة طوارئ في "العمل" للصرف الجماعي... وباسـيل يلتقي نظراءه في رومـــا

المركزية- نحو الخارج اتجهت الاهتمامات اللبنانية طلبا لدعم يوقف هرولة البلاد نحو قعر الهاوية التي سقطت فيها بإرادة المفترض انهم قيّمون على شؤونها ومصالح ابنائها. من مجموعة دعم دولية اصدرت "الام الحنون" دعوات لحضور اجتماع يخصص للبنان في 11 الجاري في باريس لحشد مساعدات تناسب أزمته الاقتصادية الحادة يتوقع ان تشمل السعودية والإمارات، الى رسائل حريرية لمن يمون عليهم رئيس الحكومة المستقيل،من رؤساء اصدقاء طلبا لتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات، بهدف معالجة النقص في السيولة، وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين.

اما اهتمامات السلطة السياسية بأحوال البلاد وثورتها ضدها، فمعدومة بعد 51 يوما على انطلاقها، لا بل تؤشر الى العمل خلافا لارادة المنتفضين المطالبين بحكومة اخصائيين مستقلين تنقذ البلاد، اذ تشير المعلومات الى ان الطبخة الحكومية تبدو نسخة عن المستقيلة بحلة اسوأ ما دامت تشكل تحديا للثورة وتستعيد وجوهاً ممن يتحملون مسؤولية الازمة ويستفزون الحراك.

جمود: في العلن، بقي الجمود سيد الموقف على الجبهة الحكومية اليوم، ولم تسجِّل بورصة التحركات السياسية اي اتصالات او لقاءات على خط التأليف والتكليف، على مسافة يومين من موعد الاستشارات المنتظرة.

نحو تكليف الخطيب: وسط هذه الاجواء، كل المؤشرات تدل الى ان "الاستشارات ستفضي الى تسمية سمير الخطيب على رغم ما يُثار حوله "، وفق مصادر مطلعة على ما يجري في الملف الحكومي مقربة من بعبدا، قالت ان "الفترة الفاصلة عن الاثنين، هي التي أتاحت للعديد من الفرقاء طرح تساؤلات والحديث عن تكهّنات حول تكليف سمير الخطيب كرئيس للحكومة والتي أتاحت أيضاً للبعض أن يصعّد هجومه على الخطيب". وتابعت ان "حتى الساعة ليس هناك من خيار آخر وفي حال وُجد، فإنه سيؤدي الى استمرار مرحلة تصريف الاعمال واستمرار الوضع على ما هو عليه". وأكدت هذه المصادر أن "المطلوب حالياً أن تتم عملية التشكيل بسرعة ويقف الجميع الى جانب هذه الحكومة من أجل المباشرة بعملية الإنقاذ". وحذرت من أن "تكون هناك بعض المحاولات لـ"خربطة" الوضع الذي تم الاتفاق عليه"، مشددة على أنه "يجب الاسراع في الاستشارات النيابية الملزمة وإعلان النتيجة بسرعة".

الشارع يواجه: في المقابل، يستعد الثوار على ما يبدو لتصعيد على الارض، لمواجهة استشارات ستقود الى عودة حكومة نسخة منقّحة عن التي استقالت، في نظرهم. وفي السياق، يجري التنسيق على قدم وساق بين المنتفضين، في كل المناطق مع اتجاه إلى إعلان إضراب عام الإثنين وإقفال الطرقات، احتجاجاً على ما يتم التداول به من حكومة يعتبرون أنها أسوأ من السابقة وليست مؤلّفة من اختصاصيين.

عون يطمئن: على اي حال، طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفداً من مؤسسات مالية واستثمارية بريطانية ومصرف "مورغان ستانلي" الاميركي زاره في قصر بعبدا برئاسة رالف الراهب، الى ان معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية ستكون في اولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، مشيراً الى ان الحكومة السابقة انجزت تصوراً اقتصادياً ضمن خطة نهوض بالاقتصاد اللبناني، وتحويله من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج. وقال ان عملية التنقيب عن النفط والغاز ستبدأ في شهر كانون الثاني المقبل، الامر الذي سيضع لبنان عند بدء عمليات الاستخراج، ضمن الدول المنتجة للنفط والغاز. وشرح رئيس الجمهورية لاعضاء الوفد التدابير المالية والنقدية التي اعتمدت في الاجتماع المالي الاخير الذي عقد في قصر بعبدا، مؤكداً على انها تدابير موقتة فرضتها الظروف المالية الراهنة في البلاد. وابلغ اعضاء الوفد ان الاستشارات النيابية الملزمة ستجري الاثنين المقبل، وتليها عملية تأليف الحكومة الجديدة، وهذا ما سيساعد اصدقاء لبنان على استكمال مسار مؤتمر "سيدر" واطلاق المشاريع الانمائية التي تقررت فيه.

مجموعة الدعم: وليس بعيدا، برز اليوم اعلان فرنسا إصدارها دعوات لحضور اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان، يعقد في 11 كانون الأول الجاري في باريس، وفق ما افادت رويترز نقلاً عن مصدر أوروبي. اما مسؤول لبناني فقال للوكالة ان "اجتماع باريس يهدف إلى حشد الدعم لمساعدة لبنان على التعامل مع أزمته الاقتصادية الحادة ومن المتوقع دعوة السعودية والإمارات لاجتماع باريس". واشارت معلومات صحافية الى ان اجتماع باريس من اجل لبنان سيكون على مستوى المدراء العامين من دون رؤساء الدول كمرحلة تمهيدية.

الحريري يراسل: في المقابل، وفي خطوة لافتة تأتي في ظل الأزمة النقدية – المالية المستفحلة داخليا، وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري رسائل إلى رؤساء ورؤساء وزراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة، طالباً مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعا، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لمعالجة النقص في السيولة، وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين. وشملت الرسائل كلاً من خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، رؤساء: فرنسا إيمانويل ماكرون، روسيا فلاديمير بوتين، مصر عبد الفتاح السيسي وتركيا رجب طيب اردوغان، رئيسي وزراء: الصين لي كيكيانغ، وإيطاليا جيوسيبي كونتي، ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو.

لجنة طوارئ: في غضون ذلك، وبينما تكثر حال المؤسسات التي تقفل ابوابها بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، شكّل وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال كميل أبو سليمان لجنة طوارئ في الوزارة، ووضع خطة لمتابعة الصرف الجماعي. وصدر عن وزارة العمل بيان قالت فيه "نظراً إلى الأوضاع الاستثنائيّة التي تمرّ بها البلاد وبعد ورود عدد كبير من طلبات التشاور التي تقدّم بها أصحاب عمل إلى الوزارة بالإضافة إلى عدد أكبر من شكاوى الصرف التعسّفي للعمال وإنفاذاً لدور الوزارة في رعاية علاقات العمل وحماية حقوق العمال ضمن الصلاحيات المحدودة المتاحة للوزارة وفق ما ينص عليه قانون العمل حيث لا صلاحية للوزارة بمنع الصرف الجماعي، إلا أن التقارير التي تضعها بناءً على التحقيقات تُعتمد كأساس لدى مجالس العمل التحكيمية، شكّل وزارة العمل في حكومة تصريف الأعمال كميل أبو سليمان لجنة طوارئ تضمّ 6 أشخاص من كبار الموظّفين في الوزارة ومن مختلف دوائر الوزارة في المناطق، وذلك لدرس كل حالة لإجراء المقتضى القانوني وللبتّ السريع بالطلبات".

في المقابل، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل اليوم على معاملات صرف مخصصات البرنامج الوطني لاستهداف الأسر الأكثر فقرا وبلغت قيمة المخصصات اربعة مليارات وخمسمائة مليون ليرة لبنانية.

باسيل في روما: على صعيد آخر، شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في افتتاح النُسخة الخامسة من الحوار الأورو متوسطي يوروميد في روما. واستهل الزيارة بلقاء نظيره الإيطالي وناقش معه العلاقات الثنائية بين البلدين، واتفقا على تعزيزها في جميع المجالات خصوصا الاقتصادية، وذلك في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها لبنان. وأجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سلسلة محادثات مع  عدد من وزارء الخارجية بدأت بلقاء نظيره التركي جاووش اوغلو تناولت مجمل الأوضاع في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط وتأثير الصراعات الحاصلة في المنطقة على كل من البلدين وسبل التعاون الاقليمي لمواجهة ازمة النازحين السوريين مع التأكيد على استقرار‏سوريا وحل مشاكلها بالحوار. وقد اكّد في اكثر من لقاء على ضرورة قيام دولة فلسطينية وحصول حوار سعودي ايراني. ويتوقع ان يجتمع باسيل ايضا مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد جواد ظريف.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o