Dec 03, 2019 2:46 PM
خاص

"التأسيس لخطاب مسيحي جديد... وعروبــة تتسع للجميع"
سعيد: لا لتحالف الاقليات بل تأكيد انتسابنا الى اوطان مستقلة

المركزية – انطلاقاً من مرجعية بكركي التاريخية، ودور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الوطني الجامع، يزور النائب السابق فارس سعيد، يرافقه وفد من هيئة المتابعة للمؤتمر المسيحي العربي الذي انعقد في باريس في 23 تشرين الثاني الماضي، في الحادية عشرة صباح الخميس المقبل لتسليم البطريرك الوثيقة والمانيفست ومضمون المحادثات التي انبثقت عن المؤتمر.  

وفي السياق، أوضح سعيد لـ"المركزية" "أن اهمية المؤتمر تكمن في محاولته تأسيس خطاب مسيحي جديد على مساحة المنطقة العربية ومنها لبنان. وتميّز بالحضور الغني والمتنوع، فقد حضره المستشار جان كريستوف اوجيه ممثلاً وزارة الخارجية الفرنسية، والمسؤول عن مركز حوار الحضارات والثقافات التابع للملك عبدالله في فيينا فيصل بن معمر، والقاصد الرسولي في فرنسا المونسنيور اندريا فرانتي، والمطران ناصر الجميّل ممثلاً الكنيسة المارونية، اضافة الى حوالي 100 شخصية عربية مسيحية ومسلمة من لبنان والعراق والاردن وسوريا وفلسطين ومصر".

ولفت سعيد إلى "أن الحديث كان مستفيضاً وتمحورت المحادثات حول نقاط ثلاث: اولا، انتساب المسيحيين الى اوطانهم المستقلة وان تكون هذه الاوطان عربية الهوية والانتماء. ثانيا، الدولة المدنية بما تحفظ الحقوق للمواطن الفرد اكان مسيحيا ام مسلما او من اي طائفة، وتؤمن الضمانات ايضا للجماعات الطائفية والاتنية. ثالثا، عروبة معاصرة تتسع للجميع، لا ترتكز الى ايديولوجيا سياسية او دينية، إنما الى رابطة ثقافية".

وأكد "أن المؤتمر سيستمر في العمل على هذه النقاط الثلاث في كل البلدان التي يتواجد فيها الاعضاء الذين شاركوا في المؤتمر"، مشددا على "أن هؤلاء جميعا سيكونون في بلدانهم هيئات متابعة، وستعقد خلوات ومؤتمرات اخرى في مدن وبلدان اخرى"، مضيفاً: "في لبنان، سنزور المرجعيات الروحية ، والمرجعيات التي كان لها حضور في هذا المؤتمر وفضل في انجاحه ومنها متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده. كذلك، سنتواصل مع الجامعات في لبنان ومع بعض الشخصيات والاحزاب من اجل خلق نقاش حول الوثيقة وتحديد الخيار المسيحي في هذه اللحظة".

واعتبر سعيد "أن هذا المؤتمر ليس مبادرة سياسية انما اتى في لحظة ثورة عربية هائلة كاملة من قبل الشباب في بيروت والعراق والجزائر وسوريا والخرطوم وليبيا وكل انحاء العالم العربي من اجل تحديد الخيارات الحقيقية. نرفض اولا تحالف الاقليات في مواجهة الغالبية السنية ونؤكد على انتسابنا الى اوطان مستقلة في عروبة معاصرة تتسع للجميع وترتكز الى رابطة ثقافية، والسعي من اجل بلورة وتعريف الدولة المدنية". وسأل: "ما هي الدولة المدنية؟ ينادي الجميع بها ولم يعرف حتى اليوم ماهيتها دستورياً وسياسياً، إنما سمعنا عنها فقط من خلال اتفاق الطائف الذي تكلم عن مجلسين: مجلس النواب المحرَّر من القيد الطائفي ومجلس الشيوخ المنتخب على قاعدة طائفية".

وختم: "علينا ان نسعى الى بلورة بطاقة تعريف عن الدولة المدنية التي تنادي بها كل ساحات المدن العربية ولكن حتى هذه اللحظة لم يعرف احد حدود هذه الدولة المدنية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o