Sep 17, 2019 2:52 PM
خاص

اسـتهداف "ارامكو" تأجيج النيران الاقليمية ام ضغط لانهاء ازمة اليـمن؟
مشاورات حول طبيعة الرد تتراوح بين ضربة مماثلة ومضاعفة العقوبات

المركزية- ثلاثة ايام مضت على الهجوم الحوثي الذي استهدف رئة النفط العالمية "ارامكو"، اكبر معمل لتكرير النفط الخام في العالم، في بقيق وخريص في المملكة العربية السعودية، متسبباً بأضرار جسيمة اظهرتها صور التقطتها الاقمار الصناعية، نشرتها واشنطن، وادت الى ارتفاع حاد في أسعار النفط عالميا بفعل تعطل نصف انتاج الخام السعودي، من دون اي رد من المحور المقابل حتى الساعة.

وفيما تبين استنادا الى رأي الخبراء ان سبب عدم اعتراض "الباتريوت" الطائرات المسيّرة هو ان هذه الصواريخ غير مصممة لاعتراض "المسيّرات" ولا الصواريخ العابرة نسبة لتحليقها على علو منخفض بل لاعتراض الصواريخ الباليستية والقاذفات التي تحلق على ارتفاع شاهق، في حين ان المنظومات الاخرى المخصصة للغاية والتي تملكها السعودية لم تكن متوافرة في مكان الهجوم، بل جنوبا وشرقا، فإن دوائر الرصد السياسي صوبت بوصلة اهتمامها على طبيعة الردّ المفترض الذي لم يخرج عن اطار المواقف لا سيما الاميركية بعدما توعد الرئيس دونالد ترامب الايرانيين بالقول "سنرى" .

هذا الانكفاء عن الرد العسكري المباشر ، رفع منسوب " الادرينالين" في الجسم الحوثي الذي انبرى الى اطلاق المزيد من التهديدات محذرا "الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التى نالتها ضرباتنا لانها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف فى اى لحظة"، كما اعلن الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.
اوساط دبلوماسية غربية تقول لـ"المركزية"، ان بمجرد نشر صور لحجم الاضرار التي اصابت منشآت "ارامكو" وتوجيه اصابع الاتهام الى الجمهورية الاسلامية الايرانية يعني ان الضربة لن تمر من دون رد. غير ان هذا الرد دونه حسابات تبدأ من نقطة جوهرية اساسها عدم التثبت من ضلوع ايران في الضربة على رغم استناد الولايات المتحدة إلى صور التقطتها أقمار صناعية وتقارير استخباراتية لاتهامها، حتى ان الرئيس دونالد ترامب لم يعد يوجه اليها اتهاما مباشرا، بل اومأ إلى أن إجراء عسكريا قد يُتخذ حال التأكد من هوية الجهة المعتدية، كما ان مسؤولين اميركيين اعتبروا أن الهجمات انطلقت من شمالي الخليج من إيران أو العراق، فيما تنفي طهران اي ضلوع في الهجمات بل تستثمرها في مجال التسويق لاقتراحها في شأن انهاء الحرب في اليمن والاتجاه نحو المفاوضات.

اذن، وفي غياب القرائن والادلة الحسية، تنقل الاوساط عن مسؤولين سعوديين قولهم ان الرد لا يمكن الا ان يكون بحجم الاعتداء على سلامة الطاقة في العالم، غير انه ينتظر حصيلة مشاورات واتصالات تجري بين المسؤوليين والمعنيين في السعودية والولايات المتحدة وعدد من دول التحالف لدرس التطور الخطير الذي استهدف خمس الانتاج النفطي، خصوصا ان الولايات المتحدة لا تملك حتى الساعة الحقيقة الساطعة حول الجهة المسؤولة عن الاعتداء. وتشير الى ان الاتصالات التي تجريها واشنطن مع الخليج والدول الغربية المشاركة في التحالف تهدف الى تنسيق خطوة الرد ودرسها، لان واشنطن لن لن تقدم بمفردها عليها. اما الخيارات المتداولة فتتراوح، بحسب الاوساط، بين من يطالب بقصف المنشآت الايرانية ومن يقترح منع الوفد الايراني من دخول نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، في حين يفضل البيت الابيض مضاعفة العقوبات نظرا لمفاعيلها البالغة السلبية على ايران في هذه المرحلة والتي تبدو الاكثر تأثيرا عليها.

وما بين الاستهداف النفطي والبحث عن "العقل المدبّر" والرد المتوقع، لا تسقط الاوساط من حساباتها فرضية ان تكون الضربة القاسية محاولة من جانب الجمهورية الاسلامية المنهكة اقتصاديا وماليا بفعل العقوبات الخانقة، لحمل الولايات المتحدة على استعجال انهاء ازمة اليمن التي ترهق طهران وتستنزف طاقاتها وقدراتها ولم يعد في امكانها على الارجح استكمال مسار المواجهة البالغ الكلفية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o