Nov 15, 2019 4:20 PM
خاص

بكركي تدعم "الثورة" وصولا الى انتاج وطن يليق بمئوية لبنان الكبير
الصايغ: طمأنا الراعي ان الثورة لن تخمد حتى تحقيق المطالب

المركزية – استطاعت بكركي ان تحافظ على موقعها كمرجع وطني كبير يقصده الزوار يوميا للاطلاع على مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي أثبت منذ توليه سدة البطريركية عام 2011 حرصه على المحافظة على لبنان الواحد الذي لا يمكنه ان يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي.

وفي هذا الاطار، زار نائب رئيس حزب "الكتائب" الوزير السابق سليم الصايغ البطريرك الراعي ونقل اليه موقف الحزب  الداعي الى تشكيل حكومة تعيد الثقة وتأتي بخطة عمل اقتصادية اجتماعية غير سياسية تطمئن كل الناس ويتخلى فيها الجميع عن الانانيات لمصلحة لبنان، معتبرا ان ما يحمي مكونات الوطن هو القيم المشتركة وليس الحضور الكمي في الحكومة.

وعن الزيارة قال الصايغ لـ"المركزية": "جاءت في إطار التشاور الدائم مع مرجعية وطنية كبيرة، خاصة وان مواقف بكركي المتراكمة منذ بداية الثورة وما قبلها تشير الى دعم لمطالب الناس من دون اي تحفظ"، ولفت الصايغ الى "ان البطريرك، ومنذ توليه السدة البطريركية، دعا الناس الى التحرر، وقد كلفته هذه الدعوة، بأن سعى الكثير من الزعماء آنذاك إلى عرقلة مسيرته. دعوته جاءت قبل وقتها ولكنها كانت دعوة نبوية تقدمية، استبقت الامور. وهو لا يزال عند دعوته للشباب والناس للتحرر من التبعية الزبائنية والولاء للزعيم ومن الطائفية بالطريقة التي تمارس في لبنان، والتي اصبحت ضد الدين، وإنما الولاء للفكرة والوطن".

وأضاف: "طمأنا البطريرك ان هذه الثورة لن تخمد ولن نسمح بأن تخمد، لأنها ليست حدثا عابرا، ليست تظاهرة او اعتصاما او ظاهرة ستنطفئ بين ليلة وضحاها. هذه الثورة لن تقف الا عند انتاج سلطة سياسية جديدة في لبنان، وان الضغط سيستمر. وقد قلنا لسيدنا اننا سنلتزم بهذا الضغط، وفي الوقت عينه سنلتزم احترام الدستور والعمل من ضمن المؤسسات، لأننا لسنا حركة انقلابية ولا نقبل بأن نكون كذلك. نحن نقول ان هذه الثورة الشعبية حريصة على لبنان وعلى المجتمع اللبناني اكثر من اي سلطة قائمة في هذا البلد".

وتابع: "لمسنا قبولا بهذا الامر من قبل البطريرك الراعي، لا بل هناك دعم معنوي كبير من قبله الى ان تصل هذه الثورة الى خواتيمها، الا وهو انتاج لبنان جديد يليق بمئوية دولة لبنان الكبير ويؤكد على الثوابت اللبنانية التاريخية ويعطي المجال للبنان للمحافظة على القيم المشتركة ويفسح في المجال للشباب للانبثاق والتألق. وقلنا للبطريرك ان الافق السياسي، وهو يعرف ذلك تماما، لا يمكن ان ينقشع الا بعد تشكيل حكومة جديدة على اساس برنامج واضح يرتكز الى اعتماد الاصلاحات الذي تحدث عنها مؤتمر "سيدر"، اضافة الى مطالب الناس الا وهو قانون استقلالية القضاء واستعادة الاموال المنهوبة واعتماد الاشراف على انتخابات نيابية مبكرة، وعلى هذا الاساس تتشكل حكومة لفترة انتقالية بين السلطتين، بين هذه السلطة التي افلست لبنان وبين سلطة اخرى ستعيد انعاش لبنان".

وقال الصايغ: "لا افق سياسيا ولا بازار سياسيا ولا مفاوضات سياسية ولا حوارات من دون جدوى قبل الحكومة، لأن كل ذلك سيكون تمييعا وإضاعة وقت. مضى اسبوعان والسلطة تضيع الوقت، في حين كان بالامكان انجاز الامور بسرعة. طمأنا البطريرك ان مهما تصاعدت المواجهة، سنحرص دائما، انطلاقا من موقعنا المسؤول، على المحافظة على المرافق العامة والمؤسسات، لا سيما القوى الامنية والجيش اللبناني والمؤسسات الدستورية والقضاء، ولا خوف عليها. وجودنا في قلب هذه الثورة سيكون ضمانة اضافية لعدم استغلال هذه الثورة لا عقائديا ولا سياسيا من اي كان، لأن هذه الثورة هي ملك الشعب بكامله اشترك او لم يشترك بالنزول الى الساحات"، وشدد الصايغ على "أن المقعد الوزاري لا يضمن اي طائفة او اي حزب او منطقة، لأنها عروش مهتزة ولا تشكل اي ضمانة. ما يشكل ضمانة للجميع هو التكاتف لانقاذ لبنان من دون حسابات سياسية تقليدية، او يربح الوطن او الكل خسران. لا مجال للمناورة وتضييع الوقت واؤكد ان اخذ المواضيع الى امكنة طائفية او ايديولوجية، كما يحاول البعض، او استحضار الماضي البغيض او 8 و14 آذار او حواجز بين المناطق او استجلاب الطائفية... لن تمر، لأنها لو كانت ستمر لمرّت منذ البداية".

وختم: "اطلعنا البطريرك ان استعمال القوة المفرطة تجاه المتظاهرين امر مرفوض بالكامل، والمؤسسات الدولية تراقب، وكل عصا ترفع على اي شاب اعزل في لبنان هي عصا سيتم ملاقاتها حسب القانون الدولي وسيتم تحويل من رفعها مأمورا كان ام آمرا الى المحاكم المختصة وكل الامور ستكون موثقة وننبه الى اننا لسنا في دولة ديكتاتورية او بوليسية. اعظم الديكتاتوريات انهارت واحيل المسؤولون عنها الى المحاكمة وسجنوا وجردوا من كل حقوقهم. حذار ما يحدث بالنسبة للمتظاهرين من قمع. هذا امر غير مقبول وسيتم كشفه، كما هي الحال من منظمات دولية موجودة على الارض وكل الامور موثقة بالصوت والاسم والصورة. ولا يظنن احد ان الموجودين على الطرقات لا غطاء لهم، بل لديهم غطاء القانون وحق الدولة وهذا هو اقوى من اعتى الدول. وابلغنا الراعي بهذا الامر وهو موافق عليها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o