Nov 13, 2019 4:23 PM
تحليل سياسي

قصـر بعبدا "هـدف" جديد لتظاهرات الثوار بعد استشهاد ابو فخر
دحض تسريبات عن اعتذار الحريري واتجاه لتحديد الاستشــارات
مواجهات في جل الديب وعون للموفد الفرنسي: حكومة تكنوسياسية

المركزية- أهل "الثورة" سيروون كل يوم سيرة علاء ابو فخر. سبعة وعشرون يوما من مسيرة عمدها جسده بالدم فأخرجت دموع اللبنانيين قبل الآوان. على درب الحلم بلبنان جديد ناضل من اجله كان السباّق على مذبحه وقد بلغ من الجرأة لاجله حد الاستشهاد.

قضى علاء برصاصة في رأسه امام زوجة مفجوعة وابن لا بد ان يكمل المشوار، فالحلم لن يضيع ، وعلاء سيبقى ينبض في عروق كل لبناني طامح الى بناء دولة تليق بشعبها وفي ضمير ووجدان رفاق الدرب نحو دولة الحلم الخالية من الفساد والصفقات والرصاص مهما كان المشوار طويلا والتضحيات كبيرة.

التخبط مستمر: وبعد...في اليوم الثامن والعشرين عادت الكلمة للشارع مع معاودة الثوار قطع الطرق الاساسية على امتداد الاراضي اللبنانية، وتظاهرهم امام القصر الجمهوري، وقد زادهم استشهاد رفيقهم علاء امس في خلدة، تصميما على مواصلة النضال حتى تحقيق مطالبهم. اما في السياسة، فاستمر التخبط على حاله، لا بل بدا ان منسوبه ارتفع.

نحو الاعتذار؟: فقد ضج البازار الحكومي بموجة من التسريبات المتعمدة من جهات معنية بالتكليف والتأليف عنوانها اعتذار الرئيس سعد الحريري عن التشكيل الامر الذي نفته بشدة اوساط الحريري مستغربة استخدام عبارة الاعتذار عن التشكيل، وهو بعد لم يكلف بالمهمة. واعتبرت مصادر متابعة ان هدف التسريبات ممارسة الضغط على الرئيس الحريري لحمله على الرضوخ للشروط التي يحاول بعض القوى السياسية فرضها عليه.

وكانت مصادر مطلعة أكدت للـLBCI  أنّ الاتصالات قائمة حكومياً، وعلى الأرجح أن يتجه الحريري الى  الاعتذار عن التشكيل وهذا التطور حتمًا سيُكثّف الاتصالات للاتفاق مع الحريري على مرشح لتكليفه، وعليه سيتحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة. ولفتت إلى أنّ الأجواء السلبية كانت مهيأة قبل مقابلة الرئيس ميشال عون التلفزيونية وهو ما تأكد من خلال الرسائل عبر الواتساب والحديث عن تحركات في اماكن محددة فور انتهاء كلمة الرئيس، وتقارير الاجهزة الامنية عن تجمعات يُحضّر لها في اماكن باتت تقليدية منذ بدء الاحتجاجات والرغبة في استكمال المخطط  الموضوع بتصويب المسار الذي يتدرج بالمطالب ومخطط واضح للنيل من رئيس الحمهورية ووضع الحراك في وجهه على الرغم من كل التوضيحات. بدورها، قالت المنار: الاتصالات الحكومية قائمة وعلى الأرجح أن الحريري سيتجه إلى الاعتذار عن التشكيل. واضافت " بناء على هذا التطور ستتكثف الاتصالات للاتفاق مع الحريري على مرشح لتكليفه". من جانبها، قالت معلومات محيطة بالاتصالات عبر otv ان الأفق مسدود تماما أمام الحل وهناك تباعد بين وجهتي نظر الرئيسين عون والحريري الذي يصر على حكومة اختصاصيين ولن يتدخل في تسمية اي رئيس حكومة آخر على قاعدة أنه كيف يغطي تركيبة لغيره لا يرضاها لنفسه.    

الحريري عند موقفه: وأكّدت مصادر متابعة للوضع الحكومي أنّ الحريري عند موقفه بضرورة تأليف حكومة من أصحاب الكفاءة والاختصاص تتولى تنفيذ أجندة اقتصادية محددة تتضمن ورقة الحكومة الاقتصادية وبعض العناوين الاصلاحية خلال مدة ٦ اشهر. وأشارت إلى أنّ "هذا الاقتراح ما زال يصطدم بالاصرار على حكومة مختلطة من السياسيين والتكنوقراط، اي حكومة قريبة بمواصفاتها من الحكومة المستقيلة مع بعض التحسينات"، موضحة أنّ "الامور متوقفة عند هذه النقطة قبل حديث الرئيس عون التلفزيوني، ولم يطرأ اي جديد يفيد خلاف ذلك". وقالت المصادر:"هناك من يتجه بالامور نحو تسمية شخصية، قد تحظى بقبول الحريري وقد لا تحظى، والامور مرهونة بما ستسفر عنه اتصالات الساعات المقبلة. وباختصار؛ الحريري لن يمشي بحكومة لا تأخذ في الاعتبار المتغيرات السياسية التي حصلت".

الايجابيات انتكست: وليس بعيدا، اوضحت اوساط مطّلعة على اجواء "حزب الله" لـ"المركزية" "ان الاجواء الحكومية كانت في بداية التفاؤل الا انها عادت و"إنتكست" بسبب التطورات الدراماتيكية امس"، ولفتت الى "ان الحزب لا يزال مصرّاً على تشكيل حكومة تكنوسياسية من 18 وزيراً برئاسة الرئيس الحريري، لان المرحلة دقيقة وتحتاج تحمّل الجميع لمسؤولياته". اما عن سبب رفض حزب الله لحكومة تكنوقراط من وزراء حياديين، نقلت الاوساط عن الحزب قوله "ان في لبنان لا يوجد اناس مجرّدون عن السياسة. فلكل شخص انتماءات حزبية وسياسية بطريقة مختلفة، تتراوح بين الـ"فاقعة" والـ "خفيفة". وفي السياق ترددت معلومات عن احتمال تحديد موعد الاستشارات في الساعات المقبلة، مع ابقاء الباب مفتوحا على المشاورات مع الرئيس الحريري.

عون لفارنو: وسط هذه الاجواء، ابلغ رئيس الجمهورية، مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، ان الحكومة العتيدة ستلتزم تنفيذ الورقة الاصلاحية التي اقرتها الحكومة السابقة اضافة الى عدد من القوانين التي يفترض ان يقرها مجلس النواب في سياق مكافحة الفساد وملاحقة سارقي المال العام بعد رفع الحصانة عنهم. واشار الرئيس عون الى ان التحركات الشعبية القائمة حاليا رفعت شعارات اصلاحية هي نفسها التي التزم رئيس الجمهورية تحقيقها، ولكن الحوار مع معنيين في هذا الحراك الشعبي ما يزال متعذرا، على رغم الدعوات المتكررة التي وجهها رئيس الجمهورية اليهم. وشدد عون خلال اللقاء الذي حضره السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي على انه سيواصل اتصالاته لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة معربا عن امله في ان يتحقق ذلك في وقت قريب، مكررا خياره بأن تكون الحكومة الجديدة مؤلفة من سياسيين وتكنوقراط لتأمين التغطية السياسية اللازمة كي تتمكن من نيل ثقة الكتل النيابية اضافة الى ثقة الشعب. كما شدد على ان الاوضاع الاقتصادية تزداد تردياً نتيجة ما تمر به البلاد حاليا من تظاهرات واضرابات، فضلا عن التداعيات السلبية التي تركها نزوح اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري الى لبنان. لكنه اعتبر ان بدء التنقيب عن النفط والغاز في خلال الشهرين المقبلين سوف يساعد على تحسن الوضع الاقتصادي تدريجيا. وشكر الرئيس عون الموفد الفرنسي على الاهتمام الذي يبديه الرئيس ايمانويل ماكرون بالوضع في لبنان الذي كان دائما صديقا لفرنسا وموئلا للفرانكوفونية وللقيم التي يؤمن بها البلدان. ونقل السفير فارنو الى الرئيس عون تحيات الرئيس الفرنسي ماكرون ووزير الخارجية جان ايف لودريان، مبدياً اهتمام بلاده بالوضع في لبنان وحرصها على سيادته واستقلاله وسلامة اراضيه ووحدة شعبه. كما اشار الى استعداد بلاده لمساعدة لبنان للخروج من محنته الراهنة.

في الخارجية: وانتقل الموفد الفرنسي الى الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. وشكر باسيل فرنسا ورئيسها على "اهتمامهما بلبنان وعلى الجهود المبذولة للحفاظ على استقراره ومنع انزلاقه الى الفوضى او الى الإنهيار المالي". وأبلغ الوزير باسيل الموفد الفرنسي "وجوب عدم دخول أي طرف خارجي على خط الأزمة اللبنانية واستغلالها"، مؤكدا "ان مسألة تشكيل الحكومة داخلية، وقد وصلت الى مراحل متقدمة وإيجابية"، مشيرا الى ان "لبنان ملتزم بمسار مؤتمر "سيدر" أيا تكن الحكومة المقبلة، وان التحدي هو بالإسراع في تنفيذه وتطبيق الاصلاحات المنشودة، وهو ما يشكل استجابة لمطالب الناس". وبعدها زار فارنو بيت الوسط فاستقبله الرئيس سعد الحريري، ثم عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

بري والفراغ: وكان بري دعا في لقاء الاربعاء، وفق ما نقل عنه النائب علي بزي، الى الحفاظ على الانتظام العام وتجديده المطالبة بالاسراع بتأليف حكومة جديدة وبتحمل الجميع مسؤولياتهم. وقال "رغم احقية معظم مطالب الحراك الحقيقي طالب بري بضرورة الحفاظ على الانتظام العام للمؤسسات التربوية والصحية ودعا الجميع الى صيانة السلم الاهلي والوحدة الداخلية". واضاف "بري اعتبر ان المرحلة الراهنة تستدعي تحمل المسؤولية للجميع لانتشال الوطن من قعر هاوية ان حصلت لن يسلم من تداعياتها احد على الاطلاق". الى ذلك، اكد بزي ان بري "يجدد مطالبته بتشكيل حكومة جامعة و قادرة على تحقيق امنيات اللبنانيين بمكافحة الفساد والالتزام بالاصلاحاات الاقتصادية وتطوير الحياة السياسية وجدد حذره من الوقوع في الفراغ السياسي".

باسيل والفرصة: في المواقف، غرد باسيل قائلا "واثق ان الناس الطيبين يريدون الاستقرار والاصلاح معاً في حمى الدولة والحرية، حرية التظاهر والتنقل معاً. كل نقطة دم تسقط تدمينا وتنبّهنا بأن لا يجرّنا أحد الى الفوضى والفتنة.اللحظة الآن لتشكيل حكومة تستجيب للناس وتكسب ثقة البرلمان، والاتصالات تبلورت ايجابياً.لا يجب ان تضيع الفرصة".

امن المصارف: على صعيد آخر، وفي حين واصلت سندات لبنان الدولارية التراجع، أكد رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج ان اضراب الموظفين مستمر، بغض النظر عن الامور التي استجدت في البلد. وفي إطار المساعي إلى توفير الحماية الأمنية لموظفي المصارف، اجتمعت وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن مع هيئة مكتب جمعية مصارف لبنان برئاسة رئيس الجمعية سليم صفير. وتحدث صفير خلال اللقاء، عن "الإشكالات التي حصلت في بعض المصارف وتعرُّض موظفين لاعتداءات، وهذا ما حدا باتحاد نقابات موظفي المصارف إلى إعلان الإضراب المفتوح واشتراطه ضمان الأمن في فروع المصارف من أجل العودة إلى العمل". وأثار وفد الجمعية مع الوزيرة الحسن إمكانية تأمين حماية أمنية لفروع المصارف، فوعدت بدرس الموضوع مع القادة الأمنيين قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o