Nov 28, 2019 4:04 PM
خاص

"نتنياهو امام خيارين: حكومة وحدة وطنية او المحاكمة"
طبارة: نتيجة الانتخابات الثالثة لن تختلف عن سابقاتهـا

المركزية - يبدو المشهد الإسرائيلي أكثر ضبابية في ظل استمرار الأزمة السياسية التي تمرّ بها إسرائيل منذ 10أشهر بعد حل الكنيست نهاية العام الماضي. فمع اقتراب انتهاء الفترة المحددة قانونيّاً التي مُنحت لبيني غانتس زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس تحالف "أزرق أبيض" لتشكيل حكومة إسرائيلية، بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيلها، وإعادته التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، برزت اقتراحات عديدة كالانتخابات الشخصية لرئيس الحكومة أو تشكيل حكومة وحدة أو الذهاب نحو انتخابات ثالثة، بعد انتخابات جرت الأولى في نيسان والثانية في أيلول. فما هو الاقتراح الاكثر احتمالاً؟

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة اكد لـ"المركزية" أن الاحتمال الاكثر ترجيحاً يقضي بتأليف حكومة وحدة وطنية، لأن نتنياهو "محشور"، ففي حال تجرّد من صفة رئيس الوزراء سيتعرض للسجن بسبب دعاوى الفساد المقامة ضده، لذلك يريد بأي ثمن العودة الى الحكومة. رفض في البداية التعاون مع غانتس الا اذا كان هو رئيس الوزراء، لكن لم يتم الاتفاق، ولكن اعتقد هذه المرة انه "محشور" لذلك سيقبل بحكومة وحدة وطنية برئاسة غانتس. قد يكون هذا الحل منفذا لعدم إجراء انتخابات ثالثة، خاصة وان كل استطلاعات الرأي في اسرائيل تبين ان نتيجة الانتخابات الثالثة ستكون مشابهة للاولى والثانية. وفي هذه الحالة سيعود الوضع الى الدوامة نفسها. ويبدو ان نتنياهو لن يتمكن من تغيير قوته السياسية داخل المنظومة الاسرائيلية".

وأضاف: "حتى غريمه غانتس لم يتمكن من تشكيل حكومة. ما الحل؟ على الرئيس الاسرائيلي ان يقرر في حال فشلهما في تأليف حكومة الدعوة الى انتخابات ثالثة. الطرف الثاني يرفض ان يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة، كما رفض خيار المداورة بين نتنياهو وغانتس كل ستة اشهر او سنة، لأن نتنياهو مضطر، عاجلاً ام آجلاً للقبول بحكومة توافقية".

وتابع: "الرئيس الاميركي دونالد ترامب وضع كل قوته الى جانب نتنياهو وساعده من خلال هدية القدس والجولان والمستوطنات في الضفة الغربية لكن جهوده باءت بالفشل، لذلك ترامب لم يعد لديه الحماس نفسه لنتنياهو والضغوطات تتزايد عليه، واذا توقفت الولايات المتحدة الاميركية عن مساعدته. في المقابل، لا يمكننا ان نعرف ما الذي يجري تحت الطاولة، الطرف الثاني وما هي المفاوضات التي يقوم بها مع الاميركيين، لأن المفاوضات دائما تجري على قدم وساق بين الفرقاء المختلفين داخل اسرائيل والادارة الاميركية. أميركا لن تضحي بنتياهو، ولكن في ظل الظروف المحيطة على نتنياهو ان يقبل بدور اقل من قيادة".

ورئاسة الحكومة ليست المشكلة الوحيدة التي يواجهها نتنياهو. فهو على موعد مع استحقاق آخر يتمثل بالانتخابات التمهيدية لحزب "الليكود" اليميني الذي يرأسه، المقررة بعد 6 أسابيع.

واحتشد آلاف من الإسرائيليين دعماً لرئيس الوزراء الذي يواجه أكبر تهديد لوجوده السياسي بعد اتهامه في قضايا فساد. وتحت شعار "أوقفوا الانقلاب" لم ينجح الاحتجاج، كما كان يأمل منظموه، في جذب حشود ضخمة كما لم يشارك فيه سوى عدد قليل من أعضاء البرلمان والوزراء المنتمين لحزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

وينافس نتنياهو على رئاسة "الليكود" القيادي في الحزب جدعون ساعر. وبيّن استطلاع للرأي أن نتنياهو لا يزال يتمتع بتأييد الأغلبية الساحقة داخل حزبه وبفارق كبير جداً عن ساعر. فهل سيتمكن نتنياهو من اجتياز هذين الاستحقاقين بسلام ام تكون نهاية لتاريخه السياسي ويواجه السجن؟ ان غداً لناظره قريب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o