Nov 30, 2019 3:57 PM
تحليل سياسي

حزب الله: نوافذ ايجابية للازمة الحكومية وتأجيل الاستشارات قرار حكيـم
اجتماع بعبدا: زيادة قيمة ضمان الودائع الى 75 مليون ورسملة المصارف
الطاقة: النفط بالليرة اللبنانية للمحطات... والعراق: الاحتجاجات مسـتمرة

المركزية- معركة أخرى ربحها الشعب الثائر في الحرب المفتوحة ضد السلطة. هي حجارة الـ"دومينو" تسقط تباعا، الواحد تلو الآخر، في مسار انطلق منذ 17 تشرين، بقرار حاسم وقوة دفع ذاتي من الشعب، في مواجهة الهاجس المشترك، الفساد الذي نخر الدولة حتى العظم. وزارة الطاقة ستستورد المشتقات النفطية من الخارج من دون وسيط ولا عمولات، فيربح الشعب وتخسر الدولة صدقيتها ورصيدها، اذ تكشف عن مكمن فساد جديد استنزف اموال اللبنانيين على مدى سنوات وعقود من خلال السماح لكارتيلات النفط والوسطاء بتقاضي عمولات غير مبررة ادت الى رفع اسعار المشتقات النفطية التي كبدّت المواطنين خسائر بالغة وذلتهم امام محطات الوقود حينما ارادت رفع ارباحها، فيما كان يمكن للدولة وتحديدا وزارة الطاقة ان تحفظ كرامات اللبنانيين وحقهم فأحجمت.

 نوافذ ايجابية؟: وفيما علّق اصحاب محطات الوقود اضرابهم المفتوح ليلا بعدما اشعلوا الشارع بحجب البنزين عن اللبنانيين منذ يومين، سيطر الجمود على ضفة التكليف والتأليف السياسي، وغابت الحركة في العلن في حين سجل موقف لحزب الله جدد فيه تحديد موقف الضاحية من الملف الحكومي. فأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الاعمال محمود قماطي أن هناك نوافذ ايجابية للحل قد فُتحت مع وصول الرسالة الدولية الى مختلف الأفرقاء السياسيين والتي تجمع اكثر من طرف دولي، وشدد على أن قرار رئيس الجمهورية يأخذه رئيس الجمهورية موضحاً أن قرار تأجيل الاستشارات منطقي وحكيم من أجل تفادي المشاكل.

لجلسة حكومية: وأكد أن هناك تهديدات دولية على أي حكومة من لون واحد، ولذلك لا يريدون الذهاب بالبلد الى اي مخاطر، قائلا "لا ننكر ان وجود الرئيس الحريري أو من يختاره يساعد لبنان لأنه سيكون مقبولاً على الصعيد الدولي، مشددا على التمسك بالحريري لرئاسة الحكومة لما يمثله على الساحة السنية كما لدوره في تحمل مسؤولية الازمة الحاصلة اليوم". وجدد قماطي دعمه اي اجراءات اصلاحية للحكومة طالباً من الحريري ان يدعو الى جلسة حكومية تريح الوضع اللبناني بالقدر الممكن وتزيد من منسوب التفاؤل لدى اللبنانيين. وكشف أنه لا يجوز أن تدار السياسة الخارجية مثلاً بـ"تكنوقراط" وأن هناك وزارات لا بد من أن يكون العقل السياسي حاضراً فيها، سائلاً: "لماذا لا يقبل الحريري بحكومة "تكنو-سياسية؟" وشدد على أن "لن يكون هناك شارع ضد شارع لأن كل شارع هو شارعنا ونوافق على كل مطالبه المعيشية". واعتبر  قماطي ان "المسؤول عن الازمة التي نعيشها اليوم هي السياسات المالية التي اعتمدت منذ 30 سنة ويزيد عليها اليوم الضغط الخارجي على لبنان"، لافتاً إلى أن المطلوب من لبنان اليوم احتضان النازحين السوريين وتوطين الفلسطينيين على خلفية صفقة القرن ورفض لبنان لهذه القرارات لا يرضي واشنطن ولهذا السبب تضغط علينا اقتصادياً".

مقررات بعبدا: في غضون ذلك، بقي اجتماع بعبدا المالي ومقرراته، تحت الضوء اليوم. فقد ذكرت معلومات للـLBCI  أن أحد أبرز القرارات المتخذة في اجتماع قصر بعبدا كان خفض معدلات الفوائد الدائنة والمَدينة بما يوازي ٥٠ بالمئة ما ينعكس ايجابا على الدورة الاقتصادية ويخفّض الكلفة على المقترضين المدينين وعلى الدين العام. وأشارت المعلومات الى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيضع الآلية لذلك. علمت ام تي في ان من بين القرارات المتخذة، العمل على اصدار قانون  يقضي بزيادة قيمة ضمان الودائع من 5 ملايين ليرة لبنانية  الى 75 مليون ليرة لبنانية لكل وديعة لتمكين مؤسسة ضمان الودائع من القيام بدورها عند الضرورة. كذلك تقرر التشدد في تطبيق تعميم مصرف لبنان لزيادة رسملة المصارف بملياري دولار قبل نهاية العام وبمليارين اخرين في النصف الاول من العام 2020 . وتم التأكيد على ضرورة التنسيق بين حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف لتخفيف الضغط على المواطنين وذلك بهدف توضيح التدابير المتخذة وتعميمها على الجميع بحيث تكون اكثر مرونة استنادا الى الصلاحيات المحددة لحاكمية مصرف لبنان في  قانون النقد والتسليف ولاسيما المواد 70 و71 و72 و174 منه.

حمود: وليس بعيداً، اعتبر رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود الذي شارك في اجتماع بعبدا  في حديث لـ"المركزية" أن "على رغم ما نعانيه من أزمة حادة، من الواجب أن نبقى نحارب ونكافح للحفاظ على نظامنا الليبرالي... فالودائع لن تُمسّ وبالتالي ليس هناك من توجّه إلى أي انتقاص أو اقتطاع منها. التحويل إلى الخارج يجب أن يبقى حراً، إنما المواجهة صعبة اليوم في ظل التسارع والتسابق على السحوبات والتحاويل الخارجية لعدم قدرة النظام المالي المصرفي الذي يعتمد عملة أجنبية في اقتصاده.

الدولة والنفط: معيشيا، وبعدما علق اصحاب محطات الوقود اضرابهم اليوم، وتهافت المواطنون اليها للتزود بالبنزين، شكرت وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني في تصريح، "أصحاب الشركات المستوردة والموزعة للنفط وأصحاب المحطات الذين وافقوا على إعادة فتح المحطات وعلى تقاسم الأعباء"، مشيرةً الى ان "هذا هو الاتفاق الذي توصلت اليه الوزارة معهم"، مؤكدةً "أننا لن نقبل بأن تترجم الأعباء زيادة على المواطن". وأوضحت أن "يوم الإثنين نبدأ بفتح العروض والشركات ستخسر 10 في المئة من حاجة السوق وسنبيع بالليرة اللبنانية وفي هذه الظروف الاقتصادية لا نريد أن نرى شركات ومحطات محروقات تُقفل"، مؤكدةً انّ "موقف وزارة الطاقة صدر في ظل الوضع الاقتصادي". وأشارت الى انّ "القرار بشأن المحروقات وزاري وفني ولا علاقة له بالسياسة". واستغربت بستاني كيف ان مصرف لبنان يعامل وزارة الطاقة كما يعامل الشركات الخاصة المستوردة للنفط لناحية فتح الإعتمادات، مؤكدةً أن "ما يحصل اليوم في قطاع المحروقات هو بسبب آلية وضعها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من دون التواصل مع وزارة الطاقة والمياه". وقالت أن "بمجرد تقاسم اعباء سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية نكون قد تخطينا الازمة"، مضيفةً أن "استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة سيعيد الازمة".

جنبلاط وعملاء سوريا: وليس بعيدا،  كتب رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر": "ها هم عملاء سوريا يتنافسون في التحريض ومن مواقع مختلفة حول مسؤوليتي في أزمة المحروقات وللتوضيح فإنني لا املك محطة بنزين في كل لبنان". وأضاف: "الغريب ان البعض منهم يستخدم منبراً للثورة اما الاخر ومن موقع الممانعة وصل تحريضه باتهام الحزب الاشتراكي باغتيال علاء أبو فخر. سنلجأ الى القضاء"..

صرف الدولار: من جانبهم، فك الصيارفة اضرابهم. وقد تراوح اليوم، سعر صرف الدولار بين الـ2000 والـ2050 ليرة، بعدما كان تجاوز الـ2300 ليرة في الأيام القليلة الماضية. وفي السياق، أوضح نائب رئيس الصيارفة الياس سرور للـLBCI أن "عرض الدولار الذي حصل ساهم في خفض سعر الصرف"، لافتاً الى أن "السعر يحكمه العرض والطلب فكلما زاد العرض كلما استطعنا تلبية السوق والتجار بأسعار أرخص".

العراق ينتفض: اقليميا، لم يمنع تقديم رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي، الجمعة، استقالته، المتظاهرين من مواصلة احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية، معتبرين استقالة رئيس الوزراء المزمعة غير مُقنِعة ومصرين على "تنحية جميع رموز الفساد". وأفاد مراسل فرانس برس ان "المتظاهرين أشعلوا الإطارات على متن ثلاث جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط المدينة". وقال احد المحتجين لوكالة فرانس برس "سنواصل هذه الحركة، استقالة عبد المهدي ليست سوى الخطوة الاولى، والآن يجب ازالة جميع الشخصيات الفاسدة وتقديمها الى القضاء". وكان مجلس الوزراء العراقي وافق اليوم، على استقالة مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o