Oct 08, 2019 3:28 PM
خاص

الانسحاب الاميركي من شرقي الفرات بين الوعد الانتخابي والواقع
ترامب يراهن على رفض دولي جامع لتوجّهات تركيا كفيل بحماية الاكراد؟!

المركزية- على وقع الكشف عن نية الولايات المتحدة مغادرة منطقة شرقي الفرات في شمال سوريا، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم أنها استكملت كل الاستعدادات اللازمة لعملية عسكرية تعتزم على ما يبدو شنها في المنطقة. وأشارت في تغريدة عبر "تويتر" إلى أن إقامة منطقة آمنة أمر ضروري للاستقرار والسلام وللسوريين حتى يتمكنوا من العيش في أمان.

وفي حين رأت قوات سوريا الديمقراطية، الجناح المسلّح للاكراد في المنطقة - والذين تنوي أنقرة التحرك عسكريا شرقي الفرات، ضدّهم، كونها تعتبرهم "إرهابيين" يتهددون أمنها القومي-  ان التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة، بعدم تدخل القوات الأميركية في العملية التركية تشكّل "طعنا بالظهر"، أكد الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ ان "حان الوقت لإعادة جنودنا والخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها وكثير منها قبلية"، مشيراً إلى أن "على أوروبا وروسيا وسوريا وإيران والعراق والأكراد تسوية الوضع في سوريا وعلى الأتراك والأكراد حل الوضع في ما بينهم بعد انسحابنا".

فهل ترك الاكراد وحيدين، فريسة للأتراك؟ وهل تخلّى عنهم الاميركيون؟ بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، لا يمكن الفصل بين اعلان ترامب عن الانسحاب المنتظر من جهة، وحساباته الانتخابية الرئاسية، من جهة ثانية. فهذا الخروج من شأنه رفع أسهمه الشعبية عشية الاستحقاق المنتظر.

لكن على أرض الواقع، برز اليوم توضيح مسؤول أميركي كبير أنّ قرار ترامب سحب قوّات أميركيّة متمركزة في سوريا قرب الحدود التركيّة، لا يشمل سوى نحو 50 الى 100 جنديّ فقط من أفراد القوّات الخاصّة "سيتمّ نقلهم إلى قواعد أخرى داخل سوريا. وقال المسؤول "لا يتعلّق الأمر بانسحابٍ من سوريا"، مشدّداً على أنّ إعادة نشر تلك القوّات لا يعني في أيّ حال من الأحوال إعطاء "ضوء أخضر" لعمليّة عسكريّة تركيّة ضدّ القوّات الكرديّة في شمال شرق سوريا. في الموازاة، أكد البنتاغون انه لا يؤيد العملية التركية في شمال سوريا وقال في بيان ان "وزارة الدفاع أوضحت بشكل واضح لتركيا- كما فعل الرئيس- أننا لا نؤيد عملية تركية في شمال سوريا"، وحذر من "العواقب المزعزعة للاستقرار" لمثل هذه العملية "بالنسبة لتركيا والمنطقة وخارجها". كما أعلن الرئيس الأميركي، بنفسه، في الساعات الماضية، أنه حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "مشكلة كبيرة" إذا تعرض أي جندي أميركي للأذى في الشطر الذي هددت أنقرة بالتوغل فيه من سوريا. وقال ترامب إنه أبلغ أردوغان الذي تحدث معه هاتفيا بأن "ستكون هناك مشكلة كبيرة إذا تعرض أحد أبنائنا للأذى". وأضاف "أبلغت تركيا بأنها إذا قامت بأي شيء يتجاوز ما نعتقد بأنه آدمي... فسيواجهون عاقبة اقتصاد متهالك للغاية".

والى التحذيرات الاميركية، سارع العالم بأسره الى اعلان رفضه اي تصعيد تركي، من الاتحاد الاوروبي، الى روسيا وايران، شريكتي أنقرة في منصة أستانة للحل السوري. أما الاكراد، فلوحوا اليوم باحتمال فتح حوار مع دمشق وموسكو في حال حصول انسحاب أميركي كامل من شمال سوريا، علما ان أكراد العراق طالبوا امس وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف استخدام نفوذ موسكو لمنع تعرض أكراد سوريا للأذى من الأتراك.

فهل تشكّل هذه العوامل كلّها شبكة أمان للاكراد من جهة، وعاملا رادعا لأي خطوات تركية توسّعية تتخطى السقوف المقبول بها، من جهة ثانية، وقد بنى عليها ترامب ليعلن الخروج من شرقي الفرات وهو يراهن عليها لتعوّض "النقص" الذي سيتركه انسحابه من سوريا، على الاكراد؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o