Sep 16, 2019 3:14 PM
خاص

استهداف منشآت أرامكو: رسالة ايرانية بالواسطة لواشنطن وباريس
التصعيد لإسقاط المساعي الفرنسية التوفيقية ام لتحسين شروط التفاوض؟

المركزية- غداة استهدافهم منشآت لارامكو في حقلي نفط بقيق وخريص في السعودية ليل السبت، بـ10 طائرات مسيرة، واصل الحوثيون التصعيد في وجه المملكة من جهة، وجميع حلفائها الاقليميين والدوليين من جهة ثانية.  ففي حين كشف المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليوم نوع الطائرات التي استخدمتها للهجوم، موضحا أن "عملية توازن الردع الثانية تم تنفيذها بطائرات تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث"، بدا لافتا تحذيره "الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التي نالتها ضرباتنا لأنها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة"، مضيفا "أؤكد للنظام السعودي أن يدنا الطولى تستطيع الوصول إلى أي مكان نريد وفي الوقت الذي نحدده وعليه أن يراجع حساباته ويوقف عدوانه وحصاره على اليمن".

هذا الموقف عالي السقف، يدل وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان الحوثيين، ليسوا في وارد التهدئة او التنازل في هذه المرحلة، بل هم في صدد التصعيد، ليس فقط ضد الرياض، بل ضدّ كل داعميها وأبرزهم الولايات المتحدة، اذا اقتضى الامر، حتى ينالوا ما يطالبون به من مكتسبات ميدانية واقتصادية واستراتيجية وسياسية في اليمن. لكن هذا الأداء التصعيدي من قِبل الحوثيين، ليست مفاعيله محصورة بالملف اليمني فحسب. فوفق المصادر، واذا كانت ايران نفت ضلوعها في عملية أرامكو الاخيرة، فإن دعمها اللا مشروط للحوثيين ومدَّها اياهم بالخبرات والسلاح والصواريخ، يؤكد ان لها دورا في كل تصرفاتهم وخطواتهم. من هنا، تشير المصادر الى ان استهداف المملكة في هذا التوقيت بالذات - في حين تجهد فرنسا لإحياء المفاوضات بين طهران وواشنطن ووقف الكباش بينهما في المنطقة، وربما عقد لقاء بين رئيسي الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية ايلول الجاري - قد يكون رسالة "بالواسطة" من الجمهورية الاسلامية الى كل من باريس والبيت الابيض، تقول لهما فيها انها لن تتجاوب مع اي مساع "توفيقية" حتى انها ستواصل التصعيد، ما لم يتم رفع العقوبات عنها اولا.

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم إن الاتهامات بأن لها دورا في الهجوم على المنشآت البترولية السعودية "غير مقبولة" و"لا أساس لها". وقد أكد عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية انه "لن يكون هناك لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي دونالد ترامب". ودان في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، الادعاءات في حق بلاده، معتبرا أن "نسب هجوم أرامكو لإيران لا أساس له من الصحة ويأتي في إطار الحد الأقصى من الكذب".

فهل المواقف الايرانية المتشددة المعطوفة الى الوقائع الميدانية المتفجّرة، تؤشر الى ان حظوظ نجاح الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، باتت شبه معدومة؟ أم انها فقط لتحسين شروط التفاوض المقبل حتما، إن لم يكن في نيويورك فخارجها؟ وفي حال سقطت مساعي التهدئة اقليميا، هل سيكون البديل تصعيدا عسكريا وميدانيا بالمباشر والواسطة بين المحورين المتخاصمين؟ الايام المقبلة ستحمل الاجابات، تقول المصادر، علما ان الاتحاد الأوروبي حض اليوم على "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس" بعدما حملت واشنطن إيران مسؤولية هجمات أرامكو. وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني "من المهم التثبت بوضوح من الوقائع وتحديد المسؤولية في هذا الهجوم المؤسف". أما موسكو فحذرت من أي استنتاجات متسرعة بعد الهجمات على منشأتي نفط في السعودية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o