Nov 19, 2019 2:58 PM
أخبار محلية

السنيورة: تحديد الرئيس المكلف من صلاحية مجلس النواب
والحريري عبر عن موقفه استنادا الى تجارب مريرة لحكومته

المركزية- اشار الرئيس فؤاد السنيورة الى "ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عبّر عن موقفه بشكل واضح، وذلك استناداً إلى التجارب المريرة التي مرّ بها في حكومته، وتجاوبا مع مواقف المحتجين المتظاهرين في لبنان ورغبتهم في ان تكون لهم حكومة جديدة من اعضاء غير سياسيين وغير منحازين للأحزاب الطائفية والمذهبية بهدف الخروج من المآزق التي تسببت بها تلك الأحزاب، على مدى سنوات".

وشدد في تصريح على "ان امر تحديد هوية الرئيس المكلف، من صلاحية المجلس النيابي وذلك عبر الاستشارات النيابية المُلزمة"، معتبراً "ان ما يجري الآن يُخالف الدستور بشكل صريح". وقال "منذ ايام عرض الوزير جبران باسيل على الرئيس الحريري اسم الوزير السابق محمد الصفدي لتسميته كمرشح لتأليف الحكومة. وعبّر الحريري وبإخلاص عن موافقته على تسمية الصفدي كرئيس مكلف، لكن الحريري اشار إلى ان ليس على استعداد للمشاركة فيها، لكنه على استعداد لإعطاء تلك الحكومة ثقته ودعمه".

اضاف "عندما يكون هناك سوء إدارة من قبل حكومة معينة او بسبب ظروف اقتصادية سيّئة تسببت بها اي حكومة، نجد هناك من يُسارع في تلك الحكومة ليقول ان هذه ليست مسؤوليته، وبالتالي يلجأ إلى تحميل المسؤوليات إلى الآخرين وتهمة التدخلات والمؤامرات الخارجية جاهزة"، لافتاً الى "ان ما يجري في العالم اليوم من حولنا، مختلف كثيراً عن العالم الذي مضى. هناك ثورة اتصالات ووسائل اتصال اجتماعي. لقد أصبحنا أمام وضع جديد سقطت فيه حواجز الزمان والمكان، كذلك حواجز الصمت والخوف. وبالتالي لم يعد بالإمكان معالجة تلك الأمور والمشكلات الناجمة عنها من خلال إطلاق التبريرات عن وجود مؤامرات".

وتابع "منذ ثمانية عشر يوما، قدم الرئيس الحريري استقالة حكومته، وذلك بعد ان حاول ان يصل الى توافق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالنسبة إلى طبيعة الحكومة العتيدة التي يفترض ان يُصار إلى تأليفها. لكن كان هناك استعصاء، وتمنّع عن التفاهم عن الصيغة التي يمكن التفاهم عليها. وبالتالي فقد عبر الرئيس الحريري عن موقفه، بشكل واضح. المتظاهرون يريدون حكومة اعضاؤها من اصحاب الخبرات وليس من الأحزاب السياسية. إلا انه واللأسف كانت هناك ردّة فعل غير مؤاتية من قبل الرئيس عون ونواب "التيار الوطني الحر"، ومن قبل "حزب الله" وحركة "امل" وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى. فالرئيس وهذه الأحزاب يريدون حكومة مختلطة من أشخاص اختصاصيين ومن اصحاب الكفاءات".

واعتبر السنيورة "ان الطريقة الصحيحة والدستورية التي ينبغي اعتمادها للتكليف، ان يُبادر رئيس الجمهورية مباشرة وعند استقالة الحكومة إلى دعوة النواب لاستشارات نيابية مُلزمة، لكن ما يقوم به رئيس الجمهورية مخالفة صريحة للدستور وتعد عليه. فالرئيس يقوم الآن بمشاورات لتحديد اسم الشخص المكلف وايضا يقوم بمشاورات لكيفية التأليف، وذلك بدلا من القيام باستشارات نيابية كما ينص عليه الدستور. وهذا تعد على صلاحيات الرئيس المكلف، لأنه هو الذي يقوم بعد تكليفه بهذا الدور لتحديد شكل وطبيعة ومكوّنات الحكومة العتيدة. وتعد ايضاً على صلاحيات المجلس النيابي الذي ينبغي ان يُشارك نوابه في الاستشارات النيابية".

وشدد على "ان هناك ضرورة ماسة للخروج من المأزق الكبير الذي عانينا منه وعايشناه في لبنان، ولا سيما في الحكومة الأخيرة. وهناك مطلب محق لدى الكثير من اللبنانيين من غير الأحزاب الذين يؤكدون اهمية تشكيل حكومة من الاختصاصيين من أصحاب الكفاءة ومن غير السياسيين. وهناك شبه استحالة في ان يتولى رئاسة الحكومة من لم تكن لديه تجربة في اصول الحكم او تجربة وزارية. وبالتالي هناك حاجة للتفتيش عن الشخص الملائم. لذلك كان موقفنا كرؤساء حكومة سابقين في ان يُصار إلى تسمية الرئيس الحريري، لأن لديه الرمزية الوطنية والمعرفة في اصول الحكم ولديه التجربة كرئيس حكومة سابق".

وختم "مطلوب توفير الوسائل لتحقيق ما يقترحه الحريري بأن تكون هناك حكومة من وزراء اختصاصيين من اصحاب الكفاءات. وينبغي ان تكون الممارسات والأداء من قبل جميع القوى السياسية على مستوى التحديات التي تواجهنا الآن. هناك مشكلات كبيرة، وطنية وسياسية واقتصادية ومالية، وهناك ثقة انحسرت وبشكل كبير إلى حدود الصفر، بين المواطنين وبين الدولة كذلك بينهم وبين الحكومة والمجتمع السياسي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o