Oct 15, 2019 5:57 PM
أخبار محلية

المستقبل: في مجلس الوزراء تهديد بقلب الطاولات واقتحام المصارف واستخدام الشارع

عقدت كتلة المستقبل النيابية عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعاً برئاسة النائب بهية الحريري، استعرضت خلاله الأوضاع العامة وآخر التطورات وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب نزيه نجم، في ما يلي نصه:

أولاً - عرض نواب الكتلة للحرائق التي اندلعت مناطق عدة من الشوف والمتن وعكار، والخسائر الجسيمة التي نجمت عنها وتسببت بنزوح عشرات العائلات من اماكن اقامتهم جراء اقتراب النيران منها.

ودعت الكتلة الى تحديد الاسباب الفعلية لاندلاع الحرائق وعدم التوقف فقط عند الاحوال الجوية والمناخ الحار وسرعة الرياح، اضافة الى التقصير المزمن في توفير المقومات اللازمة لحالات الطوارئ.

واكدت الكتلة ان الكارثة التي حلت بمنطقة المشرف والدامور، والدبية، والعديد من المناطق اللبنانية، تستدعي استنفاراً بيئياً على اعلى المستويات لمواجهة مسلسل الحرائق الذي يتكرر سنة بعد سنة.

ووجهت الكتلة التحية في هذا المجال لوزيرة الداخلية السيدة ريا الحسن التي تابعت طوال الليل مجريات مكافحة النيران والتحية ايضاً لاجهزة الوزارة المعنية، لا سيما لشباب الدفاع المدني ورجال الاطفاء في كل المناطق الذي وضعوا ارواحهم على أكفهم لدفع الاذى عن المواطنين والممتلكات.

كما تتوجه بالتحية للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وبالشكر للسلطات القبرصية التي لبت نداء الحكومة بارسال طوافات خاصة لاطفاء الحرائق.

ثانياً - توقع اللبنانيون ان يرتفع الدخان الابيض من جلسة مجلس الوزراء يوم امس، معلناً الانتهاء من اعداد الموازنة ورزمة القرارات والاصلاحات المطلوبة للخروج من نفق الازمة الاقتصادية، فاذا بدخان الصراخ السياسي وهدر الوقت واستحضار الشروط والشروط المضادة يرتفع على وقع التهديد بقلب الطاولات واقتحام المصارف واستخدام الشارع في حلبات الصراع السياسي. مما اضطر الرئيس سعد الحريري إلى رفع الجلسة طالما ان كثرة الجالسين على كراسي الحكم تصر على اعتماد سياسة  الهروب من القرارات الجريئة والتهرب من مواجهة الحقيقة، والاصرار على بيع الرأي العام بضاعة البحث عن الأوهام.

ان كتلة المستقبل النيابية تنبه الجميع لخطورة استمرار الدوران في الحلقات الفارغة، وهي تبدي شديد القلق تجاه الاصطفافات التي يمكن أن تستجر لبنان الى حلبة الإنقسامات الأهلية وما يترتب عليها من مضاعفات في ظل الضوضاء الاقليمية والاشتباك القائم على الساحات العربية.وإذا كان هناك من يفترض ان في إمكان لبنان تحمل موجات جديدة من الصراع الاهلي، وان الوقت يتيح للجميع ممارسة الترف السياسي وتقاذف الاتهامات الى أقصى الحدود، نكون عندها أمام قرار بالانجراف نحو المجهول.

لقد تصاعدت مناخات التصعيد السياسي والتحركات الحزبية والسياسية والرسائل المعلنة والمبطنة عبر وسائل الاعلام، في الوقت الذي يجب ان تنصرف فيه الجهود الى معالجة الازمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية والمالية، وفي الوقت الذي لم ينقطع رئيس الحكومة عن استنفار القريب والبعيد في سبيل توفير مقومات الدعم للبنان واعادة ترميم علاقاته مع عمقه العربي.

إن رئاسة الحكومة مؤتمنة على المصلحة الوطنية، وهي عملت منذ أشهر على تدوير الزوايا وإطفاء الحرائق السياسية لتأمين التوافق بين المكونات الحكومية.

ولم يكن غريباً ان تندلع في غضون الاسبوع الماضي معركة تحت عنوان  الحريات الديموقراطية لتتصدر واجهة التجاذب السياسي، سواء بداعي الخروج عن الاصول ومقتضيات القانون في التخاطب الاعلامي وسلوكيات مواقع التواصل الاجتماعي او بدعوى استخدام الاجهزة الأمنية لضبط الحريات  والتوقيف العشوائي للناشطين على تلك المواقع.

فالحريات الديموقراطية والصحافية كانت وستبقى علامة مضيئة في حياة لبنان واللبنانيين، ولن يكون من المجدي تحويلها الى مسألة خلافية وطنية تتقاذفها المواقف والاجراءات الامنية من هنا وهناك.

وعلى خطٍ موازٍ، تم فتح ملف تطبيع العلاقات مع النظام السوري والمطالبة باعادة سوريا الى الجامعة العربية، وهو مسألة خلافية أساسية تساهم في تأجيج السجال السياسي لتحرف الأنظار عن التوجهات المطلوبة للاصلاح الاقتصادي والإداري.

وثتمن الكتلة في هذا المجال المقاربات التي قدمها الرئيس سعد الحريري، والتي كسرت حدة المنازلات السياسية واعادت تصويب الموقف اللبناني الرسمي تحت سقف الالتزام بمضمون البيان الوزاري والتزامات لبنان تجاه الاجماع العربي.

لقد اعلن الرئيس الحريري ان كل جهد في سبيل عودة النازحين السوريين سيكون محل ترحيب من الجميع، لكننا لا نثق بنوايا النظام السوري المسؤول الاول عن موجات النزوح، وعلينا في ضؤ ذلك ان نركز الجهد على مشاكلنا الملحة لان البلد لا تنقصه سجالات جديدة، وحالة التذمر الاهلي تستدعي التصدي العاجل للازمة الاقتصادية.

ان كتلة المستقبل النيابية تجدد التأكيد على ان الوقت أخطر عدو للبنان، وان التنكر لهذا الواقع لن يعفي احداً من المسؤولية. فإما ان نبادر فوراً الى القرارات الجريئة وإما سيكون لنا وللبنانيين حديث آخر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o