Oct 10, 2019 3:38 PM
خاص

بين "نبع السلام"...و"نكسات الاكراد" ما مصير الأزمة السورية؟
عبد القادر: خيارات الحل أصعب من أي وقت

المركزية- مختاراً عنوان "نبع السلام" للعملية العسكرية المستمرة في شرق الفرات، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس عن انطلاق قواته ضدّ ما أسماها بـ"التنظيمات إرهابية"، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من شمال شرق سوريا.

الخبير العسكري نزار عبد القادر أكد لـ "المركزية" أن "من الصعب في بدايات العملية التنبّؤ بالاتجاه الذي ستسلكه وأهدافها النهائية، وهذا أمر لم يوضّح سواء من جانب القيادة التركية أو الأميركية. لكن، المؤكّد ان هذه العملية ستترك آثارا سياسة وإنسانية، ممّا يجعل الخيارات لحل الأزمة السورية أصعب من أي وقت"، لافتاً إلى أن "من الناحية الإنسانيّة يمكن لهذه الحرب أن تتسبب بنزوح كبير في الوقت الذي يجري خوضها من قبل القوات التركية تحت عنوان إقامة منطقة آمنة لإعادة مليوني نازح سوري".

وأشار عبد القادر إلى ان "هذه العملية تأتي في ظلّ ضوء أخضر اميركي واضح، وكدولة عظمى اختارت أميركا ما بين حليفين، التركي العضو في حلف الناتو وحليفها الاستراتيجي وبين وحدات حماية الشعب الكردية التي تخوض حرباً ضروساً إلى جانب واشنطن ضد الدولة الإسلامية"، معتبراً أن "لا يمكن الاعتداد باي وعود أو التزامات أميركية تجاه حلفائها وهذا يفقد الرئاسة الاميركية وإدارتها مصداقيتها تجاه حلفائها في المنطقة وهو أمر لا يقتصر فقط على عهد ترامب بل يعود أقلّه إلى رئاسة جورج دابليو بوش".

ولفت إلى أن "إقامة هذه المنطقة الآمنة برعاية تركيا داخل الحدود السورية تؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من التعقيدات في الوضع السوري، حيث ستضاف منطقة خاضعة لقوّة إقليمية إلى مناطق النفوذ المقسّمة بين القوى الدّولية والإقليمية، وهذا لا يدعو إلى التفاؤل في أي مقاربة تبحث عن حل سياسي للأزمة السورية".

واعتبر أن "قرار ترامب يأتي وكأنه مكافأة لروسيا وتركيا وإيران على حساب الأكراد والسيادة السورية، لكن في النتيجة هذا الهجوم التركي يؤكّد مرّة جديدة على خيبة أمل كبيرة للأكراد في تاريخهم المليء بالنكسات منذ العام 1924".

وعن الخيارات المتوافرة للأكراد، أوضح عبد القادر "أنهم أمام نار الهجوم التركي من جهة ونار اللجوء إلى النظام لطلب مساعدته من جهة أخرى". ورأى أن "في المواجهة مع تركيا لا يمكن للأكراد الانتصار أو مواجهتها بفعالية بسبب تفوق قدرات قواتها. أما لناحية الخيار الثاني، فإن لذلك تصفية واضحة لخططهم وللأهداف التي قاتلوا من أجلها ودفعوا ثمنها ما يزيد عن 10 آلاف قتيل وفي أقل تقدير يمكن أن يُنتظر من النظام ان يطلب منهم التخلي عن مشروعهم لإقامة كيان كردي مستقل شمال شرق سوريا".            

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o