Dec 05, 2019 3:54 PM
خاص

بين الانهيار والانتحار... أزمة جديدة تواجه لبنان
البساط: تدافع نحو الهاوية وعار علينـــــا

 

المركزية – اليوم نزيه عون، وبالامس داني أبو حيدر وأنطونيو طنوس وقبلهما ناجي الفليطي وجورج زريق، والمجرم واحد: الفقر والبطالة والجوع واليأس من وطن لا بصيص أمل فيه لمستقبل زاهر. ففي غفلة عين، قرر كل منهم أن ينهي حياته بطريقة أو بأخرى، إنما النتيجة واحدة، الموت، والموت بأبشع وسيلة، "الانتحار" لمواجهة "الانهيار".

وكشف رئيس الدولية للمعلومات جواد عدرا في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أن متوسط عدد حالات الانتحار سنويا في لبنان من 2004 إلى2007 بلغ 60 حالة، في حين ارتفع الى 103 حالات في 2008 وتابع الارتفاع فوصل إلى: 111 حالة في 2013، 128 حالة في 2016، 143 حالة في 2017، 155 حالة في 2018، وحتى أيلول 2019 بلغ 105 حالات وفي أيام من كانون 3 حالات".

فهل نحن أمام أزمة اجتماعية جديدة، تضاف الى سلسلة الأزمات التي نتخبط بها؟

الناشطة الاجتماعية والأستاذة الجامعية إلهام كلاب البساط اكدت لـ"المركزية" "أننا امام أزمة اجتماعية وأزمة جوع لأن كل العناصر متآلفة ليصبح اللبناني فقيراً. للأسف عار علينا في لبنان ان ينتحر شخص في أيامنا بسبب الجوع. الازمة اصبحت متشعبة وبالتالي حلولها صعبة والافق اسود".

هل ما شهده لبنان مؤخرا من محاولات انتحار هي حالات محدودة؟ أم عدوى؟ وهل هو أمر طبيعي عندما يقفل الافق؟ أجابت: "كلا ليست حالات محدودة، إنما هي تعبير عن لاوعي العديد من الناس الذين يفضلون الموت على معاينة الحالة التي وصلوا اليها"، لافتة الى "ان هناك "تدافعاً نحو الهاوية" كي لا نقول عدوى، فعندما يقع شخص، يشعر الآخرون وكأن الهاوية تناديهم. الانتحار تعبير حقيقي عن لحظة العذاب القصوى التي وصل اليها الانسان. إنما في المقابل، لو امتدت يد للمنتحر في هذه اللحظة لبدّل رأيه وراجع حساباته".

وأضافت: "لكن الخطر الحقيقي الذي يتهددنا، هو ان يصل اللبناني الى نقطة من هذا النوع، ويكتشف ان لا مجال للخلاص الا بالموت الذي يخلص من عذاب الحياة. وانا اخشى ان يشعر الناس بأن الانتحار هو حل لأزمة ولعذاب ما، ونتجه نحو نوع من العدوى فتصبح هذه الحركة مألوفة".

ورأت البساط "أن الامر يحتاج الى تضافر جهود المربين ورجال الدين والعائلة، للعب دور توعوي وإعطاء الأمل للشخص ومساعدته على تخطي المحنة. لكن الامل الكبير المفقود هو الامل بالوطن، فعندما يشعر الانسان ان وطنه وحكومته لا تقدم له شيء، وليس هناك اي مسؤول ينظر اليه ويرأف لعذاباته، فالانتحار طريقه الحتمي. نحن امام خطر كبير لأن من الممكن ان يصبح الانتحار "طبيعياً"، لكنه في الحقيقة "دقيقة تخلٍ" تدفع قدميه نحو الهوة".

وعن الاسباب التي تقود الى الانتحار، قالت: "يتمتع البعض بشخصية حساسة، تخيفها المشاكل والازمات، فلا يقوى عليها. هؤلاء الاشخاص يجب ان يحظوا باهتمام من قبل عائلتهم، يحتاجون الى عناية مختلفة واضافية كي "لا تزلّ قدمهم".

وأوضحت البساط "أن تحسين الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي له دور كبير في مساعدة هؤلاء. نحتاح الى تعاضد اجتماعي، فاللبناني غير معتاد ان يحتاج وان يوضع في هذا الواقع المزري. الجوع قاتل، كما يقول زياد الرحباني: "انا مش كافر، بس الجوع كافر". الجوع المخيف ممكن ان يقود الى الانتحار، ليس جوع الجسد انما ايضا جوع النفس الى افق".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o