Sep 24, 2019 4:40 PM
تحليل سياسي

حزب الله يتفهم موقف باسيل كوزير خارجية: لا يفسد في الودّ قضية
تشريع "متوتر" يُغضب الحريري..والتقاء على "الانماء" يعبر الاصطفافات
عون – ماكرون: توافق على تفعيل سيدر وتجديــــد للدعم الفرنسي

المركزية- كان يفترض بجلسة تشريعية، تُعقد بعد طول غياب، أن تبث الحياة في جسد النظام اللبناني المتهالك بفعل مرض ضعف المناعة الذي اصابه اقتصاديا وسياسيا وادخله غرفة العناية الفائقة، فتسرّع مسار الاصلاح وتواكب الحكومة في اولى خطواتها نحو تنفيذ مؤتمر سيدر الذي يسهّر عليه "الاطباء" الدوليون. لكن يبدو جلياً أن الأمراض التي تنهش هذا الجسد باتت شبه عصية على العلاج، و"بكتيريا" الخلافات التكتية تتفاقم الى درجة دفعت برئيس الحكومة سعد الحريري الى مغادرة القاعة العامة للمجلس النيابي ممتعضا من وزراء في حكومته ونواب متنيين اثر سجال على خلفية عدم استكمال مشاريع انمائية في القضاء، لعدم توافر المال اللازم للغاية، وهو العائد من باريس حيث سمع عتباً ازاء عدم الجدية في المسار الاصلاحي ووقف مزاريب الهدر ونصحاً بالاستعانة بوزير المال الفرنسي واهم الخبراء في الشأن في باريس اذا ما عجز المسؤولون اللبنانيون عن معالجة "المرض العضال"، والمستمع الى النصح الاميركي الذي حمله مساعد وزيرالخزانة الأميركيةلشؤون مكافحةتمويل الإرهاب​ ​مارشال بيلينغسلي، بوجوب تحصين الساحة اللبنانية اقتصاديا وماليا وسياسيا في وجه ممارسات حزب الله والعودة بالبلاد الى مربع "النأي بالنفس" الذي ضربه الحزب.

بري- بيلينغسلي: مواقف بيلينغسلي التي رفض حزب الله التعليق عليها واكتفت مصادره بالقول لـ"المركزية" لا تعليق، تناولها رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان لمكتبه الإعلامي أشار فيه الى أن "خلال لقائه مساعد وزير الخزانة الأميركي سمع الموفد الأميركي أفكارا حول الإجراءات التي اتخذتها ادارته تجاه لبنان". وقال الرئيس بري: "نحن بدورنا قلنا ما يجب أن يقال واسمعناه ما يجب أن ينقله الى ادارته، انسجاما مع ما تمليه مصلحتنا الوطنية العليا تجاه لبنان ومؤسساته وانسانه وثوابته التي لا نساوم عليها".

عون – ماكرون: وبعيدا من توترات الداخل وتعقيداته، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نيويورك  في الرابعة بتوقيت بيروت في الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية للامم المتحدة بدورتها الرابعة والسبعين، واتفق والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا، والالتزام في توطيد العلاقات اللبنانية- الفرنسية.  وخلال الاجتماع الذي عقد بينهما السادسة مساء أمس بتوقيت نيويورك (الاولى بعيد منتصف الليل بتوقيت بيروت)، اكد الرئيس عون "ان لبنان ماضٍ في الاصلاحات البنيوية لاعتبارات وطنية غير مرتبطة بأي اتفاق آخر، لأن أحد عناوين عهده الاصلاحات في النظامين المالي والاقتصادي"، فيما جدد الرئيس ماكرون إلتزام بلاده دعم لبنان في المجالات كافة، واعداً بتلبية دعوة الرئيس عون للقيام بزيارة دولة الى لبنان خلال العام 2020 لمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

لقاء جيد: ووصفت مصادر الوفد اللبناني اللقاء الذي تم بين الرئيس عون والرئيس ماكرون بأنه كان جيداً وتناول المواضيع التي تهمّ البلدين. وتركزت المحادثات اللبنانية-الفرنسية على محاور عدة ابرزها ضرورة تفعيل مؤتمر "سيدر" حيث اطلع الرئيس ماكرون الرئيس عون على نتائج لقائه مع رئيس الحكومة سعد الحريري والنقاط التي اثيرت حول الاصلاحات البنيوية المفترض أن يتخذها لبنان في الاشهر المقبلة، لاسيما وأن الحريري كان أعرب عن أمله في ان تقر معظم الاصلاحات قبل نهاية السنة الجارية. وشدد الرئيس عون على اهمية هذه الاصلاحات لاعتبارات وطنية غير مرتبطة بأي اتفاق آخر، لأن أحد عناوين عهده الاصلاحات في النظامين المالي والاقتصادي وهو ماض في هذه الخطوة  من خلال مجالات عدة. وتطرق البحث ايضاً بين الرئيسين عون وماكرون الى قضية النازحين السوريين في لبنان والعوائق التي تحول دون عودتهم الى بلادهم، فعرض الرئيس عون للتداعيات السلبية لهذا النزوح على مختلف قطاعات الدولة، لافتاً الى أن نحو 360 ألف سوري عادوا حتى الآن طوعاً من لبنان الى سوريا ولم ترد أية تقارير دولية تشير الى تعرضهم لأي حادث امني، علماً أن هذه العودة المحدودة غير كافية لحل مسألة النزوح السوري الكثيف. وأعرب الرئيس ماكرون عن تفهم بلاده للموقف اللبناني وللأضرار التي مُني بها الاقتصاد اللبناني، معرباً عن أمله في أن يحصل تقدم على صعيد حل الازمة السورية سياسياً من خلال تشكيل اللجنة الدستورية التي تم التوافق عليها وهي عامل مهم، علماً ان اسباب عدم العودة قد لا تكون فقط اقتصادية بل سياسية وأمنية.

باسيل والعقوبات: من جانبه، وردا على سؤال عن العقوبات الاميركية على "حزب الله"، أجاب وزير الخارجية جبران باسيل من جامعة هارفادر في نيويورك التي استضافته: "الوضع صعب لكن حزب الله جزء من الحكومة ومن شعبنا، حتى ولو ازعج ذلك الادارة الاميركية. نحن نحترم حقنا في الدفاع عن النفس بوجه الاعتداءات الاسرائيلية. والطريقة الفضلى هي اقناع اسرائيل بوقف اعتداءاتها. لا يمكن ان نقبل ان يوصف ثلث سكان لبنان بانهم ارهابيون". وذكر بأن "لا عداوات ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة. واجبي ان احفظ شعبي ووحدة وطني. دفعنا ثمنا غاليا في الحرب وعن غير وجه حق احيانا. لن نسمح بعودة الحرب الاهلية. نحن لسنا خارج الشرعية الدولية، والامم المتحدة دورها حماية الدول الصغيرة لا ان تحمي الاقوياء. ارضنا محتلة وحقنا ان ندافع عن انفسنا". وردا على سؤال، قال: "اعتقد ان لا حرب في المنطقة. منذ الـ2006 نحافظ على الاستقرار، ونجحنا كذلك في طرد الارهاب الناجم عن الحرب في سوريا. آمل أن تغير اسرائيل عقليتها. مع نتنياهو كان الامر مستحيلا. موقفها سبب الاضطرابات لها ولنا. حتى لو هاجمونا فانهم سيكتشفون انهم فقدوا القدرة على التفوق".

الحزب وكلام باسيل: وليس بعيدا، وتعليقا على قول الوزير باسيل في مقابلة متلفزة "نحن كحكومة لا نوافق على كلام نصرالله عن ايران ونحن واضحون ويعرف ذلك. لا نريد لبنان على اي محور لا الايراني ولا غيره ونحن في الخارجية نطبّق مبدأ "النأي بالنفس"، اعتبرت مصادر حزب الله ان ما جاء على لسان وزير الخارجية من واشنطن لا يستحق التوقّف عنده لتعكير صفو العلاقة الجيّدة جداً التي تربط الحزب بباسيل، فبرأيها "ان ما قاله امر طبيعي يأتي في سياق مهمته كوزير خارجية يُمثّل سياسة لبنان في الخارج، ومن الطبيعي ان يكون جوابه بهذا الشكل على اسئلة محددة". وحرصت مصادر الحزب عبر "المركزية" على التأكيد "بان ما قاله باسيل لا يُفسد في الود قضية، ففي النهاية مواقفه لا يُمكن الا ان تنسجم مع موقعه كوزير للخارجية، ومن حقّه قول ما يشاء انطلاقاً من كَونه يُمثّل الدولة اللبنانية. قد نختلف في بعض وجهات النظر، فكل منّا لديه مواقفه الخاصة الا ان علاقتنا جيّدة ومستمرة".

جلسة متوترة: في اليوميات، لم تمر الجلسة التشريعية التي عقدت في ساحة النجمة اليوم من ضمن العقد الاستثنائي الممتد من 1-6 -2019 حتى 21-10-2019، بهدوء. بل اتمست بتوتّر عابر للاصطفافات السياسية، على خلفيات "مناطقية" كي لا نقول "مذهبية". فقد انسحب الرئيس سعد الحريري من الجلسة غاضبا بعد ان طالب نواب المتن باقرار مشاريع لمنطقتهم رافضين إرجاءها، خاصة بعد ان تم اقرار البند السادس المتعلق بانشاء سد في الضنية مع اعطاء مهلة شهر لوزارة العدل لانشاء لجنة تحقيق في هذا الموضوع. وفي وقت اخترقت قضايا الساعة، من خطف المواطن جوزيف حنوش الى انقطاع الدولار من الاسواق الى قرار المحكمة الدولية الاخير، مداخلات النواب في الاوراق الواردة من قبلهم، أتت أبرز مقررات الجلسة على الشكل التالي: اقرار مشروع القانون المتعلق بتصفية المعاش التقاعدي لأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية الخاضعين لشرعة التقاعد. إسقاط صفة العجلة عن اقتراح قانون وزير الخارجية جبران باسيل لوقف تثبيت الناجحين بمباريات مجلس الخدمة المدنية ورده إلى اللجان - وقد لفت في السياق اعتراض نواب من حزب الله على اقتراح باسيل. كما أحيل اقتراح قانون النائب جورج عدوان الرامي الى تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى على لجنة الإدارة والعدل، في حين سقط اقتراح تعديل قانون الإيجارات.

المحكمة وعياش: على صعيد آخر، قررت رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا في قرار أصدرته اللجوء إلى طريقة بديلة، بما فيها الإعلان العام، لتبليغ قرار الاتهام الصادر في حق السيد سليم جميل عياش في ما يتعلق بالاعتداءات على السادة مروان حمادة، جورج حاوي، والياس المر (المدعي العام ضد سليم جميل عياش، القضية رقم STL-18-10). ويأتي هذا القرار عقب استنتاج رئيسة المحكمة بأن السلطات اللبنانية قامت بمحاولات معقولة لتبليغ المتهم في هذه القضية تبليغًا شخصيًّا، وأن هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o