Oct 11, 2019 3:14 PM
خاص

"نبـع السـلام" التركيـة: خطــوة دولـية متّفق عليها ضمـــن شـروط!؟
اردوغان يُمسك بورقة "الكيان الكردي المستقلّ" وفتح باب هجرة النازحين لاوروبا

المركزية- تتصدّر العملية العسكرية التي بدأتها تركياعلى شمال سوريا منذ ثلاثة ايام واجهة التطورات الاقليمية والدولية لجهة اعادة ترسيم خريطة الصراع السوري مرة اخرى وخلط اوراق التحالفات، وسط مخاوف من عودة تنظيم داعش الى الميدان.

وترك القرار التركي بتنفيذ العملية العسكرية ردود فعل سلبية من مختلف عواصم القرار التي تخوفت من ان تعقّد الخطوة فرص التسوية في سوريا وتُعيد الامور الى نقطة الصفر، في وقت يسعى الممثل الاممي غير بيدرسون عبر اللجنة الدستورية الى وضع التعديلات لدستور جديد لسوريا الجديدة.

وتأتي الخطوة التركية تحت عنوان "نبع السلام" لإنشاء منطقة آمنة تمتد من نهر الفرات غربا حتى المالكية في اقصى شمال شرقي سوريا عند مثلث الحدود التركية – العراقية - الإيرانية، بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومترا، وعلى امتداد يقدر بنحو 460 كيلومتراً، كما حصل في جنوب سوريا عندما وافقت روسيا وايران والنظام على عمق حيوي امني لاسرائيل بطول 40 كيلومتراً لا يكون فيه اي نفوذ لايران سواء عبر عناصر الحرس الثوري او عناصر حزب الله.

ولم تستبعد اوساط دبلوماسية مراقبة عبر "المركزية" "ان تكون للتطورات في شمال سوريا تداعيات على الوضع في سوريا وعلى العلاقات التركية مع دول عديدة، لاسيما منها دول الاتحاد الاوروبي التي تستعد لفرض عقوبات على تركيا، وذلك خلال القمة الأوروبية التي ستعقد الأسبوع المقبل، علماً ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واثناء انطلاق العملية العسكرية، هدد اوروبا في حال معارضتها الخطوة بإغراقها بالنازحين السوريين". ومع ان التحرّك التركي لاقى مواقف دولية واقليمية منددة كان ابرزها من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي وصفه بـ"الفكرة السيّئة"، غير ان مصالح بعضها تتلاقى مع الخطوة التركية من باب الحفاظ على وحدة اراضيها. 

وتندرج في السياق، مواقف كل من النظام السوري والعراق وحتى ايران. فهؤلاء وان عبّروا بعضهم في شكل رسمي عن استنكاره للعملية العسكرية، الا انهم يوافقون ضمناً عليها، لانها تساهم في القضاء على الحلم الكردي بإنشاء كيان مستقل في "مثلث حدودي" يمتد بين العراق وسوريا وايران.

ولفتت الاوساط الدبلوماسية الى "ان العراق وايران وسوريا يعارضون قيام كيان كردي في شمال سوريا على غرار ما حصل في كردستان العراق، من هنا تُطرح تساؤلات عديدة منها هل ان الخطوة التركية منسّقة ومتّفق عليها بين هذه الدول وضمناً الولايات المتحدة وحتى الغرب، شرط عدم تعرّض الجيش التركي للاكراد الذين يعتبرون الحليف الاوّل لواشنطن في سوريا، وشرط ان تتولى تركيا معالجة مسألة عناصر داعش المسجونين في سجون تُشرف قوات سوريا الديموقراطية (قسد) عليها، كذلك الذين التحقوا بالتنظيم من دول غربية عدة ترفض حكوماتهم استردادهم بعدما سحبت بعض الدول الجنسية منهم، وهي تطلب من تركيا استقبالهم".

كما تشترط الدول الغربية  على تركيا بحسب الاوساط الدبلوماسية، "ضبط قضية النازحين السوريين والسعي لاعادتهم الى مناطقهم ومنعهم من الهجرة الى اوروبا، وهو من التحدّيات الكبرى التي تقلق القارة العجوز".

فهل تأتي الخطوة التركية ضمن توافق وايقاع منتظم ومتّفق عليه مسبقاً، خصوصا ان ادارة ترامب اعلنت فور اعلان الرئيس اردوغان عن عملية "نبع السلام" استقباله في البيت الابيض"، تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o