Sep 16, 2019 4:47 PM
اقتصاد

الحريري يرعى إطلاق "موازنة المواطنة والمواطن للعام 2019":
نعمل للنهوض باقتصادنا ومؤسساتنا لاستعادة الثقة بأسس شفافة

المركزية- رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن "الإصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها، وهو مسيرة مستمرة وعملية تتطلب وقتاً وجهداً وتوافقاً سياسياً حولها"، لافتاً إلى "أننا نعمل اليوم للنهوض باقتصادنا ومؤسساتنا لاستعادة الثقة، ثقة المواطن بالدولة، والقطاع الخاص بالدولة، والمجتمع الدولي بلبنان، واستعادة هذه الثقة لا يمكن أن تتم من دون وضع أسس شفافة لعملنا"، موضحاً أن "إطلاع الرأي العام على الموازنة العامة أمر مهم لتعزيز هذه الثقة".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته بعد ظهر اليوم حفل إطلاق "موازنة المواطنة والمواطن للعام 2019 " في "معهد باسل فليحان المالي"، في حضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، ووزير المال علي حسن خليل، وشخصيات.

وخاطب الرئيس الحريري الحضور بالقول: أنا مسرور جداً بوجودي معكم اليوم في "معهد باسل فليحان المالي"، لمناسبة إطلاق موازنة المواطنة والمواطن للعام 2019 للسنة الثانية على التوالي. في خلال السنوات الثلاث الاخيرة خطونا خطوات مهمة في إعادة الانتظام للمالية العامة، من خلال إقرار 3 موازنات على التوالي بعد انقطاع دام 12 عاماً، وكما ان إقرار الموازنة في حدّ ذاته أمر أساسي، إلا أن من المهم أيضاً إقرارها ضمن المهل الدستورية وهذا ما سنقوم به هذا العام، ونحن ملتزمون بإقرار موازنة العام 2020  ضمن المهل الدستورية.

أضاف: أتيت اليوم لأكلمكم بصراحة، وكما تعلمون جميعا فإننا نمرّ بوضع دقيق جداً، ولا نملك  ترف إضاعة الوقت، والكل يدرك أن علينا اتخاذ قرارات صعبة في المرحلة المقبلة كما قال وزير المال علي حسن خليل.

ولأكون صريحاً أكثر معكم، فان كلفة الاصلاح وكلفة القرارات التي يجب اتخاذها  اليوم أقل بكثير من كلفة ادارة الازمة اذا حصلت، وخصوصاً إذا خرجت هذه الأزمة عن السيطرة. اليوم لا يزال أمامنا مجال لمعالجة المشكلات التي نواجهها. التحديات أمامنا واضحة والحلول معروفة، وأكدنا عليها في الرؤية التي طرحناها في مؤتمر "سيدر" وفي البيان الوزاري وفي لقاء بعبدا الأخير. المهم اليوم أن ننتقل لمرحلة التنفيذ وألا نضيّع المزيد من الوقت.

ولفت إلى أن "ورشة الاصلاح التي أمامنا كبيرة ومهمة، وأنا حريص على أن يكون الجميع مشاركاً فيها، من قطاع عام بمختلف اداراته ومؤسساته، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وذلك من خلال حوار اقتصادي واجتماعي جدي وبنَاء. وهذا الحوار يجب أن يكون داخل مؤسسات الدولة بين مختلف الادارات، وبين الدولة والقطاع الخاص، وبين الدولة والمجتمع المدني. ونحن حريصون على هذا الامر، وهنا أوجّه تحية الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي الحاضر دائماً لخلق هذا الحوار الجدي".

وتابع: نحن ايضاً حريصون على حوار دائم مع المجتمع الدولي حول التحديات التي يواجهها لبنان وكيفية الخروج منها، وهذا ما أكدنا عليه في مؤتمر "سيدر" من خلال آلية متابعة شفافة ومتينة.

أضاف: كما تعلمون إن الاصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها، فهو هو مسيرة مستمرة وعملية تتطلب الوقت والجهد. وكي ينجح الاصلاح ويكون مستداماً، علينا ان نؤمّن التوافق السياسي حوله وان تواكبه ادارات  ومؤسسات عامة فعالة منتجة عصرية وحديثة. لذلك إن المطلوب من الادارات والمؤسسات العامة كافة الاستنفار لمواكبة هذه الورشة وكلي ثقة بأن لدينا ما يكفي من قدرات في القطاع العام للنهوض باقتصاد ومؤسسات لبنان.

وقال: نعمل اليوم للنهوض باقتصادنا ومؤسساتنا لاستعادة الثقة، ثقة المواطن بالدولة وثقة القطاع الخاص بالدولة وثقة المجتمع الدولي بلبنان، واستعادة الثقة لا يمكن أن تتم من دون وضع اسس شفافة لعملنا، وما يقوم به "معهد باسل فيحان" من خلال اطلاق موازنة "المواطِنة والمواطن" يصب في هذا الاتجاه. لانه من المهم جداً ان نسلط الضوء على الارقام كما هي وبشكل شفاف، ليعرف المواطن حقيقة الوضع المالي للدولة، وما هي الايرادات التي تحصّلها وكيف تصرف وعلى أي قطاعات. وليعرف المواطن ايضاً لماذا يزداد العجز، ولماذا يرتفع الدين العام، ولماذا علينا اتخاذ الإجراءات التي نتخذها  اليوم.

أضاف: من ناحية ثانية ان إطلاع الرأي العام على الموازنة العامة أمر مهم لأن الموازنة تترجم سياسة وتوجهات الحكومة لسنة كاملة وهذا أمر أساسي لتعزيز وتكريس مبدأ المحاسبة والمساءلة، وليرى المواطن بشكل خاص، ما الذي يتم تطبيقه من بنود الموازنة وما لا يتم تطبيقه ويسائل الحكومة على هذا الأساس، وليس على الأساس الخيالي الذي نسمعه من بعض السياسيين. هذا مستند يشرح للمواطن كل ما تقوم به وزارة المال والدولة وهو أمر يساعدنا على استعادة الثقة. هذا الامر الذي يجب أن نعتاد عليه في لبنان من الآن وصاعداً، فنحن لسنا معتادين على هذه الشفافية وأسلوب العمل، والتعاون بين المؤسسات وبين الدولة والمواطن، وهذا ما نطمح إليه.

وأوضح أن "هذه المعادلة هي التي يجب ان تحكم عملنا وعمل إداراتنا في المرحلة المقبلة، لأنه في غياب عنصر من هذه العناصر الثلاثة، لا يمكن ان يكون لدينا دولة قوية ولا مؤسسات قوية".

وختم: أشكر حضوركم  جميعاً وأحيي الجهود التي تبذلها وزارة المال، وأنا أدرك حجم الضغط عليكم هذه الفترة. كما أحيي القيّمين على هذا المعهد: السيدة لميا المبيض بساط وكل فريق العمل الذي معظمه من السيدات. المعهد المالي لا يحمل بالصدفة إسم الشهيد باسل فليحان، هذا الشاب اللبناني الطموح الذي جاء من بلاد الاغتراب ليساهم في خدمة بلده وتطويره، وكان علامة فارقة في كل المراكز التي تبوّأها، وترك وراءه إنجازات وبصمات واضحة. وأنا متأكد من أن "معهد باسل فليحان" سيكون على خطى باسل، وسيواكبنا في ورشتنا الإصلاحية المقبلة. وأشكر وزير المال الذي من خلال أسلوبه المميز في العمل أعطى دفعاً لهذا المعهد ليحقق إنجازات ويقوم بالعمل المطلوب منه ونحن علينا أن نكمل هذا العمل الكبير وأشكر جميع القيّمين على هذا المعهد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o