Sep 19, 2019 2:15 PM
خاص

الدعم السعودي المرتقب باكورة مساعدات دولية للبنان لتعزيز استقراره المالي؟
قرار المملكة جزء من معركتها ضد التمدد الايراني: الانقطاع عن بيروت لا ينفع!

المركزية- منذ اعلان وزير المال السعودي محمد الجدعان أمس أن المملكة تجري محادثات مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي، قائلا "نضع أموالنا والتزامنا في لبنان، وسنواصل دعم لبنان ونعمل مع حكومته"، اجتاحت الساحةَ الداخلية تكهناتٌ بالجملة حول ماهية الدعم المرتقب، ترافقت مع تحليلات وتفسيرات كثيرة لأبعاد الموقف السعودي سياسيا واستراتيجيا في هذا التوقيت اللبناني والاقليمي في آن. وما زاد حركة "التساؤلات" هذه، نشاطا، توجُّه رئيس الحكومة سعد الحريري بعد كلام الجدعان بساعات، الى الرياض، عقب استقباله في السراي، السفيرَ السعودي وليد البخاري.  

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن الخطوة السعودية الموعودة، تأتي من ضمن سلّة مساعدات "سريعة" سيتلقاها لبنان تباعا، من عواصم عربية وغربية عدة، في الاسابيع القليلة المقبلة، أهمّها على شكل "ودائع" ستوضع في مصرفه المركزي، بما ينعش اقتصاده ووضعه النقدي الدقيق حاليا، لمساعدته على تخطي الفترة الصعبة التي يمر بها، الى ان يكون أقلع فعليا في مساره الاصلاحي المرتجى وبلغته مساعداتُ مؤتمر "سيدر". ووفق المصادر، فإن "الرعاية" المرتقبة، هي في الواقع نتاج جهود ومساع حثيثة اضطلع بها أصدقاء لبنان في العالم وأوّلهم فرنسا "الام الحنون" التي أجرت في الاسابيع الماضية، اتصالات بعيدا من الاضواء مع عدد من الدول الكبرى، محذرة اياها من ان عدم المسارعة الى مدّ بيروت بجرعة "أوكسيجين" مالي، قد يدفعها الى السقوط في المحظور قريبا، الامر الذي لا يناسب أيا من القوى الاقليمية والدولية، لاعتبارات تتعلق بالنزوح وبالتسويات المنتظرة وبالتوازنات الاقليمية... ويبدو ان باكورة المتجاوبين مع نداء "نجدة" لبنان، كانت المملكة، وقد تلحق بها قريبا الامارات العربية المتحدة وقطر علما ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يلتقي اميرها اليوم في باريس...

سياسيا، تشير المصادر الى ان موقف الرياض يرتدي أهمية استثنائية. فأن تقرر المملكة - وهي في قلب مواجهة "شرسة" مع خصمها الاقليمي ايران وأذرعها العسكرية وأبرزهم الحوثيون الذين استهدفوا اراضيها منذ اقل من أسبوع- دعمَ لبنان ماليا، ليس حدثا "عاديا".

والحال انه، وفي وقت يرفع حزب الله، السقفَ في الداخل عاليا، ويعلن ان بيروت لن تكون على الحياد في اي اعتداء تتعرض له الجمهورية الاسلامية، محاولا بذلك القول للعالم ان لبنان في الخندق الايراني اقليميا، يبدو الرياض قررت "التشمير عن زنودها" والعمل على التصدي لتمدد ايران اقليميا بالوسائل المتاحة كلّها.

وهي يبدو أدركت ان سياسة الانقطاع عن لبنان والتفرّج عليه من بعد، لن تنفع، بل ستسقطه أكثر فأكثر في حضن ايران، خاصة وأن طهران تمدّ حلفاءها في بيروت علنا وفي شكل دوري بالمال والسلاح، فيما خصومهم عزّل. وتاليا، فإن وقف هذا المدّ ولجمه، يكون بدعم استقرار لبنان وتقوية مؤسساته الشرعية كلّها بدءا من المصرف المركزي وصولا الى الجيش والقوى الامنية. ومن هنا، تضيف المصادر، من غير المستبعد ان يستكمل ماكرون جهوده على خط إحياء الهبة السعودية (3 مليارات) التي كانت مخصصة لصالح الجيش اللبناني وترسانته.

أخيرا، تقول المصادر ان مساعي "إنقاذ لبنان" من الأسوأ اقتصاديا وماليا "واستراتيجيا"، تسابق أوضاعا ملتهبة في المنطقة حيث تقرع طبول الحرب بقوة بين السعودية والولايات المتحدة من جهة وايران ومتفرعاتها العسكرية من جهة ثانية. فهل تنجح هذه "الطحشة" الايجابية المتجددة نحو لبنان، في اعادة التوازن المختل الى ساحته، بما يبقيه في منأى عن عاصفة الاقليم وشظاياها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o