Mar 13, 2018 8:55 AM
مقالات

تشتت القوى المعارضة لـ{الثنائي الشيعي} يقلص حظوظها في الانتخابات

تواجه القوى المعارضة للثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة «أمل»، في مناطق نفوذهما، وبالتحديد في بعلبك (شرق البلاد) وفي الجنوب اللبناني، صعوبات كبيرة في توحيد صفوفها لرفع حظوظها بخرق لوائحه، رغم اعتماد القانون النسبي.

ولا تقتصر التحديات التي تتعاطى معها على سعي كل مجموعة لتكون صاحبة الكلمة الرئيسية في أي لائحة يتم السعي لتشكيلها، بل على محاولة الثنائي الشيعي شق صفوفها بوسائل مختلفة بعدما أيقن أن القانون الانتخابي الجديد بات يهدد بخسارته عددا، ولو محدودا، من المقاعد النيابية التي اعتاد أن يكسبها من دون بذل الكثير من الجهود، في ظل القانون السابق الذي كان يعتمد النظام الأكثري.

وقبل أسبوعين من الموعد النهائي الذي أعلنته وزارة الداخلية لتشكيل اللوائح، لا تزال المجموعات المعارضة لحزب الله وحركة «أمل» تناقش البرنامج الانتخابي الأفضل الواجب تبنيه لحث الجماهير على الاقتراع لصالحها، في ظل الانقسام الحاصل ما بين مجموعات تتبنى خطابا عالي النبرة بوجه «الثنائي» و«منطق الدويلة» و«السلاح غير الشرعي»، ومجموعات ترفض الخوض في هذه الشعارات وتفضل السير بحملتها الانتخابية بوعود بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية موجهة سهامها إلى أحزاب السلطة ككل لا إلى حزب الله و«أمل» بشكل خاص.

وتتركز الأنظار وبشكل رئيسي إلى دائرة بعلبك - الهرمل في البقاع، حيث يبدو خرق لائحة «الثنائي» متاحا أكثر من أي دائرة أخرى، وهو ما جعل حزب الله يستنفر منذ أسابيع إلى حد دخول أمينه العام حسن نصر الله على الخط للحديث عن تدخل سفارات دول إقليمية وغربية في عملية تشكيل اللوائح والدعم المالي في الدائرة المذكورة، معتبرا أنها «من أهم المناطق المفتوحة العين عليها».

ويبلغ عدد الناخبين في دائرة بعلبك - الهرمل 309 آلاف ناخب، ويصل عدد المقترعين إلى 180 ألفا، أما عدد المقاعد 10 وتتوزع ما بين 6 شيعة، 2 سنة، 1 موارنة، 1 روم كاثوليك. وُتعتبر الكتلة الشيعية الناخبة هي الأكبر باعتبار أنه يبلغ عدد الناخبين الشيعة المسجلين 226318 فيما يبلع عدد السنة 41081، والموارنة 22706، والكاثوليك 16380. ويُرجح أن يكون الحاصل الانتخابي بحدود 17000 صوت، وهو رقم تستطيع قوى المعارضة وبخاصة في حال توحدت أن تبلغه ما يُسهم بتحقيقها ولو خرقا واحدا على الأقل، بحسب خبراء انتخابيين.

ويُعقد اليوم اجتماع موسع لكل قوى المعارضة التي تسعى لتشكيل لوائح بوجه لائحة حزب الله - أمل بدعوة من رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني، كما أكد رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «الجهود لتوحيد الصفوف وتشكيل لائحة واحدة في المنطقة لا تزال مستمرة وإن كانت المهمة صعبة نظرا لكثرة المرشحين». وأضاف ياغي: «في حال لم ينجح الاجتماع اليوم بالتوصل لتفاهم على تشكيل لائحة واحدة فالأرجح أننا نتجه إلى 3 لوائح بمواجهة لائحة الثنائي الشيعي».

وكما في البقاع، يستمر حراك «المعارضة الشيعية» في الجنوب، حيث أعلن نهاية الأسبوع الماضي من مدينة النبطية في جنوب لبنان عن تشكيل لائحة بمواجهة لائحة «الثنائي الشيعي» في دائرة «الجنوب الثالثة» التي تشمل أقضية بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا والنبطية.

وتضم اللائحة التي تبنّت شعار «شبعنا حكي» الصحافي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين، والأسير المحرر من سجون إسرائيل أحمد إسماعيل والصحافي عماد قميحة. وكان المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، سبق الشخصيات الـ3 السابق ذكرها إلى إعلان تشكيل لائحة «فينا نغيّر» في شباط الماضي.

ويشير علي الأمين إلى أن ما تم الإعلان عنه مؤخرا نواة لائحة وليس لائحة متكاملة، باعتبار أن العمل ينصب حاليا على محاولة تجميع كل القوى في لائحة واحدة وإلا نقولها صراحة لن نكون قادرين على الخرق، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الخرق الذي نتوق إليه ليس خرقا انتخابيا فقط بل هو وبشكل أساسي خرق سياسي طال انتظاره بعد 26 عاما». ويضيف: «لا شك أن مهمتنا ليست سهلة على الإطلاق في ظل سطوة السلاح وتحكم (أمل) بأجهزة الدولة والمؤسسات، إضافة إلى المحاولات الحثيثة التي يمارسها الثنائي لإفشال مهمة توحيد الصفوف، لكن ما يعنينا أولا وأخيرا هو التأكيد على وجود حالة اعتراض جنوبية كانت وستبقى موجودة".

ولا تقتصر اللوائح التي يتم تشكيلها في دائرة «الجنوب الثالثة» على الأسعد والأمين، بل يبدو أن الحزب «الشيوعي» يشكل لائحة خاصة به كما عدد من الشخصيات المستقلة، ومنها فادي أبو جمرا الذي أكّد لـ«الشرق الأوسط» أن هدفهم ليس خرق لائحة «أمل - حزب الله» بل ممارسة المعارضة الحقيقية على أداء السلطة الحاكمة، سعيا للوصول إلى بلد يقوم على أساس المواطنة الحقيقية، لافتا إلى أن لا إمكانية للتلاقي مع المجموعات الأخرى إلا في حال اقتربت من خطابنا، أما إذا ظل هدفها وطموحها خرق الثنائي، فلا شك أن من الصعوبة في مكان أن نتلاقى".

ويبدو المشهد في دائرة الجنوب الثانية (الزهراني - صور) أقل تعقيدا من «الجنوب الثالثة» حيث تفيد المعلومات عن توصل المهندس رياض الأسعد إلى تفاهم مع الحزب «الشيوعي» على تشكيل لائحة «الزهراني- صور معا»، ويعولان من خلالها على خرق لائحة «الثنائي الشيعي» بمقعدين بعد تمكنها من تأمين الحاصل الانتخابي الذي يقدر بنحو 26 ألف صوت.

بولا أسطيح-الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o