Jan 09, 2018 4:24 PM
تحليل سياسي

ازمة المرسوم... سياسة ام طائفيـة ام تعديــــــل نظام؟ التأزم ينسحب انتخابيــا و"التيار" يقاتــــل للاصلاحـــات صواريخ اسرائيلية على سوريا وخامنئي: احبطنا المخطط الاميركي

المركزية- مع أن ثمة الكثير من القوى السياسية يراهن على اختراق ازمة "المرسوم" الرئاسية بفعل تماديها وتراكم الاستحقاقات التي تضغط للتعجيل في وضع حد لها، فان أي ترجمة لهذا الرهان لم تحصل بعد، بدليل "تواضع" الوساطات وشبه انعدام قنوات الاتصال وتراجعها على نحو ملحوظ، وسط معلومات تؤكد ان سقوف الشروط والتمترس خلف القناعات لا تبدو قابلة للانحسار والخفض لا في بعبدا ولا في عين التينة، تزامنا مع بدء سريان معلومات عن ان الازمة التي تشكل تعمية على جوهر الخلاف السياسي تخفي فعليا محاولة لفتح قضية خطرة وحساسة تتصل بتعديل الدستور من بوابة العجز عن حسم الخلاف.

استعادة المفقود: وعززت اجواء زوار قصر بعبدا اليوم مناخ التأزم بفعل ما لمسوه من اصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على موقفه من مرسوم الاقدمية وعدم قبوله كما ابلغوا "المركزية" بالحديث عن الموضوع ورفضه التام البحث في اي تسويات او مخارج خلافا لتلك التي طرحها والقاضية بلجوء المتضررين الى القضاء المختص او مجلس شورى الدولة. واكد هؤلاء لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية يستند الى قناعة تقضي بضرورة المحافظة على موقع الرئاسة واستعادة ما فقدته خلال العهود الماضية من وهج وهيبة بغض النظر عن اي حسابات واعتبارات اخرى، والمهم في رأي عون هو تطبيق الدستور وانتظام عمل المؤسسات وفق القواعد والقوانين المرعية، وهي في رأيه المرجع الصالح لحسم كل خلاف، وكل من لديه رؤى اخرى ليقلها صراحة للنظر فيها، خصوصا ان ثمة حاجة لتفسير العديد من المواد الدستورية والقانونية التي يثير تطبيقها تباينات.

لا اتفاق: ووسط الاجواء المتشنجة، انعقدت اللجنة الوزارية المكلفة البحث في تطبيق قانون الانتخاب في السراي برئاسة الرئيس سعد الحريري، وعرضت لتعديل بعض مواد القانون لا سيما منها تلك التي تتعلق "بالميغاسنتر" والبطاقة الممغنطة. الا ان أي اتفاق في شأن النقاط الخلافية هذه لم يسجل، بل ساد الاجتماع انقسام في وجهات النظر، وانتهى من دون تحديد موعد للاجتماع المقبل. وعلم ان فريقا أيّد انشاء الـميغاسنتر، بينما عارض فريق آخر اعتماده لضيق الوقت، والتباين نفسه حصل إزاء اعتماد البطاقة الممغنطة. وفي حين غادر وزير الداخلية نهاد المشنوق الاجتماع بعد انتهائه قائلا "لا تعليق"، قال وزير الخارجية جبران باسيل "لن ننعي الإصلاحات وسنقاتل بكل ما اوتينا من قوة من اجلها"، معتبرا ان "قانون الانتخاب يجب تعديله بمادة البطاقة الممغنطة التي يجب لحظ عدم القدرة على اعتمادها في الانتخابات الحالية على ان تعتمد في الانتخابات المقبلة. من جهته، أعلن وزير الشباب والرياضة محمد فنيش ان "هناك استحالة بإنشاء الميغاسنتر من الان وحتى الانتخابات، وأن لا مانع من اقتصار التعديل في القانون على مادة البطاقة".

الحاكم في بعبدا: على الصعيد الاقتصادي، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال زيارته رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ان بداية السنة المالية كانت مطمئنة، مؤكدا استمرار الاستقرار النقدي ومواصلة مصرف لبنان الاجراءات التي يتخذها لدعم الاقتصاد الوطني. في الموازاة، اشار الى ان "الجهات الخارجية المعنية بتحضير مؤتمر دعم الاستثمار في لبنان على تواصل مع المصرف المركزي للتنسيق في التحضيرات الجارية لضمان انجاح المؤتمر الذي يعلق عليه لبنان اهمية كبيرة".

الجواب اليوم: من جهة ثانية، وفي وقت تم التوصل أمس الى اتفاق يرضي موظفي مؤسسة كهرباء لبنان المطالبين بسلسلة الرتب والرواتب من جهة والدولة من جهة أخرى، واصل المياومون وجباة الاكراء في مؤسسة كهرباء لبنان اعتصاماتهم في مبنى المؤسسة، منتظرين تحقيق مطالبهم. أما رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي زارهم، فأعلن "أنّ الأمور بعد مرور 6 سنوات بلغت حّدها الطبيعي وما يهمنا هو استمرارية العمل ودفع الرواتب الشهرية بصورة منتظمة للمياومين الذين يقومون بأعمالهم على أكمل وجه، والأمر الثاني هو دفع الكسورات منذ ثلاثة اشهر لأنّ مبدأ الإرتقاء الإقتصادي مميت وهذا بالنسبة إلى الخطة الآنية". وأضاف "أشرت بالأمس من وزارة المال الى أنّ الإتفاق الذي حصل مع المستخدمين يجب أن ينسحب على المياومين والأهم هو استمرارية العمل، واليوم نأخذ جواباً في هذا الإطار من وزير المال ووزير الطاقة ونحن على اتصال مباشر معهما ومع اللجنة المشكلة".

جعجع: والملفات الحياتية يفترض ان تحضركلّها على طاولة مجلس الوزراء، ولو من خارج جدول الاعمال في الجلسة المتوقع أن يعقدها قبل ظهر  الخميس المقبل في السراي. وليس بعيدا، أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "القوّات" تحاول إرساء نهج جديد في التعاطي داخل الدولة من خلال أدائها في الحكومة ومجلس النواب. وأشار خلال استقباله في معراب وفداً من القطاع العام إلى أننا "رأس حربة في مكافحة الفساد ووجودنا في السلطة هو من أجل الإصلاح والعمل على بناء الدولة وتطويرها وتفعيل إداراتها".

زيارات رئاسية: في الاثناء، يستعد الرئيس عون لسلسلة زيارات خارجية يبدأها من الكويت في 23 و24 الجاري وهي زيارة مؤجلة من شهر تشرين الثاني الماضي، على اثر ازمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى اجندة المحطات الرئاسية الى الخارج ايضا زيارة الى العراق لم يحدد موعدها النهائي بعد واخرى الى ارمينيا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام .اما المملكة العربية السعودية، فيتوقع ان يزورها الرئيس عون في شهر اذار المقبل للمشاركة في القمة العربية الدورية التي تعقد في الرياض. وتفيد اوساط مطّلعة "المركزية" ان اكثر من دعوة رسمية وُجهت لرئيس الجمهورية سيلبيها تباعا ابرزها من المانيا وروسيا ، فيما تبقى الزيارة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤجلة الى حين جلاء المشهد الضبابي الذي يغلف اوضاعها الداخلية من جهة  والمواقف الدولية والاقليمية من طهران من جهة ثانية.

خامنئي: اقليميا، أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ان "إيران أحبطت محاولات الولايات المتحدة وبريطانيا لإثارة الاضطرابات خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة، مشيرا الى ان "العدو يتخذ خطوات مرارا وكل مرة يقابل بالهزيمة،هذا بسبب المقاومة وبسبب السد الشعبي والوطني القوي".

غارات اسرائيلية: أما سوريًّا، فأعلن الجيش السوري ان الطيران الإسرائيلي أطلق صواريخ أرض-أرض في اتجاه أراض سورية في وقت مبكر من اليوم، مشيرا الى ان "دفاعاته الجوية أصابت طائرة إسرائيلية وأسقطت بعض الصواريخ". وكشف المرصد السوري لحقوق الانسان أن "القصف طال مستودعات أسلحة تابعة لـ"حزب الله" والفرقة الثالثة، وتسبب بانفجارات متتالية واندلاع نيران في مواقع القصف". وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "اننا مصممون على منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية لها".

في الموازاة، وغداة اقرار وزارة الدفاع الروسية "بأن متشددين هاجموا قاعدتيها العسكريتين في طرطوس وحميميم"، أعلن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا لديها ما يكفي من القوات في سوريا للتصدي لأي هجمات محتملة على قاعدتيها هناك. وأشار، في مؤتمر عبر الهاتف، الى أن تلك القوة الباقية هناك والبنية التحتية العسكرية المتبقية في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين، قادرة تماما على التصدي لهذه الأعمال الإرهابية التي تقع من حين لآخر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o