Oct 25, 2019 4:25 PM
تحليل سياسي

"فائض القـوة" في الشارع ضد التظاهرات السـلمية... "ميني 7 ايار"
اقتراحـات حل الازمة تتهاوى تباعا و"الفصل السـابع" في الافق اذا!
حزب الله: ما حصل في رياض الصلح خطأ...وبكركي لحكومة جديدة

المركزية- فقدت السلطة السياسية رباطة جأشها، وما كان متوقعا حصل. مواجهة الشارع السلمي بـ"البلطجة"

الحزبية. "بيك أب" إقسام الولاء للخامنئي امس، اعقبته ثلاثة باصات "فائض قوة" اليوم لمناصري حزب الله الذي يبدو فاض كأس قدرته على تحمل خروج شارعه عن سيطرته، فأرسل شبابه الى ساحة رياض الصلح للاعتداء على التظاهرة السلمية المستمرة منذ تسعة ايام في ما يمكن وصفه بـ"ميني 7 ايار". بالعصي والحجارة هاجمت "مجموعة الشبيحة" اللبنانيين المسالمين والجيش والقوى الامنية والاعلاميين بطريقة ممنهجة ومن ضمن خطة مدروسة، بذريعة رفض التعرض بالهتافات لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله واخراجه من دائرة "كلن يعني كلن".

المخطط المشبوه واجهته المؤسسة العسكرية والقوى الامنية بأجساد عناصرها الذين نالوا نصيبهم من الاعتداء فسقط من بينهم جرحى كما من المتظاهرين السلميين فيما استعان "الشبيحة" بعناصر اضافية استقدموها الى ساحتي الحراك في رياض الصلح وساحة الشهداء، قبل ان يصدر الامر القيادي بالانسحاب ما دامت "البروفا" ادت الغرض.

اشكال كبير: قبيل الاطلالة التلفزيونية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد الظهر ، والتي يتطرق فيها الى التطورات المتسارعة على الارض، احتدمت الامور ميدانيا. فغداة انتشار مجموعة من مناصري الحزب في ساحة رياض الصلح، وقع اشكال كبير بعد الظهر، بين المتظاهرين وهؤلاء، أدى الى سقوط اصابات في صفوف الثوار والقوى الامنية، وقد ردد مناصرو الحزب "كلن يعني كلن بس "السيّد" أشرف منن"، في حين تمسك المعتصمون بشعار كلن يعني كلن، في حين لم يسلم الاعلام والعصي والحجارة التي انهالت عليهم من قبل مناصري الحزب.

خطأ: واكدت مصادر حزب الله لـ"المركزية" ان ما يحصل في رياض الصلح "خطأ". ونفت المعلومات المتداولة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الحزب وحركة امل للتعاطي مع التظاهرات المتنقّلة بين المناطق ووضع خطة عمل للمواجهة".

الحريري يتدخل: من جهة ثانية، كشفت مصادر أمنية أن "الحريري تدخل مساء أمس شخصيا في محاولات دخول جهات على خط الحراك في رياض الصلح، معتبراً بحسب المصادر نفسها أن هذا الأمر قد تكون له تداعيات سلبية. وطلب الحريري العمل على سحب هذه المجموعة وهذا ما حصل".

اقتراحات حلول تتساقط: وفي وقت ينبئ هذا التطور بتصعيد في الميدان، الا اذا نجحت المساعي في لجم تدهور الشارع، تسارعت وتيرة الاتصالات السياسية بحثا عن حل يقي لبنان شر المواجهات الاهلية. وافادت اوساط سياسية مطلعة "المركزية" ان اقتراحا تم التداول به في الساعات الاخيرة لحل الازمة سقط بفعل رفض العهد وحزب الله تشكيل حكومة تكنوقراط ارتكز الى خريطة طريق تتضمن العناوين الاتية: استقالة الحكومة الحالية، اجراء استشارات نيابية سريعة في اليوم التالي، اعادة تكليف الرئيس الحريري فورا، تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين من دون سياسيين قبل يوم الاثنين المقبل، اعتماد الورقة الاصلاحية التي وضعتها الحكومة كبيان وزاري للحكومة الجديدة، تشكيل محكمة خاصة لمحاسبة الفاسدين واسترداد المال المنهوب من كل من تولى مسؤولية، انطلاق تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر فور نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي. وكشفت ان بعيد رفض الاقتراح هذا، تكثفت الاتصالات مجددا لا سيما مع الدول المهتمة بالشأن اللبناني والتي ما زالت تصر على الحفاظ على الاستقرار وتعتبره خطا احمر، وخلصت الى النتائج التالية: عدم التعرض بأي شكل للمتظاهرين واحترام حرية التعبير، بدء البحث عن حكومة بديلة منعا للفراغ الممكن ان يؤدي الى تدهور الاوضاع وهز الاستقرار، بحيث حينما يعلن الحريري استقالة الحكومة تكون خليفتها جاهزة. عند هذه النقطة، تؤكد الاوساط تدور المشاورات، قبل الانتقال الى البحث في ما يتردد عن دخول الفصل السابع على خط ازمة لبنان لانهائها. هذا الخيار، تكشف الاوساط، ما زال بعيدا، ولو انه مطروح، ما دامت المشاورات مستمرة ولم تبلغ الحائط المسدود، حتى اذا سقطت الاقتراحات كلها يصبح آخر الدواء الكيّ.

بكركي مع حكومة جديدة: من جهتها، رفعت البطريركية المارونية السقف مؤيدة مطالب الانتفاضة. فقد وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نداء أكد فيه أن "لا يمكن الاستمرار في تجاهل صرخة الشعب اللبناني، بكباره وشبابه وأطفاله، وهو في ثورة عارمة من شمال لبنان الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وهي في يومها التاسع، مطالبًا، ونحن معه، بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغّرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وانجازات، من خارج الاحزاب والتكتلات، لكي تتمكن من تنفيذ الورقة التي اقرّها مجلس الوزراء في اجتماعه في القصر الجمهوري الاثنين 21 تشرين الاول الجاري، وتلاها الرئيس سعد الحريري".. وأضاف في بيان صادر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي - بكركي "أن الدستور اللبناني يؤكد في مقدمته ان "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية"(ج)، فلا يحق لأحد أو لأي فريق ان يفرض ارادته على الجميع، فلا احد اكبر من لبنان وشعبه. كما يؤكد الدستور ان "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"(د). فلا يمكن عدم الاصغاء لمطلبه بالصورة الشاملة التي توحّده تحت راية الوطن. ولا يمكن اهمال ما يتحمّل المتظاهرون الثائرون من جوع وعطش وسهر وحرّ وبرد. وليعلم المسؤولون في الدولة انهم مسؤولون عن الخسائر بملايين الدولارات في الخزينة العامة وعن الشلل العام، في كل يوم من تأخيرهم في تشكيل الحكومة الجديدة، واعادة البلاد الى حركتها الطبيعية".

عون يتابع: في الاثناء، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات السياسية والامنية الراهنة، والاتصالات الجارية لمعالجة الاوضاع القائمة. كما عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الواقع النقدي في البلاد، وعمل المصرف المركزي.

الرواتب متوافرة: وفي موازاة الحراك الشعبي المنتفض، يجهد المسؤولون عن السلطة النقدية والمصرفية على "الخط الساخن"، لتوفير بيئة مالية مطمئنة تُبدّد هواجس اللبنانيين وتُبعد عنهم شبح شَحّ السيولة" بالليرة أو بالدولار، مع اقتراب نهاية الشهر موعد قبض المتقاعدين وموظفي القطاع العام والخاص رواتبهم. وكرر مصدر مصرفي لـ"المركزية" التأكيد أن الرواتب مؤمَّنة من البنك المركزي إلى المصارف لوضعها في الصراف الآلي. كذلك أوضحت أن موظفي القطاع الخاص الذين لا يملكون بطاقات ائتمانية Credit Cards  ستلجأ إدارات المؤسسات والشركات التي يعملون فيها، إلى التنسيق مع إدارات المصارف التي تتعامل معها، لتزويدها بالأموال كي تتمكن من دفع رواتب الموظفين. يبقى "الاستثناء" في ما يخصّ المودِعين الذين استحقت ودائعهم ويريدون سحبها. ففي هذه الحالة، بحسب المصدر، "لا خيار حتى الآن سوى انتظار استئناف المصارف عملها الطبيعي، على أمل أن يكون قريباً"، فيما أعلنت جمعية المصارف إقفال أبوابها غداً السبت "في انتظار استتباب الأوضاع العامة في البلاد".

لجنة الكهرباء: ورغم استمرار الحركة الاحتجاجية في الساحات وعلى الطرقات، مطالبة باستقالة الحكومة، واصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عمله كالمعتاد. فرأس بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء حضره الوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، يوسف فنيانوس، جمال الجراح، وائل أبو فاعور، ندى بستاني، عادل افيوني وعدد من المستشارين.

تظاهرات بغداد: وليس بعيدا من الحراك اللبناني، عادت الاحتجاجات إلى الشارع العراقي متزامنة مع حزمة إجراءات وقرارات اتخذها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، غير ان مواطنين خرجوا ضد الفساد والسلطة في البلاد، وهتفوا ضد التدخلات الخارجية، لاسيما الإيرانية. وفي حين قام 3 آلاف متظاهر باقتحام مقر حكومي في الناصرية وأشعلوا النار فيه، افاد مسؤولون عراقيون بسقوط اول قتيل في الاحتجاجات بينما اعلنت مفوضية حقوق الإنسان عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى في احتجاجات بغداد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o