Oct 01, 2019 3:15 PM
خاص

على وقع إفراج الحوثي عن مئات الاسرى ومواقف بن سلمان المرنة..غريفيث في صنعاء
رهان أممي على ان تشــكل الليونة مدخــلا لإحيــاء "ســتوكهولم" والتســوية

المركزية- وصل مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اليوم، الى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة انصار الله الحوثية. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء، إن غريفيث وصل وكان في استقباله مسؤولون لدى الجماعة ومن المقرر أن يلتقي بزعيم الحوثيين ومسؤولين آخرين لاستعراض مستجدات الوضع اليمني، حيث افيد انه "سيبحث مع الجماعة ردها بشأن مقترح أممي معدل حول المرحلة الأولى لإعادة الانتشار من مدينة وموانئ الحديدة غرب اليمن".

هذه الزيارة تأتي غداة ترحيب غريفيث بالإفراج عن 290 من السجناء والمعتقلين من بينهم 3 سعوديين، من جانب واحد (جماعة انصار الله الحوثية)، في صنعاء، حيث قال عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى التابع للحوثيين، إن تنفيذ مبادرة اطلاق الأسرى، يأتي نتيجة للتأخر الكبير في تنفيذ اتفاق السويد.

ويبدو، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان ثمة رهانا أمميا على ان تتمكن هذه المستجدات "الايجابية" من دفع المساعي الدولية لايجاد تسوية للنزاع اليمني، قدما، بعد ان تعثّرت بقوة في الاسابيع الماضية، تحت وطأة تصعيد الحوثيين عملياتهم العسكرية ضد الاراضي السعودية.

والحال ان الافراج "الحوثي" عن معتقلين، رافقته مواقف "تهدوية" من كل من الحوثي والمملكة، في آن، في الساعات الماضية. فقد قالت جماعة الحوثي اليوم إن تفاؤل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوقف الحرب في اليمن أمر إيجابي، مشيرة في الوقت عينه إلى أن كان من المفترض أن يكون هذا الموقف حاضرا قبل اعلان "العدوان" على اليمن. وقال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة في تصريح نشرته وكالة سبأ في نسختها التابعة للحوثيين أمس، ان "تحويل المناقشة إلى تفاوض، يحتاج إلى جديتهم (السعوديون) والتعامل بواقعية بعيدا من أي إملاءات". واعتبر أن عدم الجدية والاستماع للإملاءات لن يجدي، بل يصنع العوائق في طريق إيقاف العدوان والوصول إلى السلام الدائم.

وكان بن سلمان أكد "اننا نفتح جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن، ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل غد". وطالب في حوار مع برنامج 60 دقيقة الذي بثته شبكة "سي بي أس" الإخبارية الأميركية، فجر الاثنين، بأن توقف إيران دعمها للحوثيين. وأعرب عن أمله في أن يؤدي وقف إطلاق النار على السعودية، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن. وعما إذا كان مستعدا للتفاوض على إنهاء الحرب في اليمن، قال "نحن نقوم بذلك كل يوم، لكن نحاول أن يؤدي هذا النقاش إلى تطبيق فعلي على الأرض. وإعلان الحوثيين قبل بضعة أيام عن وقف إطلاق النار من جانبهم، نعتبره خطوة إيجابية للدفع للأمام نحو حوار سياسي أكثر جدية ونشاطا". وعن سبب تفاؤله الآن بأن وقف إطلاق النار قد يستمر وقد يؤدي إلى إنهاء الحرب، قال إنه "كقائد، يجب أن أكون متفائلاً كل يوم. إذا كنت متشائما، يجب أن أترك منصبي وأعمل في مكان آخر".

وتشير المصادر الى ان في رأي غريفيث، هذه الليونة المستجدة قد تشكّل منطلقا لاعادة احياء التفاهمات التي تم التوصل اليها في الاشهر الماضية بين طرفي الازمة اليمنية، وأبرزها الاتفاق الذي أبرم في العاصمة السويدية ستوكهولم في كانون أول الماضي، بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وتضمّن وقف إطلاق النار وحل الوضع في الحديدة إضافة إلى تبادل المعتقلين والأسرى، غير أنه لم يتم حتى اليوم إحراز تقدم ملموس على الأرض وسط اتهامات متبادلة بشأن عرقلة تنفيذ الاتفاق... فهل يصيب رهانه؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o