Oct 08, 2019 3:40 PM
خاص

ما دور المدارس في التنشئة في وطن الأزمات المتتالية؟
الانطونية الدولية تتبنى فاعليات مئوية لبنان الكبير

المركزية - في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، والأزمات المتتالية من الدولار والمحروقات والدواء الى القمح... يعيش التلامذة في المدارس جوا من الأحباط في غالب الاحيان، خاصة وان الاجواء المحيطة تتركز على البطالة والفساد، من وسائل الاعلام مرورا بالسياسيين وصولا الى الاهل والمحيط الضيق للتلميذ... فما هو دور المدارس في مساعدة التلامذة على خلق جو ملائم لهم، بعيدا من هموم الحياة، كي يكبروا في محبة وطنهم ويساهموا مستقبلا في بنائه بدل التفكير في الهجرة.

مدير المدرسة الانطونية الدولية في عجلتون الاب اندريه ضاهر أكد لـ"المركزية" أن تنشئة التلامذة على التعلق بجذورهم وعلى تبني هذا الوطن، يجب ان تكون من اولوية المدارس. لذلك تحرص مدرستنا على خلق فسحة لتلامذتها لينموا ويكبروا في أجواء ملائمة، خاصة واننا لاحظنا ان التلامذة غير غائبين عن الاجواء التي تحصل في البلد، حتى لو لم يتابعوا الاخبار فإن جو الاهل في المنزل يؤثر عليهم سلباً، فنراهم قلقين على مستقبلهم الاقتصادي، ونشرح لهم ان هذا ليس اول تحد يعيشه لبنان، وان آباءنا واجدادنا استطاعوا بتضامنهم وروح المعية ان يتخطوها".

ودعا الاب ضاهر "التلامذة ألا يكونوا مشروع هجرة، انما ان يعرفوا ان هذا البلد لديه تراث ومقدرات تسمح لهم بالبقاء والاستمرار فيه". ووجه لهم الدعوة "للتعرف الى لبنان بكل حدوده"، لافتاً إلى "أن التلامذة  يعرفون بلاد العالم اكثر مما يعرفون بلدهم، بحكم السفر الدائم، خاصة الميسورين منهم". وأضاف: "لذلك قررت المدرسة تبني فاعليات مئوية لبنان الكبير، بهدف، ليس فقط التوقف عند الاحداث التي حصلت منذ مئة سنة على درج قصر سرسق واعلان الجنرال غورو دولة لبنان الكبير، إنما لاطلاعهم على امور حصلت في لبنان خرّجت فيها أشخاصا يعشقون الحرية ويؤمنون بمؤسسات الدولة والعيش المشترك، ولتعريفهم ان لبنان عمره آلاف السنين. وللغاية، نظمنا رحلات لتعريفهم الى الحضارة الفينيقية واليونانية، وعلى التراث المسيحي والاسلامي. وعرفناهم ان لبنان ليس ابن ساعته انما هذا البلد الذي كان اول بلد ككيان وكدولة في الشرق، لم يأت من عدم او على طبق من فضة انما بفضل نضال طويل ومخاض عسير. ومن جهة ثانية حضرنا الاساتذة للعمل من خلال مقاربة تربوية بعيدة من القراءات الطائفية الضيقة، وعدنا الى الوثائق لنسلح تلامذتنا بالقراءة الاقرب إلى الموضوعية بعيدا من القراءات السياسية والطائفية، التي تربي عندهم روح التعصب".

وعن كيفية مواجهة آفة المخدرات ومحاولات الخطف التي تتردد أصداؤها في البلد، قال الاب ضاهر: "سبب الآفة فقدان سلّم القيم، كما أن اللجوء الى المخدرات علامة على أن المجتمع مريض. اما ما تردد من معلومات عن مخدرات ومحاولات خطف فنحن بانتظار التحقيقات. نحن حريصون على التلامذة حرص اهلهم اذا لم يكن اكثر، لأن التلامذة يقضون وقتا اطول في المدرسة. والتدابير الامنية موجودة منذ تأسيس المدرسة، وصممنا الابنية بطريقة تأخذ في الاعتبار دخول وخروج التلامذة من المدرسة تحت اعين المربّين، وبما اننا نعيش في بلد يعاني من مشاكل امنية مزمنة، لذلك تمكنا على مر السنين من حماية تلامذتنا".

ودعا الى "عدم تخويف التلامذة لأن من شأن ذلك ان يقوي "الأكزينوفوبيا" لديهم والخوف من كل غريب. وفي الوقت نفسه هناك اسئلة تطرح للإضاءة على هذا الموضوع في هذه الفترة بالذات، وهل هي بروباغندا لاشاحة النظر عن المشاكل الاساسية التي يعاني منها مجتمعنا وخاصة الملفات التربوية".

وعن الاقساط المدرسية، لفت الاب ضاهر الى "ان هذا الموضوع يتكرر في بداية كل عام دراسي، للاسف الدولة عاجزة عن تعليم أبنائها وتعلم 20 في المئة من اللبنانيين و30 في المئة من النازحين السوريين. امام هذا الواقع الدولة ملزمة تأمين حرية التعليم وحرية اختيار الاهل للمدرسة التي تناسبهم وتغطية الاعباء أكان في الخاص او الرسمي. كما ان زيادة الضرائب والامور التي تشرعها الدولة، تؤدي الى رفع أجور الاساتذة، فتعمد المدارس الخاصة مجبرة الى رفع اقساطها لتغطية اتعاب الاساتذة".

وختم: "المساعدات التي تقدمها المدارس الخاصة وخاصة الكاثوليكية منها ليست جديدة. ونؤكد ان علة وجود المدارس هي لتربية التلامذة والا تكون الفاتورة المدرسية عائقا، ولكن في هذه الظروف، يأتينا اشخاص، كانوا يساعدون غيرهم، يطلبون مساعدة بسبب توقف عملهم. وبعض الاهالي وقعوا في عجز نتيجة عدم الإدارة الذكية لأعمالهم، والبعض الآخر بسبب الركود الاقتصادي. امام هذا الواقع، نعاني اليوم من وضع دقيق جدا، فالمؤسسات التربوية تأثرت بالوضع الاقتصادي. نحن مدركون صعوبة الامر ومتفهمون، ونطلب في المقابل من الاهل ان يكونوا متفهمين، لأن الكأس المرة يتجرعها الجميع".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o