Sep 17, 2019 3:14 PM
خاص

قمة أنقرة لا تردم الهوة بين تركيا وروسيا حول الشمال السوري
بعد التباعد..احتمالات اشتداد التصعيد العسكري النظامي تتعزز؟

المركزية- أكد البيان الختامي للقمة التركية – الروسية - الإيرانية التي عقدت في أنقرة أمس، أن لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في شمال شرق سوريا إلا على أساس احترام السيادة والسلامة الإقليمية للبلد، مشيرًا إلى ضرورة تنسيق الجهود في هذا الصدد. وأوضح، أن "تم رفض أي مبادرة لخلق واقع جديد في الميدان تحت ستار مكافحة الإرهاب، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة في سوريا".

وأضاف، تم التأكيد على ضرورة التصدي للأجندات الانفصالية التي تهدف لإضعاف سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وتهدد الأمن القومي لدول الجوار". ووفق البيان، بحث الزعماء بدقة الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب، وأكدوا تصميمهم على ضمان التهدئة على الأرض من خلال تنفيذ جميع عناصر اتفاقيات إدلب، لا سيما مذكرة 17 أيلول 2018 (اتفاق سوتشي لتثبيت خفض التصعيد). من جهة أخرى، أعرب البيان عن رضا القادة عن انتهاء عملية تشكيل اللجنة الدستورية بنجاح، مؤكدا دعمهم للجهود التي يبذلها الممثل الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن.

القمة التي كان هدفها الاول ايجاد أرضية تفاهم بين تركيا من جهة وكل من روسيا وايران من جهة أخرى، حول الوضع في شمال سوريا- حيث تتفاوت نظرتا الفريقين في مقاربة الوضع فيه، فتطالب أنقرة بحل على "البارد" تتولى فيه إخراج الفصائل المتشددة من المنطقة وتفرض سيطرتها عليها لاحقا، في وقت تستعجل موسكو وطهران ومعهما دمشق، تطهير المنطقة وتستخدمان للغاية الآلة العسكرية- يبدو لم تحقق غاياتها تماما.

فوفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، دلّت مواقف الرؤساء الثلاثة خلال القمة، الى ان الشرخ لا يزال قائما حول واقع الشمال. ففي وقت لم يعر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان موضوع تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل التي تدور في فلكها في سوريا، اهتماما في مداخلته، معتبرا ان "التهديد الوحيد في شمال سوريا يأتي من الجماعات الكردية المسلحة"، توقف عنده نظيره الروسي فلاديمير بوتين مطولا. فقال "بالطبع نحن قلقون من الوضع في شمال شرق سوريا حيث تظهر خلايا نائمة تتبع داعش".

لكن "الارهاب" ليس وحده ما باعد بين رعاة منصة "أستانة" للحل السوري. فهمّ النزوح بدا يقضّ مضاجع اردوغان بنسبة كبيرة في حين لا يحتل الاهمية نفسها في حسابات روحاني وبوتين. وفي السياق، ركز أردوغان على "المنطقة الآمنة" المخطط لها مع روسيا وإيران في شمال سوريا، والتي قال إنها يمكن ان تستضيف ما يصل إلى 3 ملايين لاجئ يعيشون حاليا في تركيا إذا تم توسيعها من الحدود التركية إلى دير الزور والرقة.

الا ان هذا الموضوع لم يعلق عليه لا بوتين ولا روحاني، وقد غاب ايضا عن البيان المشترك الختامي للقمة الثلاثية.

فهل ستفتح الهوّة التي لم تردمها قمة أنقرة، الباب امام تصعيد عسكري اضافي في قابل الايام في منطقة شمال سوريا؟ هذا الاحتمال قوي، تجيب المصادر، وسط اصرار ايران ودمشق على المواجهة نظرا الى تفوّقهما العسكري، وهم سيسعون للتقدّم مجدداً في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وصولاً إلى مدينتي معرة النعمان وسراقب، المحطتين الهامتين على الطرق الدولية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o