Nov 15, 2019 3:24 PM
خاص

حينما تقول ايران وسـوريا كلمتيـهما في ثورة لبـنان...
الدولة "الحلم" ستضع حدا لتدخلات الخارج والولاءات لطهران

المركزية- يوم امس اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى استغلال موجة التظاهرات في لبنان وتحويلها إلى حرب داخلية، مشيرا الى ان ثمة من يريد تغيير مسار التظاهرات في لبنان والعراق وقال إن اعتبار الولايات المتحدة دولة صديقة خطأ استراتيجي. واليوم، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مقابلة أجراها مع "قناة روسيا 24" و"وكالة روسيا سيغودنيا" ردا على سؤال عن التظاهرات في لبنان "ان الأهم أن تبقى الأمور في الإطار الوطني لأنها ستكون لها نتائج إيجابية ولأنها تعبر عن الشعب، لكن عندما يدخل العامل الأجنبي، فستكون ضد مصلحة الوطن، وهذا ما جربناه في سوريا."

الموقفان الرئاسيان الايراني والسوري من الشأن الداخلي اللبناني، توقفت عندهما مصادر سيادية عبر "المركزية" لتؤكد ان هذين الرئيسين بالذات هما آخر من يحق لهما الحديث عن التدخلات الخارجية في شؤون الدول عموما ولبنان الذي كان وما زال يعاني من افرازات تدخلاتهما في عمق شؤونه وقضاياه في شكل خاص. وما ثورة الشعب المنتفض في الشوارع والساحات ضد السلطة الحاكمة سوى نتيجة ما افرزه هذا التدخل الذي عمم ثقافة الرشى والفساد في هيكل الدولة ليتمكن من فرض من اراد ويريد من المسؤولين في المواقع التي تتيح وضع اليد على القرار.

واضافت: على الرفض المطلق للتدخل الخارجي في لبنان من اي جهة، وهو مدان، ان من واشنطن وحلفائها او من طهران ومن يلف لفها، فإن لبنان القابع تحت سطوة سلاح حزب الله الايراني وفائض قوته التي يمارس بها الضغط على الدولة برمتها من القادة السياسيين الى ابسط مواطن، وما الممارسات التي اعتمدت مع بعض ابناء الجنوب الذين ثاروا ضده في النبطية وصور وكفررمان سوى الدليل الى هذا الفائض، يعاني منذ عقود من هذه السطوة تحت ستار "المقاومة" التي يعتبر انه يمتلك حقها الحصري دون سواه من اللبنانيين الذين كانوا السباقين الى مقاومة اسرائيل والتاريخ شاهد. واذا كان لا بد من الاقرار بأن ثمة تدخلات خارجية غير ايرانية في لبنان، الساحة المفتوحة على الحسابات الدولية والاقليمية، فالواجب يقضي ايضا بالاقرار بإن احدا من الدول المتدخلة لم يبلغ درجة المجاهرة، كما فعل حزب الله الذي بدّى امينه العام السيد حسن نصرالله مصلحة طهران على لبنان واعلن بالفم الملآن "نعم، للذين يقولون إننا حزب إيران. نعم! إيران تمنحنا كلّ شيء: سلاحنا، وملابسنا، ومأكلنا ومشربنا، ومالنا وعقيدتنا... ونقول قيادتنا وادارتنا وولاية امرنا وقرار حربنا وقرار سلمنا هو بيد الولي الفقيه".

هكذا قالها السيّد نصرالله وفاءً واعترافاً بالجميل لكم "أنا أؤمن إيماناً عميقاً مطلقاً بولاية الفقيه".

وتعتبر المصادر السيادية ان الثورة التي يقودها الشعب ضد السلطة الفاسدة لن تقف عند حدود اطاحة الفاسدين ومحاسبتهم فحسب، بل ستذهب ابعد لاحقا بقطع الطريق على من يقيمون دويلة داخل الدولة ويمنعون الدولة القوية التي يريدها كل اللبنانيين، لا سيما الثوار من الجيل الطالع الذين يطمحون الى بناء لبنان الجديد، حيث لا سلطة ولا قرار الا للقانون واستنادا الى دستور الطائف الذي نص على جمع سلاح كل الميليشيات وحصره بيد الشرعية، وهي بطبيعة الحال المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية التي تضم في عدادها من يرغب من "ثلث الشعب اللبناني" بالانخراط في اسلاكها كما سائر اللبنانيين.

واذ تؤكد المصادر ان كل المحاولات التي يبذلها بعض المتضررين من الدولة القوية لاعادة عقارب الساعة الى الوراء ستبوء بالفشل، تماما كما محاولاتهم لتشكيل حكومات على قياس مصالحهم واهدافهم العابرة للحدود، توضح ان تعميم اجواء الترهيب بالحرب الاهلية كإحدى الوسائل المستخدمة ضد الثوار لن تزيدهم الا اصرارا على الصمود ايمانا بقضيتهم، اعادة بناء الدولة القوية التي تنشئ سدا منيعا في وجه كل التدخلات الخارجية من اي جهة اتت.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o