Nov 13, 2019 6:47 AM
صحف

التعقيدات تتضاعف وعون ينسف المبادرة الفرنسية!

نسف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المبادرة الفرنسية قبل ان تبدأ، اذ وصل امس الى بيروت رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، وهو اذا لم يكن يحمل مبادرة واضحة كما تفيد مصادر "النهار" بل مجرد استطلاع يرفع بعده تقريراً الى رؤسائه المهتمين بمتابعة الوضع اللبناني والحث على الاسراع في تأليف حكومة جديدة تحظى برضى اللبنانيين أولاً، قبل المجتمع والمؤسسات الدولية الحريصة على استقرار لبنان والمستعدة لمساعدته اذا تمكن من الاتفاق على حكومة نظيفة واتخذ الاجراءات الاصلاحية الضرورية، فان التطورات الاخيرة والتي طرأت ليل أمس لن تساعد على الاقل في لقاء المسؤولين اللبنانيين، كذلك هيئات المجتمع المدني ومجموعات الحراك التي تضغط بعضها على البعض لعدم لقائه ورفض كل تدخل خارجي ومحاولات استيعابها كما تدعي.

الموقف الروسي: وفي شأن متصل، دخلت روسيا على خط الصراع والتأليف، وبعد موقف سابق للسفير الروسي لدى بيروت الكسندر زاسبيكين رأى فيه ان " أزمة العملة في لبنان هي خطة أميركية لإحداث الفوضى"، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس "تأييد روسيا لمحاولات رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري تشكيل الحكومة". لكنه اعتبر أنّ "فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط هي أمر غير واقعي"، ما يشي بمزيد من التعقيدات وصراعات على الحكومة تتجاوز الحسابات الداخلية لتربط عملية التأليف بأزمات المنطقة، خصوصا بعد الكلام الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي نص "بياناً وزارياً" عنوانه اقتصادي وباطنه سياسي.
التعقيدات تضاعفت: المشهد العام باختصار، التعقيدات تضاعفت، زادتها ليلاً الطرق المقفلة والاطارات المشتعلة وقطع أوصال المناطق والتي يمكن ان تنذر بمواجهات بين المواطنين واراقة دماء كان اولى ضحاياها علاء ابو فخر في خلدة. اما سياسيا، فالمخرج لم ينضج، ولا حل للحكومة في الافق، اذ ان مواقف الاطراف على حالها، والإيجابية الوحيدة التي تسجل كانت حتى أمس في استمرار الاتصالات. واستناداً الى آخر الاتصالات، يتمسّك "حزب الله" كما الرئيس نبيه بري بالحريري لرئاسة الحكومة المقبلة، ويصران على حكومة مختلطة من السياسيين والاختصاصيين، ولاخيار لديهما حتى اللحظة سوى الحريري، وان ما يطرحه الوزير جبران باسيل من حكومة اختصاصيين خالية من السياسيين، يرئسها بديل من الحريري، يناقض ما يطالب به الثنائي الشيعي اقله حتى الآن. والفريقان عندما يصابان باليأس من الاتفاق مع الحريري على صيغة الحكومة المقبلة، ينتقلان للاتفاق معه على شخصية أخرى، لكن مصادر مطلعة تؤكد لـ"النهار" ان الحريري لن يقدم على تسمية بديل أو يوفر الغطاء لهذا البديل.
وابلغت المصادر المواكبة للاتصالات "النهار" ان ما يجري تداوله من مقترحات حكومية بديلة ليس الا أفكاراً عامة، والامور تراوح مكانها وان شيئاً لم يتحقق على صعيد خرق الجدار المسدود، وان الاتصالات القائمة لم تنته الى صيغة يتوافق عليها الجميع.

الموفد الفرنسي: ووصل أمس إلى بيروت الموفد الفرنسي، مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية، كريستوف فارنو، ليلتقي عدداً من ممثلي القوى السياسية. وبالتزامن، اتّسعت الاتصالات من قبل السفارتين الاميركية والبريطانية مع قوى سياسية، وممثلين عن "المجتمع المدني"، وسط كلام كثير عن "نصائح غربية بمعالجة تقوم على فكرة الحكومة غير السياسية". ونقل متصلون بالسفيرة الاميركية أسئلة حول تأثير ما يحصل على صورة حزب الله في الشارع، وعلى قدرة الجيش على تولي ادارة الامن على كامل الأراضي اللبنانية". فيما نقل سياسيون من العاصمة الفرنسية "نقاشات لافتة عن الصيغة القائمة في لبنان، وان الحديث تجاوز التسوية الرئاسية ليلامس السؤال عما اذا كان اتفاق الطائف لا يزال فعالا". ولمس هؤلاء انه "للمرة الاولى بدأت تتردد في أوساط غربية اجواء عما اذا كانت هناك حاجة الى تدويل الازمة من باب الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة باشراف دولي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o