Oct 08, 2019 2:24 PM
خاص

كيف يساعدنا الخارج وأهل البيت الوزاري يشككون بقدرة الحكومة على الاصلاح؟!
النيات الحسنة موجودة لكنها لا تكفي ولجان الاصلاحات والكهرباء: جعجعة بلا طحين

المركزية- في وقت يسعى رئيس الحكومة سعد الحريري جاهدا لتأمين دعم دولي عربي وغربي للبنان يمكّنه من اجتياز المرحلة الاقتصادية الدقيقة الراهنة، بأقل الخسائر الممكنة، سيما وأن أزمة شح الدولار التي لامست القطاعات الحيوية الاساسية في البلاد أشعلت غضبا شعبيا عارما كان حتى الامس القريب "مضبوطا"... لا تزال الثمارُ التي يمكن ان تَنتج عن اتصالاته، غير واضحة المعالم، كمّا ونوعا. ومع ان أول الغيث كان امس في الامارات، التي أعلنت انها سترفع الحظر عن سفر رعاياها الى بيروت، مع وعود بخطوات أخرى ستشكّل، في شكل او آخر، مساعدة للبنان، تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" ان وبغضّ النظر عما قد يتمخّض عن جولة الرئيس الحريري المكوكية، التي ستشمل في قابل الايام السعودية وألمانيا وفرنسا، ثمة حاجة ماسّة لأن تطلق الحكومة اللبنانية، امس قبل اليوم، ورشة حقيقية للاصلاح ومحاربة الفساد.

فرغم تأكيد رئيس الحكومة ان مجلس الوزراء جدي وسيعمل لاقرار الموازنة في مواعيدها الدستورية، بالتوازي مع اصلاحات تدرسها اللجان الوزارية المختصة، وقد بدا مدركا ان البلاد في سباق مع الوقت بإعلانه "أمامنا ثلاثة أشهر لكي نقوم بإصلاح حقيقي"، خاصة وأن مؤسسات تصنيف عدة ستصدر تقاريرها في شأن الوضع اللبناني بعد هذه الفترة.. رغم كل هذا المسار الذي يدل الى وعي للواقع والى نيات ايجابية بالخروج من المأزق، الا ان حتى الساعة، تبدو هذه الحركة كلّها "بلا بركة"، أو "جعجعة بلا طحين". ولعلّ أبرز مثال على التخبط الحاصل، ما يجري في ملف الكهرباء. فخطة الحل أقرّت منذ أشهر، واللجنة المعنية تجتمع دوريا برئاسة الحريري في السراي، غير ان ايا من بنودها لم يُترجم على أرض الواقع حتى اللحظة، مع العلم ان النزف في هذا القطاع يقف وحده خلف ثلث العجز في الموازنة. وقد قال الحريري بنفسه اليوم من ابو ظبي "الكهرباء، لا النزوح، أكثر أمر يكلف الاقتصاد اللبناني"... الامر نفسه يحصل في لجنة الاصلاحات. نيات حسنة، خيارات تدرس وأوراق عمل تبصر النور متضمّنة اقتراحات واعدة، من مكافحة التهرب الجمركي الى اقفال المعابر غير الشرعية الى خصخصة قطاعات معينة، لكن النقاشات لا تزال في اطارها النظري، ومن الصعب التكهن في المدة الزمنية التي يمكن ان تستغرقها كي تتحول واقعا، هذا إن كان سيتم الاتفاق عليها اولا! وما يعزز الشكوك في "فعالية" مجلس الوزراء ولجانه، الانتقاداتُ اللاذعة التي بدأت تُصوّب ضدهما من فوق السطوح، من قبل أهل البيت! فبحسب القوات اللبنانية مثلا، هذه الحكومة أثبتت انها غير قادرة على انتشال البلد من مأزقه، وقد وصل رئيس الحزب سمير جعجع امس الى حد المطالبة برحيلها، قائلا "هذه الأكثرية الوزارية لم تستطع تدارك تدهور الوضع، فهل يُعقل أن تخرجه هي نفسها من هذا الوضع؟ من أوصلوا الوضع الاقتصادي الى هنا من خلال طريقة تعاطيهم لا يزالون في السلطة، فكيف سينقذون الوضع الآن؟ الحلّ الجذري الفعلي والوحيد يكون بأن تقوم الأكثرية الوزارية الحالية بالاستقالة والنزول عن ظهر الأزمة واللبنانيين، نريد حكومة مختلفة"... بدوره، النائب فيصل كرامي، عضو اللقاء التشاوري الممثل في الحكومة، رأى امس من بيت الكتائب ان "هذه الحكومة لا تستطيع ان تستمر، فإما الشعب اللبناني يذهب وتبقى الحكومة واما تذهب الحكومة ويبقى الشعب اللبناني".

فكيف يمكن ان يسارع العالم الى نجدة دولة، يشكّك سكان منزلها الوزاري ببعضهم البعض وبجدّيتهم في الاصلاح وبقدرتهم على تحقيقه؟ وهل يمكن توقّع مساعدات من الخارج اذا لم تحقق الحكومة إنجازا ملموسا سريعا، يُثبت انها أهل للثقة؟ لننتظر ونرَ. وقد يكون من المفيد في السياق، التركيز على "الكهرباء"، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o