Oct 05, 2019 3:54 PM
تحليل سياسي

الحريري يجول عالميا طالبا دعم لبنان وسط قلق متزايد على الاقتصاد.. والحريات!
بعبدا على خط تطويق الاحتجاجات: اجتماع مع الصرافين الثلثاء..وصفير: أزمة النقد مصطنعة
الحكم في جريمة القضاة الـ4 صدر..عملية تركية وشيكة في سوريا و100 قتيل في العراق

المركزية- بقدر خوف اللبنانيين من التطورات التي ستحملها إليهم الايام المقبلة، معيشيا واقتصاديا، مع تلويح قطاعات اساسية حيوية عدة، منها مستوردو النفط والادوية ومحطات الوقود واصحاب المخابز والافران، وأيضا الهيئات الاقتصادية، بالاضراب والتصعيد من جديد.. بقدر خوفهم هذا، يُقلقهم مصير الحريات في لبنان، في ظل المعلومات المتكاثرة عن عزم بعض الجهات الرسمية الذهاب بعيدا في ملاحقة من ينتقدون السلطة وأداءها، مِن اعلاميين ومواطنين عاديين، ما يحرمهم ايضا حق التعبير عن وجعهم مما آلت اليه أمورهم اليومية. ولسان حال المواطن: بدلا من ان يحاربوا "نتائج" الازمة، يا ليتهم ينكبون على معالجة مسبّباتها، فيتخذون الاجراءات المالية والسياسية، الكفيلة بإثراء الخزينة اللبنانية واحتياطات "المركزي" من جديد، وهي تبدأ باصلاحات كبيرة في الموازنة المنتظرة ولا تنتهي عند اعادة مد الجسور بين لبنان واصدقائه العرب والخليجيين والاجانب.. فبذلك، تضع الحكومة حدا ليس فقط لأزمة شح "العملة الخضراء"، بل للمأزق الاقتصادي الراهن كلّه.. فهل هي في هذا الوارد؟  

الى ابوظبي: على وقع حركة احتجاجية واسعة مرتقبة مطلع الاسبوع، حيث أمهل مستوردو النفط وأصحاب محطات الوقود الدولة حتى الاثنين لمعالجة "معضلة الدولار"، مدعومين من اتحادات النقل، ينتقل رئيس الحكومة سعد الحريري الى دولة الإمارات العربية المتحدة غدا لمدة يومين، في زيارة سيلتقي خلالها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ويشارك في مؤتمر الاستثمار الاماراتي - اللبناني الذي يعقد في أبوظبي الاثنين المقبل، في حضور وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة. ويرأس الحريري وفدا لبنانيا رفيعا يضم 6 وزراء إلى جانب حاكم مصرف لبنان و50 شخصية مصرفية واقتصادية للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات حيوية عدة.

حشد الدعم: وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" فإن زيارة الحريري لابو ظبي تشكل مقدمة لسلسلة زيارات سيقوم بها الى عواصم خليجية أبرزها الرياض، وغربية، من برلين الى باريس وصولا ربما الى موسكو، في قابل الايام، سيحاول من خلالها حشد دعم دولي، مالي واستثماري، لبيروت، لمساعدتها على تخطي الفترة الصعبة التي تمر بها راهنا، في انتظار اقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستورية، وانطلاق عجلة الاصلاحات المنتظرة، والبدء بجني ثمارها.

صفير: في غضون ذلك، وفيما بدا ان تعميم "المركزي" لم ينزع فتيل أزمة شح الدولار، أوضح رئيس مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان الدكتور سليم صفير لـ"المركزية "ان الازمة النقدية مصطنعة مع استمرار خوف المواطنين وتخزينهم الدولار. واكد صفير ان الصيغة التي اوجدها مصرف لبنان كفيلة بعودة الامور الى طبيعتها وبالتالي ما على المستوردين الا الاتفاق مع مصارفهم بعد ان امن لهم الحاكم رياض سلامة الصيغة للاستيراد بالدولار والبيع بالليرة اللبنانية، لكنه استغرب عدم اعتماد هؤلاء المستوردين التخزين الاستراتيجي والاحتياط لاي ازمة قد تطرأ. واعتبر صفير ان المسؤولية تتطلب تضافر جميع الجهود من المسؤولين انفسهم وحتى المواطن الذي يجب الا يصدق الشائعات ويثق بعملته ووطنه خاصة وأن هناك نية للمعالجة في الاسراع في اقرار مشروع موازنة ٢٠٢٠ في موعدها الدستوري وان يتم اقرار الاصلاحات اللازمة بالتزامن مع تطبيق المشاريع المقررة في مؤتمر سيدر وخطة ماكنزي.

موازنة مع اصلاحات؟: وليس بعيدا، وبعد عودة رئيس الحكومة من الامارات، ستعاود اللجنة الوزارية المكلفة درس الاصلاحات اجتماعاتها بوتيرة مكثّفة، تماما كما مجلس الوزراء الذي سيعكف على إنهاء بحثه مشروع الموازنة تمهيدا لاحالته الى مجلس النواب. اما السؤال الذي يفرض نفسه، فهو هل ستُرسل الى البرلمان بمعزل عن الاصلاحات؟ خاصة وان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، يبديان تشددا في ضرورة احالتهما في شكل متلازم. وفي السياق، أكد عضو "الجمهورية القوية" فادي سعد لـ"المركزية" "أننا لا نريد موازنة دفترية رقمية على غرار موازنة 2019، من هنا نحن مصرون على مناقشة الإصلاحات قبل إقرار الموازنة أو بالتوازي معها". من جانبه، تفقد وزير الدفاع الياس بوصعب اليوم الحدود الشمالية في جولة أظهرت مجددا مدى اصرار التيار على محاربة التهريب عبر المعابر غير الشرعية بالتوازي مع ذلك الذي يحصل عبر المعابر الشرعية.

تعليق الاضراب: في انتظار جلاء الصورة على ضفة الموازنة - الاصلاحات، يبدو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دخل اليوم على خط تهدئة الغضبة النقابية. فقد أعلنت نقابة الصرافين في لبنان تعليق الاضراب الذي كان مقررا الاثنين بعدما تلقت اتصالا من المدير العام لرئاسة الجمهورية لعقد اجتماع بين النقابة والرئيس عون الثلثاء.

لجنة الاتصالات: من جهة ثانية، وعلى خط المتابعة القضائية لملف الاتصالات، جدد الوزير جمال الجراح اليوم التأكيد ان دعوة المدعي المالي لنا غير قانونية والامور تدار بكيدية. أما رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسين الحاج حسن فأوضح في بيان ان وزير الاتصالات محمد شقير اتصل صبيحة هذا اليوم ليعلم رئيس اللجنة أنه مسافر اليوم مع رئيس الحكومة في رحلة عمل الى الخارج، وبالتالي سوف يضطر الى التغيب يوم الاثنين عن جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية التي كانت مقررة سابقا لاستكمال البحث في ملف شركة تاتش. وأعلن رئيس اللجنة تأجيل الاجتماع الى 14 الجاري بجدول الأعمال ذاته.

بعد 20 عاما: على صعيد آخر، وبعد 20 عاما من التحقيقات والمحاكمات، أصدرت هيئة المجلس العدلي برئاسة القاضي جان فهد بإسم الشعب اللبناني مساء امس، حكمها في جريمة اغتيال القضاة الاربعة على قوس محكمة الجنايات في صيدا، فأنزل عقوبة الإعدام بحق أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بأبو محجن وخمسة من رفاقه ومحاكمتهم غيابيا لتواريهم عن الأنظار في مخيم عين الحلوة. وبرأت الموقوف الوحيد في الجريمة الفلسطيني وسام حسين طحيبش لعدم كفاية الدليل وإطلاق سراحه فورا ما لم يكن محكوما بجرم آخر. وتعليقا، إعتبر رئيس الجمهورية ان بإصدار المجلس العدلي أحكامه تكون العدالة تحققت وإن اتت متأخرة. وقال "إن هذه الجريمة التي هزت لبنان بأسره والجسم القضائي وذهب ضحيتها اربعة من خيرة رجال العدالة في لبنان، كان يفترض ان يدان مرتكبوها قبل امس، وهذا ما يفرض علينا العمل على ادخال تعديلات على قانون اصول المحاكمات الجزائية لتسهيل مسار الدعاوى كي لا يتأخر صدور الاحكام فيها". من جهته، غرّد الرئيس الحريري "العدالة تتحقق ولو بعد حين".

عملية تركية: اقليميا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان تركيا ستنفذ عملية عسكرية جوية وبرية شرقي الفرات في سوريا. وقال "أجرينا ترتيباتنا. أعددنا خططنا للعملية وأعطينا التعليمات الضرورية. تركيا ستنفذ عمليات جوية وبرية قد تبدأ اليوم أو غدا. في المقابل، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أنها ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم تركي غير مبرر.

العراق: عراقيا، قتل نحو مئة شخص معظمهم من المتظاهرين وجرح حوالى 4 آلاف آخرين منذ بدء الاحتجاجات في العراق الثلثاء، حسب آخر محصلة أعلنتها مفوضية حقوق الإنسان الحكومية. وذكرت مصادر طبية ان معظم المتظاهرين قتلوا بالرصاص، مشيرة إلى أن 6 من رجال الشرطة قتلوا في التظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد وعدة مناطق في جنوب البلاد ذي الغالبية الشيعية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o