Oct 25, 2019 1:11 PM
مقالات

الإنتفاضة اللبنانية من "إحتجاج" سلمي إلى "مواجهة" يجب أن تبقى "سلمية"

كتب محمد سلام:
 
حققت الإنتفاضة الوطنية اللبنانية أسبوعاً من الإنتصارات السلمية، و"نُقلت لا إنتقلت" بعد كلمة الرئيس عون في ذكرى أسبوعها يوم أمس الخميس إلى مرحلة مواجهة لإسقاطها في فخ "العنف" ما يتطلب من المعارضة التمسك بسلاحها الأمضى: "سلمية سلمية"
في أسبوع الإحتجاج السلمي الحضاري الرائع أنجبت المعارضة "الأمة اللبنانية" للمرة الأولى منذ الإستقلال في عام 1943، فتوحّد الشعب المعترض من النهر الكبير في الشمال إلى الخط الأزرق الجنوبي، ومن صخرة الروشة إلى السلسلة الشرقية بكاملها، مطالباً بطبقة حاكمة جديدة غير فاسدة وبإسقاط النظام.
إسقاط النظام يعني أن الشعب، الذي وزعه "النظام" شرائح متناحرة، ما عاد يريد أن يكون "شعوباً" بل شعباً، بل أمة أقسم كل رؤساء جمهوريتنا بالولاء لها ... مع أنها ما كانت يوماً موجودة.
إسقاط الطبقة الحاكمة الفاسدة يعني إسقاط كل من شارك في فساد سرقة أموال الشعب منذ دخول قوات الاحتلال الأسدى لبنان في حزيران 1976 حتى هذه اللحظة، وهذا بالضبط هو ما لا تريده الطبقة الحاكمة لأنه يكشف كل عوراتها أمام كل شعبها.
أي طرف من قوى سلطة الفساد يقول إنه يريد مكافحة "كل الفساد"؟؟؟؟؟ لا أحد. لماذا؟ لأنه يريد فقط أن يكشف فساد خصومه، وخصومه يريدون فقط أن يكشفوا فساده.
عندما تطالب الإنتفاضة بمحاربة "كل" الفساد واستعادة "كل" الأموال المنهوبة ومعاقبة "كل" اللصوص، عندها، يتوحد "الفاسدون كلهم" ضد "المنتفضين كلهم" بهدف إسقاطهم كلهم "بعزا بعضهم البعض"
كيف يسقطوكم؟؟؟ ما خطتهم لإسقاطكم؟؟؟
كي يسقطوا الإنتفاضة يجب أن يجرّدوها من مصدر قوتها ويعيدوا تدويرها لتعود كما أرادها النظام الذي تريد إسقاطه: شرائح تقاتل بعضها كي يديرها أسياد "النظام" مجددا بعد إحاطتها "بسور ترهيب رهيب" لأن الإنتفاضة أسقطت وهدمت حاجز الخوف السخيف الذي لا يمكن إعادة بنائه.
الإنتفاضة التي حققت إنتصاراً عالمياً بصفتها المشهد الحضاري السلمي الوحيد في الشرق الذي أبدع في التعبير بفرح عن غضبه، تقف  اليوم أمام مفصل "وجودي" يتطلب منها حنكة وحكمة وصبراً فولاذيا للتمسك بمصدر قوتها وسلاحها الأمضى "سلمية، سلمية، الفرح أمضى سلاح للتعبير عن الغضب".
تذكروا أن المهاتما غاندي هزم أعتى وأشرس وأظلم وأدهى وأخبث أمبراطورية في العالم، بريطانيا العظمى، بمظاهرة سلمية غير مسلحة عبرت الهند من أوله إلى آخره وزرعت في طريقها دماء هدرها مجرمون وأنبتت دولة مستقلة. سارت معه، ومع من معه، النساء والأطفال وإنتصر الدم على البنادق والقذائف.
قرار تصفية الإنتفاضة إتخذ، وبدأت تجارب التنفيذ سعياً لإعتماد أمضاها. بالأمس، أثبتتم يا أولادي في النبطية وصور ومزرعة يشوع وساحة رياض الصلح وساحة الشهداء، تحديداً أن "الكلاب السود" ما عادت تخيف أحداً. أسقطتم نظرية "كلاب بافلوف" التي كانت معتمدة لترهيب الشوارع المبعثرة. الساحات الموحدة بصقت على الكلاب، فغرقوا ... في البصاق.
وحدوا ساحات الإنتفاضة، لا بتجميعها في ساحة واحدة، بل في وحدة حركتها ووحدة هدفها. لا يكفي أن يجمعكم "رفض" السيء بل يجب أن يجمعكم "وفق" الجيد.
اليوم سيجربون محاصرة المصرف المركزي كي يسقطوه، والبنك المركزي يا أولادي، هو "بنك الإصدار" أي المصرف الذي يصدر العملة اللبنانية، وحاكمه هو الذي يوقّع عليها، فإذا سقط سقطت العملة، وعندما تسقط –أي تنتهي ولا تصدر- الليرة اللبنانية نتحول من دولة إلى "سلطة" كالسلطة الوطنية الفلسطينية التي لا عملة لها. وكما تُحكم السلطة الفلسطينية بالشيكل الإسرائيلي بعد تحويل المساعدات الدولارية إلية، يريدون أن يحكموا لبنان بالتومان الإيراني بعد تحويل الدولار إليه. فهمتوا؟؟؟ واضحة؟؟؟
ولإبتزازكم وتجفيفكم إقترحوا عليكم تعديلاً حكومياً. شو يعني تعديل حكومي؟؟؟؟
-1- يعني الحكومة لا تستقيل، ليس حفاظاً عليها، بل للحفاظ على رئيسها لأنه أحد أركان تسوية العهد الثلاثية التي فقدت أحد أضلاعها الثلاثة عندما قفز منها حزب القوات وترك السيبة مهزوزة لا يسندها إلا عمود أساسها، حزب إيران.
-2- يعني أن رئيس الحكومة "الإلزامي" يستطيع بقرار منه وموافقة رئيس الجمهورية، فصل وزراء محددين. وهو ما هو حاصل في الجزء الأوسع منه: وزراء الدولة فصلتهم الورقة المسماة إصلاحية ولا يبقى إلا إصدار المراسيم. المعضلة التي ما زالت تعيق "التعديل" هي الاتفاق على مصير باسيل.
-3- يقال، والعهدة على الراوي، إن فخامته وبناء على إقتراح من صهره وافق على عزل صهره من الحكومة وتعيينه في منصب رفيع في القصر الجمهوري ....
هل هذه الجزئية المزعومة صحيحة ودقيقة؟؟؟؟ لا أدري لكن:
*الجواب غير الشافي ولا المعافي ... عند حسن
**نصيحة ممن تكسرت النصال على صدره وأنبت الدهر دروع حكمة في شيبه: نسّقوا مع البقاع الشرقي الشمالي، مع الشيخ صبحي الطفيلي، مع العشائر، مع روبن هود نوح زعيتر. أكملوا وصل هلال المعارضة كي يتحول بدراً. أطلبوا منهم ضمان سلامة الإعتراض وطواقم الإعلام التي ستغطية. هؤلاء أهلنا أيضاً، كما من في السجون أهلنا أيضاً ...
**إنها ثورة، والثورة الفرنسية لم تنجح إلا عندما سقط سجن الباستيل. النظام هو باس ... تيلنا كلنا
+أسأل الله أن يحمي الثورة وأهلها+
 
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o