Nov 15, 2019 4:43 PM
تحليل سياسي

تسـمية الصفدي قبل الاســتشارات تنتهك الدستور وتشعل الســـجالات
باسيل يحدد الموعد الاثنين..وبيت الوسط: يحاول ترميم وضعه ورجعت حليمة..
الحريري لـن يداوم في السراي دفعـا للتشكيل ويمنح الثقة دون تمثيل مباشر

المركزية- على نيران ثورة الشعب المتّقدة تصب السلطة السياسية زيتها. وعوض ان تهدئ الانتفاضة قبل ان تمضي باجراءاتها غير المطابقة لمواصفات مطالب الشارع، تزيد الطين بلّة بالاعلان عن اتفاقات على تسمية شخصية لرئاسة الحكومة، بغض النظر عن الاسم الذي لا يحظى برضى الثوار، ابرمتها قوى سياسية قافزة فوق الدستور ومقتضياته التي تلزم رئاسة الجمهورية باجراء استشارات نيابية تتم في ختامها تسمية الرئيس المكلف. دعسات ناقصة متتالية تقدم عليها السلطة، من دون مراعاة هواجس اللبنانيين فالى اين تمضي؟

حرب تسريبات: فغداة الاجتماع المسائي الذي ضم امس كلا من الرئيس سعد الحريري الى المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والوزير علي حسن خليل في بيت الوسط، والذي أفيد انه افضى الى اتفاق على تسمية الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة العتيدة، حفلت الساحة السياسية بالمعلومات والتسريبات والمعطيات والمعطيات المضادة التي توالت مصادر واوساط الاطراف المعنية بالتكليف والتأليف على ضخّها، فلفّت التفاهم الهش الذي حكي عنه، بعلامات استفهام كثيرة.

المستقبل لن يشارك: واعتبرت مصادر بيت الوسط أن تسمية الوزير السابق محمد الصفدي خطوة لتأكيد ضرورة الإسراع في الاستشارات النيابية. ولفتت إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري وضع مجموعة أسماء لاختيار أحدها لتشكيل الحكومة منها نواف سلام وسمير حمود ووليد علم الدين وعصام بكداشي بالإضافة الى تمام سلام ومحمد الصفدي الذي وقع الاختيار عليه من قبل الأحزاب الأخرى. وأكدت المصادر أن تيار المستقبل لن يُمثّل في الحكومة بشكل مباشر ولكنّ الحريري لن يتهرّب من مسؤوليّاته وسيمنح الحكومة الثقة. واشارت الى ان "الحريري يريد الانتقال الى حكومة تعمل من أجل البلد وإنهاء مرحلة تصريف الأعمال سريعاً". واوضحت اوساط بيت الوسط لـ"المركزية" انه لن يداوم في السراي لتصريف الاعمال مخافة اعتياد البعض على هذه الحال والتخلف عن تشكيل حكومة يحتاجها البلد في اقصى سرعة.

من جهتها افادت مصادر للـ LBCI أن المستقبل لن يشارك في الحكومة العتيدة ان لم تكن حكومة تكنوقراط، واسم الوزير السابق الصفدي كان من ضمن مجموعة من الاسماء جرى طرحها منها تمام سلام لكنه رفض . واضافت "لا موعد لاستشارات نيابية ملزمة والأمور تحتاج إلى المزيد من التشاور رغم الكلام الذي تردد عن خرق معين، وهناك نقاط تحتاج لتوضيح ومنها إبلاغ كل الأطراف بخيار الصفدي وتشاور الكتل بين بعضها".

اوساط الخليلين: في المقابل، قالت مصادر المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والوزير علي حسن خليل،  حول اللقاء مع الحريري في بيت الوسط: "لقد أصرينا على أن يتولى رئاسة الحكومة الرئيس سعد الحريري نفسه، ولا مانع عندنا من أن تكون ثلثا الحكومة تكنوقراط غير أن الحريري أصر على تكليف غيره، وبعد أن أكد أن الرئيس تمام سلام يرفض ترؤس الحكومة بادر إلى القول بأن "رؤساء الوزراء مجتمعين وافقوا على رئاسة الصفدي لهذه الحكومة، وتعهد بأن يتمثل المستقبل وأن يسمي الوزراء فيها. وتعاطينا مع هذا الأمر بإيجابية طالما حصل على إجماع المعنيين". ولاحقا نفت مصادر رؤساء الحكومات السابقين ان يكون هؤلاء قد ابلغوا الحريري موافقتهم على الصفدي واكدت ان ما تبلغه الخليلين ليس دقيقا.

الوسط يوضح!: وتعقيبا، قالت مصادر الوسط للـmtv: الكلام المنسوب للحريري في ما جاء عن مصادر الخليلين عن مشاركة المستقبل في الحكومة وتسمية الوزراء فيها غير دقيق لان الحريري لم يقدم اي تعهدات في هذا الشأن سوى التأكيد على موقفه من دعم الحكومة واعطائها الثقة وموضوع التمثيل الوزاري مسألة في عهدة الرئيس المكلف الذي يجب ان تكون لديه مساحة واسعة من حرية الاختيار وتكوين فريق عمله في هذا المرحلة الدقيقة.

باسيل والاستشارات: في غضون ذلك، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لـ موقع الـ mtv  عن احتمال أن تكون موافقة البعض على إسم الصفدي تهدف الى "حرقه":"لا أرغب بالسير الآن بهذه النظريّة، لأنّ الوقت ومسار الأمور هو الذي يحدّد إذا ما كان ذلك صحيحاً. ولكن، من جهتنا، أؤكّد أنّنا تواصلنا مع الوزير الصفدي وهو وافق على تولّي رئاسة الحكومة في حال حظي اسمه بموافقة القوى السياسيّة الأساسيّة المشاركة في الحكومة". وتابع: "إذا سارت الأمور بشكلٍ طبيعي، يفترض أن تبدأ الاستشارات يوم الإثنين، ليُسمّى الصفدي في ختامها، وإلا سنبقى في دائرة المراوحة بانتظار الاتفاق على إسم رئيس الحكومة".

..ورد "الوسط"! على الاثر، أكد المكتب الإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن ما أوردته محطة الـ MTV على موقعها الإلكتروني لم يكن نتيجة تصريح أعطاه الوزير بل نتيجة أجواء إعلامية على خلفية دردشة صحفية حول الأوضاع، وبالتالي فإن ما ورد يفتقد الى الكثير من الدقة في العناوين والتفاصيل. واثارت مواقف باسيل حفيظة التيار الازرق. اذ قال مصدر سياسي مقرب من بيت الوسط تعليقاً على كلام باسيل: "رجعت حليمة لعادتها القديمة" فالوزير باسيل حدد موعد الاستشارات قبل أن يحددها رئيس الجمهورية ومان على الرئيس الذي سيكلف قبل تكليفه وقبل الاستشارات التي سيجريها وأعلن عن أنّ التشكيل سيتم سريعاً" واضاف "باسيل يحاول ترميم وضعه على صلاحيات الآخرين وإذا أراد فعلاً أن يقدم خدمة للعهد ورئاسة الجمهورية ينبغي أن يطلب إجازة عن الكلام".

لا موعد بعد: وسط هذه الاجواء السجالية، افيد أنه في قصر بعبدا لم يحصل بعد تعيين أي موعد للإستشارات النيابية الملزمة رغم تسريب مسألة الاتفاق على اسم الصفدي كرئيس مكلف، والذريعة أن الأمر يحتاج للمزيد من التشاور. وقالت مصادر متابعة لإتصالات بعبدا أن طالما لم يحدد الرئيس موعد الاستشارات فكل ما يقال في هذا المجال يدخل في خانة الافتراض رغم التقدم الذي حصل بالموافقة على الصفدي. وأشارت هذه المصادر إلى أن موافقة الرئيس الحريري على تسمية الصفدي أتت مكبلة ومشروطة فالحريري لم يتعهد بالمشاركة بالحكومة ولم يوافق على صيغة التكنو سياسية وبالتالي فإن هناك شكوكا تحوم حول تسميته الصفدي. وأكدت المصادر المتابعة لاتصالات بعبدا أن الرئيس عون ليس بوارد أن يعيد الاصطفاف وفق ٨ و١٤ آذار وهو قضى عليه من خلال انفتاحه ولا يريد إعادة إحيائه. الى ذلك، نفت مصادر مقربة من قصر بعبدا لـ"المركزية" ان يكون القصر الجمهوري على علم او علاقة بكل ما صدر من تسريبات تتعلق بتشكيل الحكومة، واستغربت بعض المقاربات التي تتعلق بعملية التشكيل وحجم الحكومة وشكلها متمنية على الجميع الحرص على بقاء الأمور في إطارها الدستوري وعدم تحولها الى عملية تخبط قد تسهم في تعقيد الأمور.

اهتمامات الحكومة: من جهة ثانية، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدفاع الايطالي لورنزو غيريني الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا ان معالجة اسباب التحركات الشعبية ستكون من اولى اهتمامات الحكومة العتيدة، لافتا الى الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان حاليا والناتج عن سنوات عدة من الخلل في الاقتصاد الوطني الذي كان اقتصادا ريعياً. واكد رئيس الجمهورية ان معالجة هذا الخلل ستكون من خلال ورقة العمل الاقتصادية التي اقرتها الحكومة السابقة، والتي تركز على اهمية قطاعات الانتاج. وتناول اوضاع النازحين السوريين في لبنان، لافتا الى عدم تجاوب المجتمع الدولي مع الطلبات اللبنانية المتكررة لاعادتهم الى بلادهم، مجددا رفض لبنان الاقتراح الذي قُدم الى البرلمان الاوروبي لتحقيق دمج النازحين في المجتمعات المضيفة.

أمن المصارف: على صعيد آخر، وفي وقت اكد موظفو المصارف الاستمرار في الاضراب غدا، أعلن المكتب الاعلامي لوزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن في بيان أن، "بناء لتوجيهات وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، عقد اجتماع بين المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وبين وفد من جمعية مصارف لبنان، تم في خلاله الاتفاق على اتخاذ اجراءات امنية مناسبة من اجل ضمان عمل هذا المرفق الحيوي". وأكدت وزارة الداخلية من جهتها "التزامها بما جرى الاتفاق عليه".

اضراب المستشفيات: بدورها، نفذت المستشفيات اليوم اضرابا تحذيريا وأكّد نقيب أصحابها سليمان هارون أنّ الأزمة المالية تحولت إلى كابوس لأن مستوردي الأدوات الطبية غير قادرين على الاستيراد. وقال "بدأنا نلحظ نقصا في المواد مثل أدوية البنج والمعدات المستعملة في عمليات العضم وغيرها، ولدينا مهلة شهر أو شهر ونصف كحد أقصى وإلا سنقع في كارثة صحية كبيرة". في المقابل، أكّدت وزارة المالية أن جميع مستحقات المستشفيات الخاصة والحكومية المحولة من وزارة الصحة العامة قد تم صرفها بالكامل وتحويلها إلى حسابات المستشفيات في المصارف. كما تم صرف المساهمات المقررة للمتسشفيات الحكومية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o