Oct 17, 2019 2:25 PM
خاص

هل يمكن ان تعيد زيارةُ باسيل دمشق النازحين فينجح حيث فشل بوتين؟
النظام يفضّل بقاء "اللاجئين المعارضين السنّة" حيث هم لاعتبارات ديموغرافية-سياسية!

المركزية- في خانة اعادة النازحين الى بلادهم، يضع وزير الخارجية جبران باسيل زيارته المقررة الى سوريا. العنوان أثار ضجة قوية فوق الساحة المحلية وهزّ العلاقات بين القوى السياسية حتى الحليفة منها، وعنينا هنا التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. بعض المعارضين رأى ان في قرار باسيل محاولة لاسترضاء الرئيس السوري بشار الاسد ظنا منه أنه لا يزال قادرا على التأثير في الاستحقاق الرئاسي اللبناني. والبعض الآخر، اعتبر ان هذه الزيارة تأتي تنفيذا لأجندة عمل سيحملها فريق 8 آذار في المرحلة المقبلة تنص على اعادة الدفء الى العلاقات بين بيروت ودمشق. لكن وبغضّ النظر عن هذه الاتهامات "السياسية" الطابَع، لا بد من النظرة الى الطرح "الباسيلي" من الناحية العمليّة التقنية. فهل يفيد توجّهُه الى "قصر المهاجرين" في اعادة النازحين الى بلادهم؟  

مسؤول سابق يقول لـ"المركزية" ان ما يجدر التوقف عنده اولا هو ان روسيا، بما لها من جبروت وتأثير على الساحة الدولية عموما والسورية خصوصا، كانت وضعت منذ أشهر مبادرة لاعادة النازحين، الا انها لم تتمكن، من وضعها موضع التنفيذ وهي لا تزال حتى اليوم، "نظرية" حبرا على ورق... وأمام هذا المعطى، يصبح السؤال "هل يمكن لمفاوضات يجريها باسيل مع الاسد أو سواه، أن تنجح حيث فشل الكرملين؟

الملف شائك وكبير، يضيف المسؤول، وهو لا يُحَلّ بلقاءات عادية ولا بالمونة او تبويس اللحى. ففي الوقائع، ما يقارب الـ10 ملايين سوري فرّوا من بلادهم هربا من الحرب التي فتكت فيها، ومعظم هؤلاء هرب من النظام السوري تحديدا ومن بطشه وبراميله المتفجرة. وعليه، من شبه المستحيل اقناع هؤلاء بالعودة "طوعا" الى "جلّادهم".

هذا اذا سلّمنا جدلا ان النظام السوري يرغب باستقبال هؤلاء من جديد. فمنذ العام 2011، تاريخ اندلاع الازمة السورية وانطلاق موجات النزوح الى لبنان، لم يزر اي مسؤول سوري، كالسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي مثلا، مخيمات اللاجئين ولا تفقّد أوضاعهم او سأل عنهم، ما يثير علامات استفهام كبرى حول حقيقة اكتراثهم لمواطنيهم وحرصهم على ابقاء "حبل السرّة" بينهم وبين دولتهم قائما رغم مغادرتهم سوريا. وللمفارقة، يتابع المسؤول، وردّاً على سؤال حول ما يُحكى عن زيارة مرتقبة للرئيس ميشال عون أو الوزير باسيل إلى سوريا، قال عبد الكريم علي منذ ايام "نحن نرحّب بالأشقاء وبأي مراجعة مسؤولة، لكنّ هذا الأمر يعنيكم أنتم، نحن مشغولون باستثمار الإنجازات التي تحقّقت لاستعادة القوّة السورية بالرؤية التي يعمل عليها الرئيس بشار الأسد".

واذ يذكّر بما أبلغه دبلوماسي فاتيكاني لوفد نيابي لبناني زار روما منذ أشهر، بأن "المعطيات التي يملكها الكرسي الرسولي من الولايات المتحدة الاميركية تشير الى ان الرئيس الاسد لا يرغب بإعادة النازحين المنتشرين في البلاد المجاورة الى بلدهم سوريا، وذلك لجملة اعتبارات"، يلفت المسؤول الى ان قرابة 8 ملايين من النازحين (اي قرابة 40% من الشعب السوري) هم من الطائفة السنية التي تعارض حكمه. هذا يعني ان النظام الذي يرأسه علويّ "أقلوي"، يناسبه إبقاء المهاجرين حيث هم، لحسابات ديموغرافية – سياسية في آن. فخلقُ واقع جديد على الارض في سوريا، من شأنه مساعدة الاسد على البقاء ممسكا بزمام اللعبة في البلاد مدعوما من حلفائه الاقليميين والدوليين اي ايران (الشيعية) وروسيا...

بعد سرد هذه المعطيات، يتابع المسؤول، يصبح التعويل على مشاورات باسيل في الشام، لاعادة النازحين في غير مكانه. وقد يكون من المفيد هنا، ترقب زيارة مفترضة الى بيروت قريبا لكل من نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، للاستماع الى وجهة النظر الروسية في هذه المسألة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o