Oct 10, 2019 11:09 AM
اقتصاد

جريصاتي: كلامي اجتُزئ ومن شتمني "الله يهديه"
الفرز من المصدر بات قانوناً لكنه يضرّ بمصالح كثيرين

المركزية - شكر وزير البيئة فادي جريصاتي "كل من علّق على عبارته "ما يسمّعني المواطن صوته" سلباً أم ايجاباً لأنه خلق دينامية كبيرة جداً في الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى أن "لو كل الذين قرّروا إسماعنا أصواتهم، فعلوا ذلك منذ 25 سنة لما كنا لنتعرّض للسرقة ولندفع أغلى كلفة نفايات في العالم لشركة سوكلين على فترة 25 سنة، ولما كنا اليوم في هذا الوضع حيث المطامر الصحية لا تغطي كل الاراضي اللبنانية ولما كنا لنشهد مكبات عشوائية يبلغ عددها حوالى الالف، ولم يكن ليكون لدينا نقص في معامل النفايات في بعض المناطق اللبنانية لغاية اليوم".

جريصاتي وفي مؤتمر صحافي عقده للحديث عن اهمية الفرز من المصدر ولتوضيح مضمون عبارته الاخيرة والتي تمّ إجتزاؤها "من كلام متكامل"، أوضح أن "من انتقدوا بالشتم لا يمكنني إلاّ أن أقول لهم "الله يهديهم" وهذه الجوقة لا تشبه الشعب اللبناني ولا تشبه أخلاقنا أبداً، أما الفئة الأخرى التي انتقدت ايجاباً فسأحيّي كل فرد منها وهذا حقهم. أنا موظف وعليّ قبول الانتقاد والملاحظات وهذه فرصة لتوضيح ما أثير، وأول نقطة هي أن الفرز من المصدر بات قانوناً، ولا يمكننيمثلاً أن أقود السيارة بعكس السير وأتوقّف في الطريق لأشتري فنجان نسكافيه ثم أبدأ بالتذمر على زحمة السير، ولا يمكنني أن اصطاد عشوائياً وأستخدم الشبك ثم أبدأ بالتذمر أن لا طيور في لبنان. هناك معادلة واضحة هي أن الفرز من المصدر صدر في القانون الرقم 80 ثم تكرّس في المرسوم 5605 وهذا يعني أنه بات واجباً بحسب المشرّع. ونحن من واجباتنا القيام بالفرز من المصدر بغض النظر عن حصول خطأ في المرحلة النهائية أو في أحدى المراحل".

وطلب جريصاتي العودة إلى ما قاله في صيدا بطريقة غير مجتزأة، حيث قال بالصورة والصوت "يللي عم يفرز إلو عليّي"، البعض نشر"لا إله " وليس "لا إله إلا الله". الفرز وكلامي هنا موجّه للمواطنين الصالحين الذين يفرزون، فهم لهم عليّ أن أعمل 12 ساعة في النهار ولا أتعب لأتمكن من إنجاح كل هذه الحلقة، وألا أتوقف عن إلزام البلديات بالالتزام بالفرز من المصدر، ولهم عليّ أن أواصل الخلافات مع شركات الكنس والجمع في جبل لبنان وهي رامكو وسيتي بلو كي تلتزما بالمراسيم والقوانين في عقدهم مع مجلس الانماء والاعمار، لهم عليّ أن ابقى متابعاً قضية المطامر لنتأكد من أنها مطامر صحية، ولهم عليّ أن نتفق مع القوى السياسية في الجنوب والشمال على المواقع لنقيم فيها مطامر صحية وننتهي من أزمة نفاياتنا في النبطية وغيرها".

ورأى جريصاتي أن "الفرز من المصدر لا يلقى إجماعاً لأنه يضرّ بمصالح الكثيرين، فالناس التي لديها مصلحة في الطمر لا مصلحة لديها بالفرز من المصدر، وأمامنا معركة كبيرة جزء منها موجّه ضدي والآخر أبعد. فعلى الطريق إنتقد قسم من الناس العهد والوزير جبران باسيل، ولهؤلاء أقول أنتم مخطئون نحن نتكلم عن الفرز من المصدر، وأفتخر أنني ربما الوزير الوحيد منذ 7 أشهر حتى اليوم الذي لم يتعاط السياسة، وهذه بشهادة من خصوم التيار الوطني الحر السياسيين والذي أفتخر به، هو من اختارني وأوصلني الى ما وصلت اليه. وأتمنى من الجميع أن يعرف أنني لا أتعاطى في السياسة ليس لأنني لا أعرف بل لأنني أعتبر نفسي موظفاً في خدمة كل الشعب اللبناني، ولأنني أعتبر أن تحديات البيئة كبيرة لدرجة أنني لا أتلهّى بمعارك جانبية، لذا فلا يحاولنّ أحد أخذي الى ملعب سياسي، أنا ساكت ولا أسمّعكم صوتي في السياسة".

وتابع وزير البيئة "سأل كثيرون عن مصير نفاياتنا بعد الفرز، وقد أمضينا فترة شهر في تفاوض مع الشركات لوضع أكياس في السوبرماركات من ثلاثة ألوان أحمر وأخضر ورمادي. واذا كل شخص فرز النفايات في بيته ووضعها في أكياس ثم وضعها في برميل واحد وسأسلّم جدلاً أنه لا توجد براميل بثلاثة ألوان وجاءت الشركة وأخذت الاكياس، لدينا معمل في العمروسية يتم توسيعه وينتهي بعد شهر ليستوعب 1500 طن ومعمل في الكرنتينا حيث تمّ تجديد خط منذ اسبوع وهناك معمل تسبيخ يتم إنشاؤه في الكوستا برافا ويستوعب 750 طناً وسنفتتحه في آب المقبل، فلمن يسألوننا عن معامل تستوعب أطمئنهم بوجود هذه المعامل الآن لتستوعب كل نفايات بيروت وجبل لبنان حيث نتكلم عن أكثر من 50 في المئة من نفايات لبنان، عدا عن طرابلس وصيدا حيث المعامل موجودة وعدا عن البقاع وزحلة وجب جنين. وكلما فرزنا كلما وصلت نفايات غير ممزوجة مع مواد عضوية وكلما استطعنا استعمالها للتسبيخ واستخدام "الكومبوست" الجيد في الزراعة بدل رمي الكومبوست كما يحدث حالياً، وهل سألنا أنفسنا لماذا لا تعيش مطامرنا أكثر؟ لأن نفاياتنا ممزوجة ولا تستطيع معاملنا الاستفادة منها كل ما نفعله في بيتنا هو توفير على البيئة وعلى جيوبنا حيث كلفة النفايات 400 مليار ليرة سنوياً، ومن يفرز في بيته يخدم نفسه وليس وزير البيئة، ومن لا يفرز لا يعتقدنّ أنه يقوم بـ "نكاية" بوزير البيئة أو يفشّلني في السياسة. أنا أمرّ مرور طريق في الوزارة إنما إسألوا كل بلدان اوروبا التي نجحت في معالجة نفاياتها بدأت من البيت بغض النظر اذا طمرنا أو حرقنا ".

ووجّه جريصاتي تحية الى "أم ناصر في عربصاليم التي قررت البدء بالفرز مع مجموعة نساء منذ 25 سنة من دون أن تسأل أين الدولة قبل أخذ المبادرة ليغيّروا مصير ضيعتهم، هؤلاء النساء أقبّل اياديهم وهذه العدوى يجب أن تنتقل الى كل مكان. وهناك اتحادات بلديات بدأت العمل وأسمّي زغرتا وبكفيا وعينطورة في كسروان وصيدا ومجدليا وعيناب وسبلين والصرفند ودير الزهراني ومعركة، فالصورة ليست سوداء كما يرسمها البعض، وليس صحيحاً أن الناس غير مقتنعة، واذا بدأنا الفرز من البيوت سنشجّع المستثمرين أكثر وأكثر لينخرطوا في الجمع والكنس لأن هذه المواد لديها ثمن".

وأكد أنه "لم يحمّل مسؤولية للشعب في اي دقيقة ولم أغرّم أي بلدية لم تبدأ بالفرز رغم مرور شهر ونصف على صدور المرسوم،  إنما كان لا بدّ من صدمة ليستفيق اللبناني بغض النظر عن الشق السلبي وتحمّلنا شتائم. التركيز يجب أن يكون على الاساس وقلنا إن المواطن هو بداية الحل، وعندما يقرّر التغيير في تصرفاته وعاداته يفرض على الدولة الحل ويفرض على البلدية والشركات طريقة الكنس والجمع بطريقة صحيحة. وتحدّثت مع رئيس بلدية بيروت ومع محافظ بيروت أمس وقد تمّ وضع البراميل الحمر في بيروت ومازلنا ننتظر البراميل الخضراء وستروننا على الطرقات نوزّع أكياساً على المنازل لاطلاق الفرز من بيروت. ليس صحيحاً أننا لا نفعل شيئاً، أمضينا 4 أشهر في العمل ولم نأت صوب المواطن بل نعمل على كل السلسلة التي فيها مواطن ومعامل ومطامر وشركات كنس وجمع. ونحن الى جانب البلديات خارج بيروت رغم أن لا امكانات لدى وزارة البيئة لتقديم براميل ولكن سواء ضمن "سيدر" أو خارجه نعمل على كل الحلول، ولا يفترض أن يوقفنا شيء، فلو فرزنا وعادت النفايات واختلطت سيستفيد منها معملا العمروسية والكرنتينا ومعمل صيدا وطرابلس وبعلبك وجب جنين وبر الياس وزحلة، ولا يقول لكم أحد اذا فرزتم ووضعوها في شاحنة واحدة خسرنا المعركة، هذه المعركة سنربحها بالتأكيد، ولو وصلت البضاعة مخلوطة نستطيع الاستفادة منها. الممنوع هو ضغط النفايات وهذا هو الحديث الموجّه اليوم لرامكو وسيتي بلو  لنقول لهما: نفسنا لم يعد طويلاً وقد أعطينا أنفسنا كل الوقت ولن أرتاح قبل إنهاء ملف ضغط البضاعة".

وتوجّه وزير البيئة " بنداء الى المجتمع المدني الذي لطالما تكلّم عن الفرز من المصدر على مدى سنوات كأحد الحلول الأنسب"، متسائلا" "منذ صدور المرسوم لغاية اليوم هل سمعتم صوتهم؟ هل عدتم ورأيتموهم على الشاشات والطرقات يتحدثون عن الفرز من المصدر؟ أنا أسأل نفسي لماذا وليس لدي جواب على هذا الموضوع. لماذا لستم موجودين معنا اليوم وهل أخذنا دور أحد؟".

كذلك توجّه جؤيصاتي الى الناس التي اعتبرت أنه كان متكبراً، فقال إن "الوزير الذي ينزل الى الارض كل أسبوع وجال في كل لبنان منذ 7 أشهر لغاية اليوم، وربما لا يوجد وزير بيئة كنّس ونظّف بيديه أكثر مني  هو آخر إنسان يكون متعجرفا على الشعب اللبناني الذي أعتّز بكل فرد منه سواء الذي انتقدني أم الذي شتمني أم الذي هنأني ودافع عني على مواقع التواصل الاجتماعي. أشكر كل واحد منكم ولكن لنرجع الى العمل فكل ذلك لا يفيد  والسوشيال ميديا لا تعمّر بلداً، بل ما يعمّر البلد هو شبك الأيدي وخدمة أنفسنا قبل أن خدمة بلدنا".

وأظهر وزير البيئة خارطة لانتشار معامل النفايات في لبنان رداً على من قال إنه لا توجد مثل هذه المعامل، مضيفاً " لدينا مطامر صحية نفتخر بها رغم كل الانتقادات"، وكشف عن دورات ومحاضرات يقوم بها مستشاره شاكر نون في كل المناطق.

وختم متحدثاً عن الحملة الوطنية لوقف رمي النفايات على الطرقات يوم الجمعة المقبل التي تشارك فيها المدارس والجامعات وبلديات واعلاميون وهيئات مجتمع مدني، آملاً رؤية شوارع نظيفة "وألا تعود النفايات في اليوم التالي كما حدث غداة الحملة الوطنية لتنظيف الشاطئ التي انطلقت من الناقورة الى عكار".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o