Nov 06, 2019 3:15 PM
خاص

تفاهم حكومة اليمن والمجلس الانتقالي يوحّد صفوفهما لمواجهة الحوثيين
"اتفاق الرياض" يمهّد لسحب "ورقة ضغط" قوية من يد ايران..فكيف ستردّ؟

المركزية- في خطوة كبيرة نحو انهاء الصراع الدموي الذي يمزق اليمن منذ سنوات، وقّعت الحكومة اليمنية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في العاصمة السعودية، الثلثاء، اتفاق الرياض، في حضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأشاد بن سلمان باستجابة الرئيس اليمني لجهود المملكة للتوصل إلى هذا الاتفاق من أجل إحلال السلام في اليمن، على حد وصفه، معربًا عن أمله في أن يكون اتفاق الرياض بداية الاستقرار والخير في اليمن. وأكد ولي العهد السعودي، الذي تقود بلاده تحالف دعم الحكومة الشرعية في اليمن، استمرار جهود بلاده في إحلال السلام في اليمن، مشيرا إلى أهمية التوصل إلى حلول سياسية.

وينص الاتفاق على "توحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، لإنهاء انقلاب الحوثيين المدعوم من إيران، ومواجهة تنظيمي القاعدة وداعش"، كما يقضي بـ"مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي"، كما تقرر "تشكيل حكومة كفاءات لا تتعدى 24 وزيراً يعيِّن الرئيس هادي أعضاءها مع رئيس الوزراء والمكوِّنات السياسية، مع منح الجنوبيين 50% من حقائبها، في مدة لا تتجاوز 45 يوماً من توقيع الاتفاق". وبموجب الاتفاق فإن الحكومة اليمنية ستباشر عملها من العاصمة المؤقتة في محافظة عدن جنوبي اليمن خلال مدة لا تتجاوز 7 أيام من توقيع الاتفاق.

الجدير ذكره، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" هو ان هذا التفاهم يأتي في اعقاب اشتباكات وقعت في آب الماضي بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، والقوات التابعة للحكومة اليمنية في محافظة عدن، وقد رعت السعودية بمشاركة الإمارات، مفاوضات سياسية من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.

ما حصل يعني طيّ صفحة التوتر وتوحيد صفوف الطرفين (المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية) في المرحلة المقبلة. فالاتفاق بين الأطراف المتحالفة ضد ميليشيات الحوثي، يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة، واستئناف عمليات التنمية والبناء، خاصة في المحافظات المحررة جنوبي البلاد.

هذه اللّحمة العائدة اذا، تتابع المصادر، أوّل المتضررين منها هم الحوثيون، بحسب المصادر. فهؤلاء استفادوا من الخلاف الذي نشأ في الاسابيع الماضية، بين من يُفترض ان يكونوا في الخندق عينه، وقد اتخذ طابع مواجهات مسلّحة أسقطت قتلى واصابات. ويساعد الاتفاق الوليد في تعزيز موقف الشرعية اليمنية لمواجهة ممارسات ومخططات مجموعة انصار الله الحوثية، المدعومة من ايران، مالا وسلاحا وسياسة، اذ أعاد توحيد الجهود للقضاء على الانقلاب الذي يمثله الحوثيون.

على الصعيد الاوسع، اي على النطاق الاقليمي، تقول المصادر ان الاتفاق بين اليمنيين والذي يُضعف الحوثيين، يمهّد لسحب ورقة ضغط قوية في يد ايران، تستخدمها في مفاوضاتها مع الاميركيين والاوروبيين، كون هذه المجموعة (أنصار الله) قادرة على خربطة الحركة التجارية عبر مضيق هرمز الاستراتيجي وتعكيرها، وعلى تهديد امن المملكة العربية السعودية عبر صواريخها البالستية. 

فكيف سترد الجمهورية الاسلامية خاصة وان نفوذها ايضا في العراق ولبنان آخذ في التقلّص مع الانتفاضات الشعبية المطالبة بكف التدخلات الخارجية في شؤونهما؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o