Nov 08, 2019 4:35 PM
تحليل سياسي

التشـكيل و"الثـــورة"... اشــتباك فـوق أنقــاض الجمهوريـــة
موفد فرنســي في بيروت خلال أيام وبومبيـو: علينا مسـاعدة لبــنان
حزب الله يشارك في الحكومة حضورا وفاعلية والحريري يرفض "الاستنساخ"

المركزية- مع انتفاء المبادرات الجدّية لإيجاد مخرج للمأزق الذي علقت فيه البلاد وتعاطي السلطة السياسية بطريقة لا ترتقي الى مستوى وحجم خطورة الازمة، ولا الى مطالب الثورة في يومها الثالث والعشرين، يستمر الاشتباك السياسي الحكومي على ضفتي التكليف والتأليف على رغم الحراك المتواصل بين المقار المعنية وأبرزها بين بعبدا وبيت الوسط وبين الاخير والضاحية وعين التينة، من دون ان يحقق اي خرق في الساعات الماضية، بدليل عدم توجيه الرئاسة الاولى اي دعوة الى الاستشارات النيابية.

لكن الخرق مرتقب على الارجح من الباب الخارجي، اذا ما حمل موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كريستوف فارنو الذي يصل الى بيروت بحسب دوائر البروتوكول في وزارة الخارجية اللبنانية في 13 الجاري بعدما تردد أنه سيصل مساء اليوم، ما يدفع المسؤولين الى تسريع خطواتهم والنزول عن عروش مواقفهم تلافيا لغرق السفينة بمن فيها، خصوصا ان فرنسا كانت تحركت على خط طهران سعياً للحل. وقد استبق السفير الفرنسي برونو فوشيه وصول فارنو بزيارة الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي التقى ايضا سفير الامارات حمد بن سعيد الشامسي، وتوافقت وجهات النظر على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.

عون وقوانين الاصلاح: في الانتظار، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفير رالف طراف ان مجلس النواب سوف يباشر في درس مشاريع قوانين اصلاحية احيلت اليه، وتتناول خصوصاً مسألة مكافحة الفساد ورفع الحصانة ومحاسبة المسؤولين عن الهدر المالي والتهرب الضريبي الذي حصل منذ اكثر من 20 سنة، مؤكداً ان الحكومة العتيدة ستعمل على تطبيق مضمون الورقة الاقتصادية التي اقرتها الحكومة المستقيلة. أما السفير طراف فنقل الى الرئيس عون اهتمام دول الاتحاد الاوروبي بالتطورات، على ان يتمكن لبنان من الخروج من الازمة التي يمر بها راهناً.

حزب الله يشارك: حكوميا ايضا، أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "حزب الله يشارك بفاعلية في المشاورات مع رؤساء الكتل النيابية ومع المعنيين من أجل تشكيل الحكومة، ونأمل وندعو أن تنجز الصيغة النهائية لاسم رئيس الحكومة والحكومة قريبا إن شاء الله"، ولفت الى أن "حزب الله سيتابع دوره في حمل هموم الناس والعمل للاصلاح ومكافحة الفساد، وسيكون حضوره وتمثيله فاعلا في الحكومة التي ستتألف، فهو جزء من الحكومة المقبلة لأنه جزء من هذا الشعب ومن هذا الاختيار، وسيعمل على أن يكون صوت الناس مسموعا وأوجاعهم محل معالجة". أضاف: "الآن، ما قبل الحراك الشعبي يختلف عما بعده، ويجب أن تكون مطالب هذا الحراك حاضرة ومقدمة على أصحاب رؤوس الأموال. وتابع "نحن اليوم نعمل بكل دأب وسعي لوجوب ان تكون هذه الحكومة إنقاذية ومحطة تعطى من خلالها الفرصة كي لا يقع البلد في الفوضى، وهذه هي البداية.

...والحريري يرفض: على خط بيت الوسط، اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"المركزية" "ان الرئيس الحريري لا يتهرّب من المسؤولية، لكنه يرفض "إستنساخ" تجربة الحكومة الحالية، لان البلد لم يعد يحتمل هذا النوع من الحكومات"، واستغرب كيف "ان هناك من يصرّ على تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة في وقت اعلن رغبته بتشكيل حكومة تكون على مستوى الشعب المُنتفض تضمّ اخصائيين ومستقلّين". ولفت الى "ان الحريري لا يرغب بترؤس الحكومة ولا بتسمية شخصية من فريقه السياسي، لان المرحلة تتطلّب تشكيل حكومة اخصائيين بعيدة من الاحزاب هدفها إنتشال البلد من الغرق وايصاله الى شاطئ الامان".  

الحريري-سلامة: وسط هذه الاجواء، بقيت الاوضاع الاقتصادية والمالية الهشة والدقيقة، في الواجهة. وفي السياق، سجل لقاء بين الرئيس سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيت الوسط . وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان الهيئات الاقتصادية اجتمعت بعد الظهر، ولوّحت بـ"قرار صعب" قد تتخذه الأسبوع المقبل، مع الترجيح أن يكون الإضراب العام.

المستشفيات: في الموازاة، حذر نقيب المستشفيات سليمان هارون من أن "المستشفيات غير قادرة على تسديد مستحقات مستوردي الادوية والمستلزمات الطبية وهؤلاء بدورهم اصبحوا غير قادرين على استيراد هذه المواد بسبب نقص السيولة من جراء تأخر المؤسسات الضامنة في تسديد المستحقات المتوجبة منذ سنة 2011 والتي تجاوزت قيمتها 2000 مليار ل.ل. وهي على ازدياد يومي". وخلال مؤتمر صحافي عقده مع كل من نقيب الاطباء في بيروت شرف ابو شرف، نقيب الاطباء في الشمال سليم ابي صالح وممثلة عن تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية سلمى عاصي في مركز نقابة المستشفيات، شرح واقع القطاع الصحي والاستشفائي المأزوم، بعد بلوغه الخط الأحمر. وتابع هارون "لن يعود بمقدور المستشفيات تقديم العلاجات للمرضى، فالمخزون الحالي يكفي لمدة لا تتجاوز الشهر الواحد، علماً ان عملية الاستيراد من الخارج تتطلب بين شهرين وثلاثة اشهر. نحن مقبلون على كارثة صحية كبيرة اذا لم يتم تدارك الوضع فوراً. وقد نجد المرضى يموتون في المستشفيات بسبب النقص مثلاً في الفلاتر المستخدمة لغسل الكلى او الرسورات لتوسيع شرايين القلب او ادوية البنج".

سامي الجميل: من جانبه، حذّر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل من ان النظام المالي على شفا الانهيار، وحثّ على تشكيل حكومة محايدة سياسيا على الفور. ولفت لـ"رويترز" الى "ان الأطراف الرئيسية لم تدرك عمق حركة الاحتجاج الحالية". وقال "لا ارى أي تغيير في سلوك الأطراف الرئيسية بعد كل ما حدث. إنهم ما زالوا يحاولون تشكيل حكومة تروق لهم جميعا، لكن هذا ليس ما يطالب به الناس". اضاف الجميّل "إن لبنان في بداية انهيار مالي ونقدي هائل والبلاد تتجه إلى مشكلة ضخمة تتمثل في القوة الشرائية ومشكلة التضخم الهائلة ومشكلة الفقر الهائلة". وذكر أنه يتوقع زيادة القيود على التعاملات المالية مع سعي البنوك للاحتفاظ بأموالها النقدية.

إخبار ضد باسيل: في غضون ذلك، استمر التحرك الطالبي في الشارع ضد المرافق الرسمية الفاشلة، وكان ابرز اهدافه اليوم مرفأ بيروت. أما قضائيا، فتقدّم المحامي مروان سلام بإخبار ضد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال والنائب الحالي جبران باسيل في جرم اختلاس أموال عامة وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع وأي جرم آخر يظهره التحقيق. وعلى الأثر غرّد باسيل على حسابه عبر "تويتر" قائلاً: "شكراً لمن قدم إخباراً في حقي امام القضاء ولو أنّ المحتوى لا اساس له من الصحّة ومستند الى مقال مفبرك كالعادة". وأضاف: "قبله صدرت الاتهامات نفسها بالتصريحات والمقالات فادّعيت على اصحابها ولم يقدّموا دليلاً واحداً وربحت امام القضاء. هذه فرصة جديدة لتظهر الحقيقة وتسقط الشائعة وينفضح الافتراء".

بومبيو: دوليا، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن "علينا مساعدة شعوب العراق ولبنان على التخلص من النفوذ الإيراني وتحقيق تطلعاتهم". من جهة أخرى، شدد بومبيو على أن "قوات بلاده لم تنسحب من شمال شرق سوريا". وأوضح بومبيو، أن "الجنود الأميركيين ما زالوا على الأرض في سوريا، ولم ننسحب". وأضاف أنه ليس من الحكمة اعتبار روسيا شريكا يعول عليه في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن بلاده ستبذل قصارى جهدا لإعادة 6 ملايين سوري إلى ديارهم، مضيفا: "سنعمل من خلال مجلس الأمن عبر استصدار قرار بهذا الشأن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o