Nov 12, 2019 3:23 PM
خاص

اسـرائيل تغتال قائدا في "الجهاد الاسـلامي".. التصعيد في غزة الى أين؟
عملية تندرج في اطار تثبيت تل ابيب شبكة أمانها من سوريا الى القطاع!

المركزية- أعلنت تل ابيب اليوم أنها اغتالت بهاء أبو العطا، أبرز قادة "حركة الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه شن ضربة جوية، ضمن عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) ضد مبنى كان أبو العطا موجودا في داخله، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو صادق على تنفيذ العملية. من جانبها، أكدت مصادر فلسطينية أن أبو العطا قتل في غارة إسرائيلية فجر اليوم. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت بصاروخين منزلا شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأسفر القصف عن مقتل "المواطن بهاء أبو العطا (42 عاماً) ومواطنة اخرى واصابة آخرين نقلوا إلى مستشفى الشفاء" في المدينة، بحسب "وفا". وفق الكيان العبري، "نفذ أبو العطا عمليا، معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة وكان بمثابة قنبلة موقوتة، وقاد وتورط في شكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي بطرق مختلفة ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص (...) كما كان ابو العطا، مسؤولا عن معظم العمليات التي انطلقت في العام الأخير من قطاع غزة، والجولات القتالية وإطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة في الأشهر الأخيرة". وفور إعلان عملية الاغتيال، أغلق الجيش الإسرائيلي طرقات في المنطقة المحيطة بقطاع غزة وتم وقف التعليم في المستوطنات القريبة من الحدود بما فيها مدينة سديروت. وأشار إلى أنه قام بتعزيز قواته في المنطقة، تحسبا لـ"مجموعة واسعة من السيناريوهات الهجومية والدفاعية". وسط هذه الاجواء، أعلن نتنياهو أن "القتال قد يطول مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بعدما قتلت إسرائيل ابو العطا". وقال نتنياهو للصحفيين من مقر قيادة الجيش: "إسرائيل لا تسعى للتصعيد، لكننا سنفعل كل شيء لحماية أنفسنا... وهذا قد يستغرق وقتا. المطلوب هو الجَلَد والهدوء".

في المقابل، توعدت الحركة إسرائيل بـ"رد مزلزل". أما الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقال ان  طبيعة رد المقاومة وحجمه تحدده القوى العسكرية للفصائل الموجودة على الأرض، مبرزا أن الرد "يجب أن يكون رادعا للاحتلال ويوازي الجريمة ويمنع تكرارها". واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ان جريمة اغتيال أبو العطا محاولة من الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وضرب فصائل المقاومة وقادتها، مضيفا "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لخلط الأوراق لقطع الطريق على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".

هذه التطورات التي تؤشر الى تدهور الوضع من جديد بين القطاع وتل ابيب، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، لا يمكن فصلها عن مخططات الكيان العبري لتثبيت شبكة الامان التي ينسجها حول نفسه، وتوسيعها أكثر، وهي تقوم على استهداف مقار ونقاط للحرس الثوري الايراني ومتفرعاته في سوريا (كان آخرها فجرا في دمشق) من جهة، واضعاف حماس وفصائلها في غزة، من جهة ثانية، خاصة وان تل ابيب تعتبرها تدور في الفلك الايراني وتشكل تهديدا لامنها القومي. فهل سينتهي التصعيد بين الجانبين عند هذا الحد؟ ام ستنزلق الامور ميدانيا وعسكريا، في شكل دراماتيكي؟

الرئاسة الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لإجبار إسرائيل على وقف العدوان. أما الاتحاد الأوروبي فدعا إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام". وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني في بيان إن "وقف التصعيد ضروري الآن حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مشددة على أن "إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول إطلاقا ويجب أن يتوقف فورا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o