Sep 20, 2019 2:58 PM
خاص

هل يوقد نفط "ارامكو" حــرباً شاملة؟
استنساخ تجربة لبنان بالرد المحدود الاكثر ترجيحاً

المركزية- على خطورة الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي استهدف احد اكبر مجمّعات مصافي النفط في العالم وثالث اكبر حقل نفطي في السعودية، الذي يُشكّل اعتداء ليس فقط على السيادة السعودية إنما على امن إمدادات الطاقة العالمية، فإن اسهم نشوب حرب شاملة لا تزال ضئيلة اذا لم تكن معدومة لاعتبارات عدّة ترجمها الطرفان الاميركي السعودي من جهة والايراني من جهة اخرى بإعلانهما عدم الرغبة بالحرب.

غير ان هذه الرغبة المشتركة بعدم إشعال المنطقة بنفط "ارامكو" لا تعني ان استهداف رئة النفط العالمي سيمرّ من دون عقاب للجمهورية الاسلامية التي اعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبيل زيارته جدة موفداً من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبحث في التطور الخطير، ان هناك ادلّة تؤكد وقوف إيران وراء الاعتداء على السعودية الذي هو "عمل حربي"، قبل ان تحسم السعودية على لسان المتحدّث بإسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي "بأن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجمات التي استهدفت منشآتها النفطية، هي إيرانية "حسبما أسفرت عنه التحقيقات الأولية".

واكدت اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" "ان ادارة ترامب لا تريد الحرب كذلك ايران، الا انها في الوقت نفسه تدرس كيفية الرد مع الحلفاء الغربيين ومع الدول الخليجية والعربية، لان عدم الرد يعني اطلاق يد ايران في المنطقة لتكون ضابط ايقاعها فتفعل ما تريد من دون حسيب او رقيب".

هذا الردّ الذي ستُحدد الدول المناوئة لسياسات ايران توقيته وشكله، تُرجّح الاوساط، ان يكون مضبوطاً ومدروساً ينسجم مع رغبة اطراف الازمة بعد الانجرار الى حرب شاملة يعلمون كيف تبدأ لكن نهايتها في علم الغيب.

فالولايات المتحدة التي تسعى الان لجمع تفاصيل الاعتداء لتكون لديها صورة واضحة تنطلق منها في عملية الرد بعد ان تدرس الخطوة بشكل جيد مع حلفائها، اشارت الاوساط الدبلوماسية الى سيناريوهات عدة يتم التداول بها في اروقة الدول للردّ على اعتداء "ارامكو"، منها اللجوء الى عمل امني ضخم داخل ايران كإستخدام منشآتها النفطية بطائرات مسيّرة او صواريخ وتكليف جهات محددة (داخل ايران او في الدول المجاورة لها) للقيام بها تماماً كما فعلت ايران عندما كلّفت الحوثيين القيام بالمهمة".

اما السيناريو الثاني تُضيف الاوساط "تشديد الادارة الاميركية اجراءاتها الاقتصادية ضد طهران بمضاعفة العقوبات لتطال قطاعات حيوية "توجع" اكثر الاقتصادي الايراني".

على اي حال، وبإنتظار التطورات المتسارعة على هذا الخط، اعتبرت الاوساط "ان الثابت في هذا المجال ان لا حرب في المنطقة وان ادارة ترامب لا ترغب بتحريك جيوشها واساطيلها لشنّ حرب ستطول وستكون فاتورتها مُكلفة جداً عليها اولاً، بل "ستستنسخ" تجربة جبهة جنوب لبنان التي اشتعلت بشكل "محدود" اثر الخرق الامني الاسرائيلي للضاحية الجنوبية وردّ حزب الله بإستهداف آلية عسكرية اسرائيلية في منطقة افيفيم من دون سقوط قتلى وردّ اسرائيل على ردّ حزب الله بقصف خراج بلدة مارون الراس لتنتهي لعبة الردّ والردّ المقابل بمعادلة (1-1) من  دون اي تدهور واسع للاوضاع وتحت سقف قواعد الاشتباك التي رسمها القرار 1701".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o