Oct 21, 2019 12:47 PM
خاص

هذه الاعتبارات حتّمت على جنبلاط التريث في الاستقالة
المختارة تطرح خطوات بديلة..فهل تترك الحكومة اذا لم يؤخذ بها؟

المركزية- سارع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فور اندلاع الانتفاضة الشعبية في الشارع مساء الخميس الى الاعلان عن دعمه لمطالب المتظاهرين، داعيا الرئيس سعد الحريري الى الاستقالة، على ان يخرجا معا، تُرافقهما القوات اللبنانية، من الحكومة.

وكانت لسيد المختارة، قراءة "استراتيجية" ايضا للتطورات السياسية- الميدانية. ففي رأيه، يريد حزب الله والتيار الوطني الحر، ضمّ لبنان الى ركب الحوادث التي سُجلت في سوريا في الأيام الماضية، بمعنى انه يريد تسييلها في الداخل. فالانسحاب الاميركي من الميدان يشكّل انتصارا لمحور المقاومة في المنطقة، وبالتالي لا بد للحكومة في بيروت، من مواكبة هذا "المستجدّ" عبر تنقيتها من كل مَن يرفضون اعادة مد الجسور بين بيروت ودمشق ويتمسكون بحياد لبنان وبسياسة النأي بالنفس، أي القوات والاشتراكي. وفي رأي كليمنصو، "انقلاب" التيار الوطني والحزب على بنود التسوية مع الرئيس الحريري، أكان سياسيا او ماليا واقتصاديا، هو لإخراج المستقبل والقوات والاشتراكي من مجلس الوزراء. حزب القوات اللبنانية الذي أبلغ الرئيس الحريري وجنبلاط منذ انطلاق التظاهرات (وحتى قبل ذلك) انه يميل الى ترك الطاولة الحكومية،  بقي عند موقفه، فأعلن استقالة وزائه من مجلس الوزراء ليل السبت. غير ان المفاجأة كانت في تراجع رئيس الاشتراكي عن هذه الخطوة، قائلا "أعلم أن ما أقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب إلى الفراغ المطلق أصعب، وعلينا تفادي الفراغ والانهيار المالي"، مضيفا "نتعاطى بكل مسؤولية ونعلم الغضب العارم لدى الشعب".

هذا التبدل، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، له مبررات مشروعة. فالقلق من الذهاب الى المجهول ماليا واقتصاديا، في مكانه. وقد ساهمت في تعزيز مخاوف المختارة من المرحلة المقبلة، تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الواضحة، التي قال فيها ان تشكيل حكومة بديلة من الحالية قد لا يكون سهلا في المدى المنظور. انطلاقا من هنا، حوّل جنبلاط بوصلته، ووضع هدفا جديدا وسقفا أقل ارتفاعا لـ"غضبته". فقد أكد في الساعات الماضية، انه يربط بقاءه في الحكومة بالاخذ بورقة الاصلاحات التي قدمها حزبه للحريري، معتبرا ان ورقة الاخير لا تلبي تطلعاته.

في الموازاة، تضيف المصادر، وفي وقت افيد أنّ "وفداً من الحزب "التقدمي " زار المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، لعرض ملاحظاته واقتراحاته حول الورقة الاقتصادية"، طرح جنبلاط في حديث تلفزيوني امس، اقالةَ الوزير جبران باسيل من الحكومة ورفعَ حزب الله الغطاء الذي يؤمنه لرئيس التيار الوطني. واذ تشير الى ان هذه الاقتراحات التي تبدو "كبدل عن ضائع"، يحاول جنبلاط من خلالها استرضاء الشارع الاشتراكي الذي قابل تراجع زعيمه عن الاستقالة، باعتراض عارم، تقول المصادر ان خيارات التقدمي مفتوحة. ففي حال، لم يؤخذ بأي من اقتراحات المختارة، لا اقتصاديا ولا "سياسيا"، قد لا يبقى امام جنبلاط الا سحب وزرائه من الحكومة. لننتظر ونرى..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o