Oct 09, 2019 3:14 PM
خاص

غداة التلويح بخرق اضافي للاتفاق.. خامنئي: لا نسعى لأسلحــــة نووية
ايران تضرب "مرة عالحافر ومرة عالمسمار" وهدفها تحسين شروط التفاوض!

المركزية- في موقف لافت من حيث "الشكل"، اذ يصدر عن أرفع مرجعية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وليس من حيث المضمون كونه لا يحمل جديدا، اعلن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم إن بلاده لم تسع مطلقا إلى صنع أو استخدام الأسلحة النووية، التي تحرّمها الشريعة الإسلامية، وذلك على الرغم من امتلاكها تكنولوجيا نووية. ونقل التلفزيون الرسمي عنه قوله "صنع وتخزين القنابل النووية خطأ واستخدامها حرام... وإيران تتجنبها تماما رغم أننا نمتلك تكنولوجيا نووية". وكان الرئيس الايراني حسن روحاني، اضافة الى مسؤولين ايرانيين آخرين، أكدوا مرارا الموقف نفسه، نافين ان تكون الجمهورية الاسلامية تطمح الى الاستحصال على القنبلة الذرية، لاعتبارات دينية واخلاقية.

هذه المواقف، تدل، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان الايرانيين يستخدمون سياسة "ضربة على الحافر وضربة على المسمار" في الطريق الى المفاوضات النووية، التي تسعى أوروبا عموما وباريس خصوصا الى إحيائها، بين طهران وواشنطن.

ففي حين يبثون أجواء مطمئنة بتأكيدهم انهم لا يرغبون بتطوير السلاح النووي الا لأغراض سلمية، الامر الذي من شأنه توجيه رسالة ايجابية الى الاميركيين وإنعاش مساعي الرئيس ايمانويل ماكرون "التوفيقية"، يرفعون السقف في المقابل، ملوحين بخروج جديد عن بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

والحال ان كلام خامنئي اليوم يأتي غداة إعلان رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، محمد رضا إبراهيمي، منذ ساعات، ان بلاده عازمة على خفض تعهداتها النووية باتخاذ خطوة رابعة في مسار الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي، مبدياً في الوقت عينه "استغرابه" من عدم اتخاذ الأوروبيين أي خطوة "إيجابية" لحفظ الاتفاق النووي "في حين يطالبون إيران بالالتزام بتعهداتها". وعدّ إبراهيمي الخطوة الثالثة التي أعلنتها طهران الشهر الماضي "تنطبق على الاتفاق النووي"، قبل أن يخاطب الأوروبيين والأميركيين بأن بلاده "عازمة" على اتخاذ الخطوة الرابعة من خفض التزاماتها النووية، مشيراً إلى أن إيران "ستواصل المسار إذا لم يعمل الأوروبيون بالتزاماتهم". وأضاف أن العمل بالالتزامات في ظل الوضع الراهن "ليس منطقياً"...

وقبل ابراهيمي، تحدث أيضا رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، للتلفزيون الرسمي عن عزم إيران البدء في استخدام مجموعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في عملية تخصيب اليورانيوم، في خطوة من المحتمل أن تزيد من الضغوط على أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي. وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن صالحي قال إنه سيتم إطلاق مجموعة من 30 جهازاً للطرد المركزي "IR – 6" في الأسابيع المقبلة، وذلك بعدما بدأت بتشغيل مجموعة من 20 من أجهزة الطرد المركزي "IR – 6" التي يمكن أن تنتج يورانيوم مخصباً بـ10 أضعاف سرعة "IR – 1" التي يتيح الاتفاق النووي الإيراني استخدامها، كما بدأت بضخ الغاز في مجموعة من 20 جهازاً للطرد المركزي من الجيل الرابع "IR – 4".

الازدواجية الايرانية هذه تؤكد ان الايرانيين لا يريدون "كسر الجرة" لا مع الاوروبيين ولا مع الاميركيين، وما سياسة "شدّ الحبل" تارة و"إرخائه" طورا، الا من باب محاولتهم تحسين شروطهم التفاوضية، قبل الجلوس الى طاولة الحوار من جديد، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o