لبنان في مؤتمر روما: ملتزمون النأي بالنفس ونراقب تنفيذه فأمهلونا
الحريري: اضم صوتي لصوت عون...الاستراتيجية بعد الانتخابــات
بن سلمان: خامنئي هتلر الشرق واذا طوّر قنبلة نووية سنفعل بالمثل

المركزية- فرض مؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الامنية نفسه بنداً غير عادي على جدول الحدث السياسي اللبناني الداخلي العابق بروائح نسج التحالفات الانتخابية وتشكيل اللوائح، فيما كان رئيس الحكومة سعد الحريري يستبق الافتتاح بعقد لقاءات على مستوى من الاهمية مع مسؤولين دوليين روس وسعوديين وفرنسيين اجمعوا على دعم لبنان واستقراره، تماما كما لقاءات قائد الجيش العماد جوزف عون الذي خصته ايطاليا بأكثر من لفتة ان على مستوى طبيعة اللقاءات او بمنحه الوسام الايطالي الارفع.

مساعدات قيّمة: وفيما بات معلوما ان اطار المؤتمر لن يتعدى الدعم السياسي الدولي الى مساعدات تعلن من على منبره اليوم، الا ان ما تكشف حتى اللحظة من معلومات يبشر بمساعدات قيّمة للقوى الامنية والعسكرية وعلى رأسها الجيش اللبناني المنوطة به مهام كبيرة يتوجب عليه القيام بها في ما يخص الجبهتين الجنوبية والشمالية الشرقية على وجه الخصوص.

 وفي السياق، اكد دبلوماسي غربي رفيع لـ"المركزية" ان الايطاليين الذي يقدمون المساعدة للجيش اللبناني بشكل اساسي مصممون على انجاح المؤتمر وتبيان التحديات الحقيقية الماثلة امامه كسلطة عسكرية منوط بها الدفاع عن لبنان حصريا. ومن هذا المنطلق، تعمل روما على تقوية القوات البحرية الى جانب دول اخرى بأوجه متعددة منها التدريب ومنها عبر مدّه بالاسلحة والمعدات، اضافة الى توسيع اطار عمل وقدرات المؤسسة العسكرية برا وجوا. واذ تؤكد مصادر متابعة لملف الدعم الدولي للجيش والاجهزة الامنية اللبنانية، ان المساعدات ستأتي تباعا، تشير عبر "المركزية" الى دور ايطالي كبير في حث الدول الاوروبية على تقديم المساعدات للبنان والاستثمار في الجيش اللبناني، نظرا لما فرضته قيادته من صدقية على الصعيدين الدولي والعربي في الحرب على الارهاب. وتجلى ذلك بوضوح من خلال الاهتمام البالغ بقائد الجيش الذي تشكل انجازاته الضمانات التي تعتمد عليها الدول في اقرارها المساعدات للمؤسسة العسكرية. وقد خصه الجانب الايطالي بلقاءات ثنائية مع نظيره وكبار الضباط في الجيش.

المؤتمر والاستراتيجية الدفاعية: ولعل ابرز ما جاء في كلمة الرئيس الحريري، في افتتاح مؤتمر روما حرصه على بعث رسالة للمجتمع الدولي تؤكد التزام لبنان الجدي ببحث الاستراتيجية الدفاعية، اذ قال أن "رئيس الجمهورية ميشال عون اعلن منذ 3 ايام ان استراتيجية الدفاع ستناقش بعد الانتخابات النيابية وانا اضمّ صوتي لصوته".وقال: "نحن ملتزمون بالاستثمار بقواتنا المسلحة في الموازنة... فحكومتي ملتزمة باستكمال العمل للدخول في اجندة من الاصلاح والتجدد في القطاع الامني في لبنان" وتابع: "سنرسل المزيد من جنود الجيش اللبناني الى الجنوب، ونشكر الدول المختلفة التي تشارك في اليونيفيل، الا ان اسرائيل تبقى التهديد الامني للبنان فتهديداتها لم تتوقف وهي لا تزال تخطط لبناء الجدار على مناطق التحفظ على الخط الازرق".

غوتيريس: اما الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس فدعا لتعزيز الجهود من أجل دعم القوى الأمنية اللبنانية، معتبرا ان للامر أثرا على سيطرة القوى الأمنية على الحدود البحرية موجها التحية الى الإمكانيات الكبيرة الموجودة في خطط القوى الأمنية. واذ اكد ان لبنان عامود أساسي للاستقرار في المنطقة وهذا ينتج عن عمل جبار من قبل القيادة والشعب، اوضح ان هذا المؤتمر جزء من أجندة أوسع بعد، داعيا الحكومة اللبنانية إلى الإستفادة من هذا الزخم الدولي".

 لقاءات الحريري: وقبيل وصوله الى مقر وزارة الخارجية الايطالية، عقد الرئيس الحريري سلسلة لقاءات مع مسؤولين دوليين، فاستقبل صباحا الممثل الشخصي للرئيس الروسي للشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي قال بعد اللقاء "ناقشنا مع دولة الرئيس اهمية مؤتمر روما -2 لتعزيز القدرات القتالية للجيش ليتمكن من محاربة "داعش" و"النصرة". ونحن على تعاون في اكثر من مجال مع الحكومة ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية في مجال تدريب الكوادر وتبادل المعلومات فيما يتعلق بالجرائم والارهاب الدولي عبر الحدود...نحن مسرورون جدا من الحوار السياسي بين بلدينا على اعلى المستويات والتطورات في لبنان وحوله والازمة في سوريا والوضع في الخليج وفلسطين والتسوية في الشرق الاوسط. فلبنان من اهم الدول في المنطقة ونطلب من الجميع احترام سيادته ومصالحه السياسية والاقتصادية والامنية". كما التقى الحريري مساعد وزير الدفاع السعودي محمد بن عبدالله العايش، ثم وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان يرافقه الموفد الفرنسي المكلف بالتحضير لمؤتمر "سادر" بيار دوكان. وجمعت الطرفين مائدة غداء.

باسيل... اشطبوا من يغادر لبنان: اما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فشارك في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لحفظ الكرامة وتشارك المسؤولية وحشد العمل الجماعي من أجل "الأونروا"، الذي عقد في روما وألقى كلمة لبنان، فدعا المنظمة  الى شطب كل لاجئ فلسطيني من قيودها في حال تغيبه عن الاراضي اللبنانية او في حال استحصاله على جنسية بلد آخر. كما دعا المجتمع الدولي الى تنظيم حملة العودة الطوعية للاجئين السوريين. وقال: النازح واللاجىء يبقى على أرضنا فيما الوعود تتبخر تاركةً لبنان وحيداً".

البنك الاوروبي: وفيما يترقب لبنان نتائج عملية على المستوى الامني- العسكري من مؤتمر روما عشية انعقاد مؤتمر سادر في باريس، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما شاكرابارتي خلال استقباله في قصر بعبدا، إلى "المساهمة في المشاريع التي أعدّها لبنان لتحسين قطاع الخدمات العامة لا سيما تأهيل شبكات الطرق والمرافئ ومطار رفيق الحريري الدولي، إضافة إلى القطاعين الطبي والتعليمي"، مشيراً إلى "ضرورة الاهتمام أيضاً بقطاع الطاقة خصوصاً بعدما أطلق لبنان أخيراً آلية  التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية." اما المسؤول الاوروبي فشدد على ان لبنان مهم جداً للبنك وللمجتمع الدولي ليس لأنه يلعب دوراً اساسياً في استقرار المنطقة فحسب، بل يشكّل ايضاً مثالاً للمصالحة  الوطنية. وهذا ما كان محور بحث اليوم مع رئيس الجمهورية لا سيما لجهة ما يقوم به مع الحكومة لتثبيت هذه المصالحة والتوافق  بين اللبنانيين. واكد ان لدى لبنان قدرة هائلة للنمو من خلال ما يتمتع به من ثقافة المساهمة، وقطاع خاص حيوي معروف عنه ليس في الداخل فحسب بل في الخارج ايضا. واعتقد ان هناك الكثير الذي يمكن البناء عليه في المستقبل. لدى البنك خطة استثمارية تمويلية  للحكومة، ونتطلع الى مؤتمر باريس لتقديم مساهمتنا فيه.

مجلس الوزراء: الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية العادية في قصر بعبدا الثلثاء المقبل برئاسة الرئيس عون وعلى جدول اعماله مشاريع وملفات ادارية عادية فيما يتوقع ان يضع رئيس الحكومة المجلس في اجواء نتائج مؤتمرات روما واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الدوليين.

هتلر الشرق: في المقلب الاقليمي، حذّر ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من أن "إذا طوّرت إيران قنبلة نووية فإن بلاده ستفعل الشيء نفسه في أسرع وقت". وردا على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية أذيعت مقتطفات منها عما إذا كانت السعودية تحتاج إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران، قال "المملكة لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، لكن من دون شك، إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن". وشدد على ان "إيران ليست منافسا للمملكة العربية السعودية، ووصف ولي العهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بـ"هتلر الجديد في الشرق الأوسط"، معللا ذلك بأنه "يريد التوسع، عبر إنشاء مشروع خاص به في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير مشروع هتلر في ذلك الوقت".