Sep 20, 2019 1:48 PM
خاص

بين "العميل" الفاخوري و"الغرباء"... الجدل البيزنطي عود على بدء؟

المركزية- "إن توقيف العميل عامر الفاخوري سياسي وليس قانونيا. والقانون اللبناني يتيح له العودة إلى الوطن لأن التهم الموجهة إليه سقطت بفعل مرور الزمن". موقف أطلقه عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود قبل يومين في حديث صحافي. قد يكون هذا الكلام مجرد تعبير عن رأي شخصي لا يلزم التيار الوطني الحر. لكن الأهم يكمن في التوقيت الذي قد يكون نائب منطقة جزين اختاره بكثير من العناية ليخرج فيه على الناس بهذا الموقف.

ذلك أن أسود خرج عن صمته التويتري المعتاد، والذي نادرا ما كسره إلا لإطلاق المواقف المصنفة "قويةـ، ليذهب بعيدا في مقاربة معضلة العودة المباغتة للفاخوري إلى لبنان. وفي السياق، تلفت مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" إلى أن "هذا الموقف من جانب أسود خرق المشهد السياسي في وقت يبدو التيار الوطني الحر حريصا على تأكيد ما يسميه الدائرون في فلك وزير الخارجية جبران باسيل، "الموقف المعروف للتيار من هذا الملف"، والذي يفيد بأن كل عميل ثبتت مشاركته في جرائم ضد دماء اللبنانيين يجب أن يساق أمام أقواس المحاكم"، مذكرة بأن وزير الدفاع الياس بو صعب (المحسوب هو الآخر على التيار العوني)  تناول الموضوع أيضا في مؤتمره الصحافي الأخير، حيث أكد أن "كل من كان له دور فاعل في ارتكاب الجرائم ضد اللبنانيين والمقاومين يجب أن يحاكم".

وأشارت المصادر إلى أن هذا كله يأتي في وقت لا يزال التيار الوطني الحر يحمل لواء معركة عودة المبعدين قسرا إلى اسرائيل، فيما لا يمضي الحليف التقليدي لميرنا الشالوحي، حزب الله في انتهاج سياسة الصمت عن ملفين حساسين بحجم العمالة لاسرائيل وعودة المبعدين.

وفيما من المتوقع أن يكسر الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله جدار الصمت الثقيل هذا، في إطلالته عصر اليوم، تشير المصادر نفسها إلى أن "تركيز النائب زياد أسود على كونه عبَرَ عن رأيه في ملف الفاخوري بصفته محاميا لا نائبا، يعد محاولة للرد على الكلام الكثير عن اختلاف في وجهات النظر بين التيار والحزب في هذا الشأن، خصوصا أن البند السادس من ورقة تفاهم مار مخايل تناول قضية اسرائيل، وضرورة عودة المبعدين إليها قسرا.

على أي حال، تنبه المصادر إلى أن أمام الجدل الذي أثاره كلامه، لجأ أسود إلى "تويتر" لتصويب البوصلة في ما يتعلق بمفهوم العمالة من وجهة النظر القانونية. غير أنه طالب بمحاكمة جميع الذين تعاملوا مع "الغريب" ضد لبنان أو على أرضه، معتبرة أن في ذلك موقفا لا يقل أهمية عن ذاك المتعلق بالعميل الفاخوري، لكونه يعيد إحياء السجال القديم- الجديد الذي لطالما انقسم اللبنانيون في شأنه، لا سيما لجهة تحديد مفهوم "العدو" و"المحتل"، علما أن حلفاء التيار الذي يدور أسود شخصيا في فلكه يعتبرون من أصحاب الموقف الواضح في هذا الشأن، وهم يواجهون به خصومهم المصنفين "سياديين"، بدليل أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أقام في المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيرا مقارنة بين أعمال الفاخوري في معتقل الخيام والجرائم التي ارتكبها النظام السوري في لبنان، ما يعني أن الجدل قد لا ينتهي في أقرب الآجال... 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o