Oct 08, 2019 4:15 PM
تحليل سياسي

الموازنة والاصلاحات تنتظر الحريري في بيروت الموعودة بمساعدات خليجية
المطاحن تحذر والهيئات تضرب والصيارفة: الدولار متوفر ولا داعي للهلع
تركيا انهت استعداداتها للعملية العسكرية والاكراد يلوحون بفتح حوار مع دمشق

المركزية- في انتظار جديد اماراتي لم يبرز بعد، المح اليه رئيس الحكومة سعد الحريري امس، بعد اعلان دولة الامارات رفع الحظر عن سفر رعاياها الى بيروت، تراوحت الترجيحات في شأنه بين وديعة او اكتتاب، وفيما تترقب الساحة الداخلية مفاعيل ايجابية عن المنتدى الاماراتي- اللبناني، بدأت ملامح "انفراجات نقابية" تتظهر، ولو ببطء، ممهدة الطريق لاستعادة البحث في الملفات الداهمة من موازنة العام 2020 التي تتقلص الفسحة الزمنية امام اقرارها الى اصلاحات "سيدر" المفروض ان تدخل حيز التنفيذ في اسرع وقت، الى التعيينات الادارية التي تعلقّ على حبالها الكثير من الاجراءات والخطوات.

الجو ايجابي: فغداة المشاورات اللبنانية – الاماراتية المكثفة في أبوظبي، قال رئيس الحكومة سعد الحريري في دردشة مع الإعلاميين قبيل مغادرته الامارات عائدا الى لبنان "عقدت إجتماعين اليوم مع الجانب الإماراتي لتسريع موضوع الاستثمار في لبنان"، مؤكدا ان "الجو ايجابي". وأضاف "لقد وُعدنا بمساعدات اقتصادية ونجري مفاوضات بشأن تسريع الاستثمارات في لبنان ان كانت بالكهرباء او غيرها أو استثمارات مالية". ولفت إلى انه تم تشكيل خلية متابعة بيننا وبين الإماراتيين لبحث ما اتفق عليه بعد مؤتمر الإستثمار. ورأى أن "الكهرباء هي أكثر أمر يكلف الاقتصاد اللبناني وليس موضوع النازحين"، مضيفا "أعود من الإمارات ولبنان هو المدعوم وليس سعد الحريري، والاتفاقيات مع السعودية ستتم قريباً". واعرب عن اعتقاده بأن ليس هناك اي طرف في لبنان يمكن ان يكون منزعجا من عودة العلاقات الإماراتية -اللبنانية. وردّاً على سؤال عن إمكان أن تضع الامارات ودائع مالية في المصرف المركزي قال "هذا الموضوع يحتاج درساً ونحن بحثنا فيه على أساس المخاطر التي يمكن أن تنعكس عليهم أيضاً". وعما إذا كان مصير مساعدات الإمارات سيكون مثل مصير المساعدات القطرية أجاب: "كلا المسألة مختلفة جداً".

عون والصيارفة: وفي موازاة الجهود التي يبذلها الحريري في الخارج لتأمين دعم للبنان يمكّنه من تخطي المرحلة الاقتصادية الصعبة، واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الداخل، اتصالاته لتطويق ذيول أزمة شح الدولار. فطلب من الصيارفة المحافظة على مصلحة الوطن خلال ادائهم لعملهم وعدم الاضرار بسمعته المالية والاقتصادية والسياحية"، مشددا على ان لبنان يعتمد الاقتصاد الحر الذي ترعاه القوانين والانظمة المرعية الاجراء. واكد خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة محمود مراد، على "ضرورة الاعلان عن اسعار الصرف لدى الصيارفة، مقترحا عليهم الاتفاق على مسودة اخلاقية سلوكية لتأمين التزام جميع العاملين بهذه المهنة بالاصول والقواعد المرعية، بالتنسيق مع مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف".

السيولة متوفرة: وبعد اللقاء، قال نائب النقيب ايلي سرور "اكد لنا الرئيس ان النظام الاقتصادي اللبناني يعتمد الاقتصاد الحر، ويخضع بالتالي لنظرية العرض والطلب. واكدنا من جهتنا ان الصيارفة يلتزمون بكل القوانين المرعية الاجراء، وحريصون على سمعة البلد المالية وان يبقى قدوة بين الدول المحيطة، عبر النظام الليبرالي الذي يتمتع به. وشدد فخامته، على متابعته الشخصية لطريقة التعاطي مع الصيارفة، بشكل يليق بهم وبتاريخهم في مزاولة مهنتهم". وأكد أن السيولة متوفرة كما الدولار الاميركي وشركات الشحن تنقل يومياً مبالغ كبيرة جداً من الدولارات، فلا داعي للهلع".

المطاحن تحذّر: وفي وقت يستعد العسكريون المتقاعدون للنزول الى الشارع غدا رفضا لعدم تقاضيهم حقوقهم، رفع "تجمع أصحاب المطاحن في لبنان" الصوت. فأعلن بعد اجتماع عقده ان "المصارف تمتنع عن اعطائنا الدولار، خصوصا أن هناك كميات من القمح تم استيرادها سابقا، وكيفية احتساب المستحقات المتراكمة على أصحاب المطاحن للمصارف بالدولار الاميركي، والديون المستحقة على الافران لصالح المطاحن، هذه الامور ما زالت غير واضحة ومبهمة ما يدفع أصحاب المطاحن الى البحث عن حلول تحافظ على ماليتهم". أضاف: "لذلك وبما أننا لم نلمس اهتماما من المسؤولين نرى أنفسنا مضطرين آسفين الاستمرار ببيع الطحين وقبض ثمنه بالدولار الاميركي من الزبائن، علما أنه يتعذر على هؤلاء الدفع بالدولار مما قد يؤدي الى أزمة خبز". وناشد التجمع جميع المسؤولين "العمل على إيجاد الحل المناسب لقطاع المطاحن ليتمكن من الاستمرار في تأمين حاجة البلاد من مادة اساسية كالقمح"، لافتا الى أن "احتياط القمح المخزن لدى المطاحن انخفض بشكل خطر وبات لا يكفي حاجة البلاد لأكثر من شهر ونصف".

جمعية الصناعيين: بدورها، أعلنت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة فادي الجميّل، تأييدها الكامل لموقف الهيئات الاقتصادية (التي تنفذ اضرابا الخميس) حيال الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر فيها البلد، لاسيما لجهة التأكيد على رفضها لاي زيادات ضريبية، باستثناء الاجراءات الضريبية التي تخدم الانتاج الوطني وتعزز النمو في الاقتصاد، في ظل الانكماش الاقتصادي الحاد على المستويات والقطاعات كافة، وفي ظل نمو سلبي ومعاناة كبيرة على صعيد الاكلاف وفقدان الخدمات العامة وتردي البنية التحتية.

خطة الكهرباء: وسط هذه الاجواء الضاغطة، يفترض ان يعاود مجلس الوزراء مع عودة الحريري من الخارج، اجتماعاته لدرس مشروع موازنة 2020. وليس بعيدا، استقبل وزير المال علي حسن خليل نائب رئيس والمدير التنفيذي للعمليات في وكالة ضمان الاستثمار المتعددة الأطراف ( (MIGAالتابعة للبنك الدولي Viyaj Iyer   والمدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جها وتركّز البحث في المشاريع التي تدعمها MIGA   في لبنان والتشديد على نية وكالة ضمان الاستثمار في التعاون المستمر مع رجال الأعمال والمستثمرين الراغبين في القيام بمشاريع  في لبنان. من جهته، عرض ساروج كومار جها لمشاريع البنك الدولي التي يجري تنفيذها في أكثر من قطاع مجدّداً الدعم للبنان، مشدّداً على ضرورة وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ وإنجاحها لما لها من تأثير كبير على الوضع الاقتصادي اللبناني العام بمجمله.

مساعي الفرزلي: على صعيد آخر، وفيما مصير جلسة مناقشة رسالة الرئيس عون حول المادة 95 من الدستور لم يحسم بعد، أعلن نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي من عين التينة ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "ليس مع أو ضد تأجيل جلسة 17 تشرين الأول وهو مع رغبة رئيس الجمهورية"، مضيفا "سأزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للوقوف عند رأيه ومن بعدها يبنى على الشيء مقتضاه".

وليس بعيدا تعقد اللجان النيابية جلسة غدا لاستكمال البحث في اقتراح كتلة "التنمية والتحرير" الانتخابي، وسط معارضة واسعة من القوى السياسية المسيحية، لا سيما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب الذين يرفضون السير بقانون انتخابي يضرب الميثاقية. ويؤكد هؤلاء تمسكهم بالقانون الحالي خصوصا ان الوقت ليس لفتح ملفات سجالية.

تركيا تستعد: اقليميا، على وقع الكشف عن نية الولايات المتحدة مغادرة منطقة شرقي الفرات في شمال سوريا، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم أنها استكملت كل الاستعدادات اللازمة لعملية عسكرية تعتزم على ما يبدو شنها في المنطقة. وأشارت في تغريدة عبر "تويتر" إلى أن إقامة منطقة آمنة أمر ضروري للاستقرار والسلام وللسوريين حتى يتمكنوا من العيش في أمان. في المقابل، سارع العالم بأسره الى اعلان رفضه اي تصعيد تركي، من الاتحاد الاوروبي، الى روسيا وايران، شريكتي أنقرة في منصة أستانة للحل السوري. أما الاكراد، فلوحوا اليوم باحتمال فتح حوار مع دمشق وموسكو في حال حصول انسحاب أميركي كامل من شمال سوريا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o