Oct 10, 2019 10:44 AM
أخبار محلية

جعجع من مونتريال: نفتقر لرجالات دولة
ما من نهوض في غياب دولة فعلية

المركزية- اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "اننا نفتقر اليوم في لبنان لرجالات دولة وهذه مشكلتنا الأساس وانا دائما أفضّل الذهاب مباشرة إلى لب ّالقضية وجوهر المعضلة بدلا من الدوران حولها في حلقات مفرغة"، مشيراً إلى "ان عدداً كبيراً من الرجالات الموجودة اليوم تربطنا بهم صداقات ونتعاطى معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي امر آخر مختلف تماماً".

كلام جعجع جاء خلال عشاء اقامه القنصل اللبناني العام في مونتريال-كندا انطوان عيد وزوجته كارول على شرف رئيس القوات والنائبة ستريدا جعجع، في حضور القنصل فاطمه زياده سليمان وزوجها سليمان سليم سليمان، راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت، ممثل راعي اسقفية أوتاوا وشرق كندا للروم الأرثوذكس الأسقف ألكسندر مفرج، ممثل عن مطران الأبرشية الأرمنية في كندا بابكين تشاريان، مطران السريان الكاثوليك مار بولس انطوان ناصيف، ممثل دار الفتوى اللبناني في كندا الشيخ سعيد فواز، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في كندا نبيل عباس ممثلا بمصطفى رمال، ممثل شيخ عقل الدروز الشيخ عادل حاطوم، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير للرهبانية اللبنانية الأب مروان عيسى، رئيس غرفة التجارة والصناعة الكندية-اللبنانية شارل ابو خالد، رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك "ائتلاف مستقبل كيبيك Coalition Avenir Quebec  أليس ابو خليل، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي وائل سلمان، وحشد من الشخصيات السياسية، الدبلوماسية، الإقتصادية، النقابية، والإعلامية.

واستهل جعجع كلمته بشكر القنصل وأفراد القنصلية، وقال "ما لفتني كثيراً ان القنصل لا يتصرف على اساس انه موظف وإنما هو مواطن لبناني. صحيح يقوم وافراد القنصلية بوظيفتهم على أكمل وجه إلا أن صفة المواطن اللبناني تطغى عليه بمعنى أنه يعيش هموم الناس، وفي هذا الإطار أنا أعرف عددا كبيرا من المسؤولين في الدولة اللبنانية على المستويات كافة وهم بأغلبهم يتجنّبون مجرد الكلام عن هموم شعبهم والسبب الوحيد لهذا التصرف تجنّب اتّخاذ المواقف التي ستُحسب عليهم لاحقا ووضعهم تحت المنظار، الأمر الذي يخافون ان يؤثر عليهم عند اصدار الترقيات ولهذا السبب اود ان اشكر القنصل و"الله يكثر من امثالك" ولو ان عدداً كبيراً من المسؤولين في الدولة يتصرفون انطلاقا من ضميرهم وليس انطلاقا من اعتبارات وظيفية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".

ولفت إلى اننا "اجرينا العديد من اللقاءات هنا في مونتريال ولا افشي سراً ان قلت ان اعز لقاء من بينها هو القداس السنوي واللقاء من بعده في صالة الكنيسة ومن ثم زيارة دير مار انطونيوس الكبير باعتبار ان هناك ترعرعنا ونشأنا حيث بُعدنا الروحي والتاريخي إلا ان اللقاء الأهم بنظري هو الذي يجمعنا اليوم في القنصلية لأن في نهاية المطاف لا ملاذ لنا سوى الدولة".

اضاف "جميعنا اليوم مستاؤون من الأوضاع في لبنان ونشعر بالقرف ونقوم بانتقادها إلا ان الأهم الا نضيع عن الهدف وحقيقة كبيرة جداً وهي حذار ان ننسى في اي لحظة الدولة لأن ما من مجتمع قادر على النهوض ان لم يكن فيه دولة فعلية قائمة".

واشار جعجع الى "ان دولتنا في الوقت الحاضر اقل بكثير مما كان يجب ان تكون عليه، إلا ان هذا الأمر لا يمنع من ان نبقى دائما ابداً متمسكين بمؤسسات الدولة ومبادئها ونقاط التقائها، لأن بها خلاصنا الوحيد التي يجب ان تكون دولة فعلية "جمهورية قوية" والتي تتطلب لقيامها بالدرجة الأولى وجود رجال دولة وهذه مشكلتنا الأساس وانا دائما افضل الذهاب مباشرة إلى لبّ القضية وجوهر المعضلة بدلا من الدوران حوله في حلقات مفرغة، ففي تاريخنا رجال دولة كبار وعلى سبيل المثال لا الحصر فؤاد شهاب وكميل شمعون اللذان يمكن ان تعطى لهما هذه الصفة تبعاً للطريقة التي كانا يتصرفان بها وانا في هذا الإطار استحضر هاتين الشخصيتين لأقول بكل راحة ضمير وصراحة وبساطة اننا للأسف نحن في الوقت الراهن نفتقر لهذه الخامة من رجالات الدولة وانا اقول هذا الكلام بعد تجربة وممارسة مباشرة واحتكاك يومي".

وشدد رئيس القوات على ان "لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر مهما كان هذا الفريق ان كان حزبا او منظمة او فريقاً خارجياً أو داخلياً، فأوّل ما على الدولة القيام به المحافظة على سيادتها باعتبار ان المسؤول عن الدفاع عنها هي الدولة اللبنانية ولا نريد اي طرف آخر ليقوم بهذه المهمة بدلا عنها، فالمواطنون يدفعون الضرائب ويصوّتون في الإنتخابات من اجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم إلا ان ما تقوم به الدولة لدينا هو العكس تماما، فبدل ان تشرك القطاع الخاص بإدارة المؤسسات العامة التابعة لها قامت بالخصخصة في مجال آخر الا وهو السيادة التي سلّموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسبا ونحن سنتفرغ للإهتمام بالشؤون البلدية للبنان".

وقال "ان يكون لديك دولة فعلية فهو الا تستغرقك الطريق من جونية إلى بيروت ساعة ونصفا في الصباح من اجل ان تقصد مكان عملك، ان يكون لديك دولة فعلية ان يكون لديك كهرباء وليس ان نبقى عشرات السنوات نتخبط في هذا الملف من دون الوصول إلى اي نتيجة، فأي دولة في العالم غير متوفرة فيها الكهرباء؟ وسبب هذا الأمر ليس قلّة المال في الدولة او الطاقة البشرية المطلوبة لحل هذه المشكلة وإنما لأن لا رجال دولة في لبنان ولأن ما من احد من الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة عمل من اجل ان يؤمّن الطاقة للبنانيين وإنما عملوا من اجل ان يأخذوا الطاقة".

وختم "ان لم يكن لدينا اليوم في لبنان جهورية قوية ودولة قوية فهذا لا يعني ان نكفر بالدولة، لأن خلاصنا الوحيد عن طريق قيام دولة فعلية في لبنان. وما علينا القيام به من اجل الوصول إلى ذلك ان نُحسن الإختيار في الإنتخابات النيابية المقبلة، فلبنان دولة ديموقراطية، وانتخابات الـ2018 كانت انتخابات بكل ما للكلمة من معنى واتت النتائج على ما اتت عليه، وبالتالي هذه السلطة التي نشتكي من وجودها اليوم قمنا بأيدينا نحن بالإتيان بها، لذا علينا ان نستبدلها بأيدينا بواحدة اخرى لسبب بسيط ان الدولة الحالية أثبتت فشلها".

وعقب إنتهاء جعجع من كلمته كانت حلقة حوارية بين رئيس القوات والحضور حيث استوضحوه عن التطورات السياسية والإقتصادية على الصعيدين المحلي والإقليمي.

ستريدا: كما ألقت النائبة ستريدا جعجع كلمة، قالت فيها "انه لشرف كبير لي ان اقف متكلمة اليوم في بيتنا اللبناني، حيث أنظر إلى الوجوه وارى افرادا من مختلف مناطق لبنان من اقصى شماله إلى اقصى جنوبه ويجسّدون لبنان الـ10452 كلم2 الذي نحلم به ونعمل بكل ما اوتينا من جهد لكي يبقى كذلك. اريد ان استغل هذه المناسبة من اجل ان اشكر القنصل وحرمه ومن خلاله الجالية اللبنانية هنا التي استقبلتنا بحفاوة كبيرة جداً وهذا ما يرمي بالنسبة لي مسؤولية اكبر على كاهلنا للعمل من أجل دفع لبنان بالإتجاه الذي تحلمون به".

اضافت "استوقفني كلام القنصل عن التساؤلات لدى افراد الجالية اللبنانية، خصوصا لناحية ان هناك إجابة موحدة لدى اي لبناني مهاجر يصل إلى كندا عندما يسأل عن سبب هجرته وهي: لتأمين مستقبل لأولادي، وفي هذا الإطار اود ان اشير إلى ان كل فرد من هذه الجالية الموجودة هنا يمكنه ان يغير وان يساهم في إحداث تحول كبير في لبنان وسأقول لكم كيف؟ عند وصولي إلى القنصلية سألت احد المسؤولين في حزب "القوات اللبنانية" عن عدد اللبنانيين المغتربين هنا في كندا واجاب ان هناك إحصاءات منذ العام 1975 حتى اليوم تشير إلى ان العدد يناهز الـ250000 لبناني، فعدت وسألت عن عدد الأفراد الذين تسجلوا للإقتراع في انتخابات الـ2018 فأتاني الجواب نحو الـ11500 فيما الذين اقترعوا فعليا 6000 صوت من اصل 250000 لبناني مفترضين هنا، اي بنسبة اقل من 2% ونحن كحزب سياسي لمسنا ان من اصل هؤلاء الـ6000 صوت اقترع نحو الـ2000 شخص لصالح لوائح حزب "القوات اللبنانية" وهؤلاء بحد ذاتهم احدثوا فرقا شاسعا على مساحة الوطن، فما بالكم لو شارك جميع اللبنانيين هنا بالإنتخابات، لذا فالخلاصة ان كما ان هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا كحزب سياسي هناك ايضا مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقكم سعادة القنصل وعلى عاتق اللبنانيين هنا في كندا في ان يتم وضع خريطة طريق من اجل رفع هذه النسبة التي لا تتجاوز الـ2% في الإنتخابات المقبلة في 2022 إلى 15 او 20% وبهذا الأمر يمكنكم إحداث الفرق الذي سيكون شاسعا وبهذا الكلام انا لا اطلب أن تقترعوا لصالح لوائح حزب "القوات" وإنما يجب أن تشاركوا في عملية الإقتراع والمشاركة بحد ذاتها ستحدث هذا الفرق المنشود".

واوضحت جعجع "ان تكتل "الجمهورية القوية" هو من ضمن المواجهة السيادية الكبيرة التي نخوضها كحزب، من اجل الدفع باتجاه بناء دولة قوية حيث حكم القانون وبناء المؤسسات ومحاربة الفساد وما إلى ذلك. انا بصفتي نائبة عن قضاء بشري الذي يضم 22 بلدة، اود ان اشير إلى نموذج عن هذه الجمهورية استطعنا تطبيقه في هذا القضاء، والجواب على السؤال لماذا تمكنا من تطبيق هذا النموذج في هذا القضاء تحديداً؟ لان هناك نائبين و12 رئيس بلدية و40 مختاراً يعملون كفريق واحد منسجم من اجل إحداث الفرق في هذا القضاء. فالفرد بحد ذاته لا يمكنه ان يحدث اي فرق وإنما المجموعة والعمل الجماعي، فالعديد يتكلمون عن خطط خمسية وعشرية، لكن السؤال كم من المجموعات باستطاعتها تنفيذ هذه الخطة او لنقل تنفيذ ما تخطط له؟ لأن التنفيذ رهن الإنسجام والتنسيق بين الجماعة من أجل تنفيذ خارطة الطريق المرسومة".

ولفتت إلى "ان وزراء "القوات اللبنانية" الأربعة، وبلسان أخصامنا السياسيين في لبنان قبل الحلفاء، من أنظف الوزراء في لبنان، لماذا لأننا وضعنا خارطة طريق نعمل على أساسها، فما بالكم لو كان لدينا بدل هؤلاء الـ4 وزراء 8 وزراء وبدل تكتل نيابي من 15 نائبا تكتلاً من 30 نائبا؟ فنحن بطبيعة الحال سنكون قادرين على إنجاز الكثير وتغيير الكثير".

وتمنّت جعجع على "الحاضرين التسجيل من اجل الإنتخابات المقبلة في الـ2022، ولا تظنّوا ان الوقت مبكر، لا، فالوقت يمرّ بسرعة البرق، كما اتمنى عليكم أن تقوموا بتسجيل الأجيال الثانية والثالثة ".

وختمت جعجع "ليدم الله هذا المنزل بشكل دائم كالأرزة رأسه مرفوع وسأستغل هذه المناسة من أجل توجيه شكر كبير للمطران الموجود معنا اليوم الذي لمست محبة الناس له من كل الأطياف، فهو يجمع الجميع من حوله كما اريد ان اشكر الأب مروان عيسى الذي استضافنا في بيت الرهبنة اللبنانية هذا البيت الذي تاريخه يشهد عنه".

عيد: من جهته، ألقى القنصل عيد كلمة رحّب فيها برئيس القوات وعقيلته "في القنصلية اللبنانية في مونتريال التي نعتبرها بيت كل لبناني وكأي بيت في لبنان، ونعتبر ان كل شخص لبناني ممثل لكل لبنان، لذا فكل بيت لبناني ان كان في كيبيك أو موتنريال أو لافال هو القنصلية بحد ذاتها".

ولفت إلى أن "من ضمن العائلة اللبنانية الجميلة في مونتريال لكل فرد منها طباعه الخاصة إلا أن الجميع يعتمدون الحوار كلغة لحل أي نزاع فيما بينهم وتقع في بعض الأحيان الخلافات، إلا أن الثابت الوحيد ان رغم  كل الإختلافات أو الخلافات فإن المحبة تجمع الجميع هنا فمنذ أن وصل أول لبناني مغترب إلى كيبيك كان اللبنانيون دائما اليد التي تعمر وتعمل فازدهر أهلنا هنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o