Nov 20, 2019 3:12 PM
خاص

تنبيهات روسيا لأنقرة فعلت فعلها: لا عملية عسكرية شمالي سوريا قريبا؟!
تركيا تستعجل إبعاد الاكراد عن حدودها وواشنطن وموسكو تحذّرانها من التصعيد

المركزية- حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في الساعات الماضية، من أن بلاده قد تواصل حملتها العسكرية شمال سوريا ضد القوات الكردية في حال لم تكمل الولايات المتحدة وروسيا تنفيذ كل ما هو وارد في الاتفاقيات في شأن هذه المنطقة. وقال الوزير التركي، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "الأناضول": "هل التزمتا بكل ما هو وارد في الاتفاقات؟ كلا لم تفعلا، ولكن عليهما القيام بذلك". وتابع الوزير التركي في كلمة ألقاها أمام لجنة برلمانية "في حال لم نحصل على النتيجة المرجوةـ سنقوم بما يلزم". وأضاف "علينا القضاء على التهديد الإرهابي الذي يدق أبوابنا". وأشار أوغلو في كلمته إلى "الجهود" التي يبذلها المسؤولون الأميركيون والأتراك لضمان انسحاب "الميليشيات" الكردية من شمال شرقي سوريا.

هذا التصعيد التركي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، لم يمر مرور الكرام في موسكو، شريكة أنقرة في منصة أستانة للحل السوري. فقد اعلنت وزارة الدفاع الروسية امس ان تصريح تشاويش أوغلو، أثار دهشتها، إذ إن موسكو نفذت بالكامل التزاماتها بموجب اتفاق أبرمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، في بيان "بفضل مجموعة الإجراءات التي نفذتها روسيا الاتحادية أمكن تحقيق درجة كبيرة من الاستقرار في الوضع". وأضاف "دعوة وزير الخارجية التركي لعمل عسكري لن يكون من شأنها سوى تصعيد الوضع في شمال سوريا بدلا من حل الأمور بالشكل المنصوص عليه في مذكرة تفاهم مشتركة وقعها الرئيسان الروسي والتركي".

واذ تشير الى ان موقف اوغلو استدعى سلسلة اتصالات تركية – روسية، تفيد المصادر، بأن الكرملين نقل الى "السلطان" تحذيرات شديدة اللهجة من مغبة اي تصعيد ميداني، يبدو انها فعلت فعلها. اذ نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم، إن أنقرة أكدت لموسكو أنها لا تخطط لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن لافروف قال أيضا إن انسحاب المسلحين الأكراد في شمال سوريا اكتمل تقريبا.

بعيدا من المواقف، تشير المصادر الى ان تركيا تبدو مستعجلة تنفيذ الاتفاق، وصبرها بدأ ينفد، ازاء ما تعتبرها "مماطلة" من الجانب الروسي، بعد قرابة شهر من اتفاق اردوغان - بوتين، على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت. وعليه، قررت توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر، بأن التسويف ستقابله بتصعيد ميداني أحادي الجانب. واذا كانت موسكو ردّت سريعا وبسلبية على مواقف أنقرة، فإن من نافل القول ان واشنطن هي الاخرى، لن تكون راضية عن مغامرة تركية جديدة تستهدف الاكراد، الذين تعتبرهم "حلفاءها" في سوريا. وقد أفاد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اليوم بأن قرار تركيا بشن عمليات عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، سمح لتنظيم "داعش" الإرهابي بإعادة بناء نفسه وتدعيم قدراته على شن هجمات في الخارج.

وكانت الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق مشابه للتركي – الروسي في تاريخ 17 تشرين أول الماضي، ينص على وقف تركيا عمليتها العسكرية التي اطلقت عليها اسم "نبع السلام"، مقابل انسحاب "الوحدات" من المنطقة الآمنة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o