Sep 15, 2019 11:28 AM
اقتصاد

ابو سليمان: لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية صعبة جدا ولا جدية في التعاطي معها

 رأى وزير العمل كميل أبو سليمان أن "على الدولة أن تعيد ثقتها المالية وتحدد نفقاتها، كما على "حزب الله" أن يخفف تحدياته لنتمكن من زيادة الاستثمارات"، مؤكدا أنه "هناك محاولات عزل لـ"القوات اللبنانية" عبر الطريقة الخاطئة التي تتم بها التعيينات واستئثار التيار "الوطني الحر" بها"، ومضيفا: "نحن لا نشعر بالعزلة ونحن مرتاحون كـ"قوات" لأن القانون والحق والمبادئ والشعب معنا وهو قد أعطانا ثقته فحصدنا 15 نائبًا في الانتخابات التي خضناها بشكل عام لوحدنا".

شدد، في حديث لـ”صوت لبنان–الضبية”، على أن "لبنان يتأثر حكما بالعقوبات الأميركية لأن أكثر من 70% من اقتصادنا بالدولار"، معتبرا أن "ما نعيشه اليوم هو تداعيات من يدافعون عن إيران ويقحمون لبنان بأمورها".

وتابع: "إذا قرر "حزب الله" مواجهة أميركا اقتصاديا، وإذا بدأ التضييق على مصارف لبنان كما جرى مع مصرف "جمال تراست بنك" فذلك كارثي. لذا أتمنى أن تكون المواجهة بعيدا عن الاقتصاد. أميركا تملك سلاحا اقتصاديا وأعلنت حربا على إيران وحلفائها ونحن ندفع الثمن في لبنان. داخل الحكومة هناك وعي لدى الجميع عن وضعية بنية اقتصادنا والطروحات ليست كثيرة. الأمور ليست كما تصور في الإعلام، إذ للأسف هناك أحد الوزراء يسرب بشكل مغلوط ما يجري في الجلسات".

ردا على سؤال، أجاب: "غولدمان ساكس" لا تتأثر بالسياسة الأميركية برأيي وهي قامت بمفاوضات مع البنك المركزي. هذه عملية تجارية عادية نظمها مصرف SGBL للاكتتاب ومشكور المصرف على جهوده. وهذه خطوة لا خلفية سياسية لها".

 وقال: "لا إفلاس للدول عامة والسيناريوات المطروحة عديدة. لكن الوديعة التي وصلت هي بقيمة مليار ونصف مليار دولار ولن تغير الأمور لأنها ليست بالأهمية الكبيرة تجاه الدين العام 90 مليار دولار".

وأكد أن "لا خلاف قواتيا مع التيار "الوطني الحر" في ملف التعيينات بل هناك استئثار من قبل فريق واحد وهذا سيخلق ردة فعل سلبية لأنهم يلغون شريحة كبيرة من المسيحيين"، معتبرا أنه "شرف لـ"القوات" أن تعارض حين يوجد أسباب موجبة للمعارضة. هي تحكم ضميرها لمصلحة الشعب اللبناني ولا يهمنا أن انزعج بعضهم أو لا. شرف لها أن تعارض من داخل الحكومة. على سبيل المثال في التعيينات القضائية الأخيرة لم تعارض سوى بموقع واحد في ديوان المحاسبة لأنه لم يحترم فيه ما ينص عليه القانون".

وأضاف: "مستمرون بمعارضة عدم اعتماد آلية واضحة في التعيينات ولو بقينا بمفردنا لأنه هكذا تبنى دولة القانون وليس تحت الطاولة. لا مشكلة لدينا إلا يكون المُعين من "القوات" لكن هدفنا أن يتمكن الجميع من التقدم إلى هذه التعيينات. برأيي يجب أن نعارض تعيينات المجلس الأعلى للخصخصة لأن الآلية غير صحيحة. مطروح اسم أمين عام جديد للمجلس الأعلى للخصخصة، قد يكون جيدا جدا. لكن في المرة الأخيرة يوم تم تعيين السيد زياد حايك تم تأليف لجنة، فلماذا اليوم يتم التعيين من تحت الطاولة؟، ومشيرا إلى أنه “بعد مطالبة "القوات" مرات عدة بات موضوع التعيينات يوضع على جدول الأعمال ولا يطرح من خارجه فهو لا يملك صفة العجلة".

واعتبر أن "لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية صعبة جدا ويجب البدء بإيجاد خطة إنقاذية". وأضاف: "للأسف برأيي لا وعي كافيا لخطورة الوضع. أعلنوا حالة طوارئ اقتصادية منذ 3 أسابيع لكنهم لم يفعلوا شيئا. خدمة الدين بالنسبة للإيرادات أكثر من 50% وهي أعلى نسبة في العالم. الأسلوب اليوم لا يوصل إلى نتيجة إنما الأمور تحتاج لتفكير بحلول جذرية. علينا تسوية وضعنا كدولة لبنانية في قضية الدين العام بالدرجة الأولى عبر عصر النفقات، حل مشكلة التهرب الضريبي والمعابر غير الشرعية. الأعذار التي أعطيت في البيان الذي صدر عقب الاجتماع الذي خصص لضبط المعابر غير مقنعة، فهناك قرار بإقفالها من قبل مجلس الوزراء فلما لا يطبقه وزير الدفاع؟ يتحججون بأن ضبطها يتطلب التنسيق مع سوريا ولكن ماذا يمنع أن نقوم نحن بإغلاقها من جهتنا؟".

وتابع: "في ورقة رئيس الجمهورية أمور جيدة – رغم أن مساهمتنا فيها كان ضئيلة – ولكن لا إجراءات تطبيقية لها وليتفضلوا إلى تطبيقها. يجب وضع آلية تنفيذ، وإنشاء لجنة وزارية مسؤولة عن متابعة الإجراءات التطبيقية وعرض خطة العمل على مجلس الوزراء. على الأرقام في الورقة الاقتصادية أن تكون واقعية وحقيقية لا كما حصل في أرقام السلسلة. أنا لست متفائلًا، هناك نوايا جيدة ولكن ليس هناك من وعي كافي لخطورة الوضع".

وأثنى أبو سليمان على كلام المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" بيار دوكان أن "النفط ليس حلا سحريا"، وأردف: "النفط جيد ولكنه لن يؤمن سيولة فورية ولن يساعد بخفض الدين لأنه يتطلب سنوات ليتم إنتاجه. لا يمكن أن يستمر حجم الدين كما هو ونسبة ازدياده لا يمكن أن تستمر. يجب أن يكون هناك ثقة عند الناس والمانحين أن المشاريع تسير كما يجب بلا هدر".

وأردف: "الفوائد تتراكم والدين يزيد ولا أستطيع أن أفهم طريقة التعاطي وعدم الاستعجال تجاه ما يحدث. نحن مع دوكان بمطالبته بإصلاحات بنيوية وهذا ما نطالب به كـ"قوات لبنانية" منذ أشهر. صحيح أننا شكلنا لجانا لبحث الصناديق ونظام التقاعد منذ أكثر من 6 أشهر ولم يعقد أي اجتماع واحد حتى الأن. نسبة ما ندفعه للمتقاعدين هي الأعلى في العالم. يظنون أن "سيدر" خشبة الخلاص ودوكان هو الأمين على أموال “سيدر”، وهو يقول لهم ألا أموال ما لم تجروا الإصلاحات".

كما أكد وزير العمل أنه "لم يعد يمكننا أن نزيد العجز العام ويجب تخفيض عجز الكهرباء"، مضيفا: "منذ 10 سنوات و"الطاقة" بيد التيار "الوطني الحر" ماذا حققوا؟ البواخر "ريحتهم طالعة" في العالم بأسره حتى قبل عودتي إلى لبنان ودخولي إلى الحكومة. لننظر إلى الأمام اليوم هناك خطة كهرباء نحن معها ويجب تطبيقها بأسرع وقت ممكن. الاثنين سيتم بحث دفاتر الشروط للمعامل لدينا ملاحظاتنا ونتمنى ان يأخذوا بها في اللجنة المخصصة لمتابعة خطة الكهرباء ولا يكونوا متوقعين منا ان نبصم لهم؟ نحن مع تقليص عجز الكهرباء ولكن لم يطلعونا من وضعوا بند تخفيض العجز بالكهرباء عن الخطوات التي سيتخذونها. طالما لا معامل دائمة هذا العام نكون امام التقنين او زيادة التعرفة ولا حلول سحرية اخرى. صحيح تم السير بمكافحة التعديات ولكن الخطوات غير كافية حتى الآن".

وسأل: "دوكان يأتي ويذهب ثم يعود بعد 6 اشهر ليرى اننا لم نحقق شيئا. توافقنا على الهيئة النظامة للكهرباء وهو طالب بها، فلماذا لم تشكل؟ نحن لا نريد ان تفرّغ الهيئة الناظمة من دورها فرعاً لوزارة الطاقة وهذا مطلب أساسي لـ"سيدر" ودوكان".

وحذّر اننا "اليوم غير قادرين على تمويل نفسنا في الاسواق المالية، والبنك المركزي هو من يدفع الاستحقاقات وهذا الأمر سيؤدي الى انخفاض احتياط "المركزي" او انخفاض الفوائد وها لن يتم اذا لم تأخذ الدولة اجراءات صعبة".

تابع: "يجب البدء بخصخصة قطاع الاتصالات، ونحن من بين ثلاث بلدان فقط عالمياً القطاع فيهم ممسوك كلياً من قبل الدولة، و"القوات اللبنانية" طالبت منذ سنة ونصف السنة بهذه الخصخصة واليوم حتى بدأ النقاش بالأمر. لا يكفي اجراء عقد تشغيل. لا يمكن ان تستمر المؤسسات العام بالصرف من دون مراقبة الدولة. العذر الذي يعطوننا إياه تجاه الخصخصة هو ان “حزب الله” لا يوافق عليه، وانا اعتقد انه لو طرح الأمر مع الزملاء الوزراء في الحزب سيكونون منفتحين".

من جهة اخرى، اكد وزير العمل ان لـ"النزوح السوري مخاطر عدة على أكثر من مستوى سياسي وديمغرافي واقتصادي واجتماعي ونريدهم أن يعودوا إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن. واشار الى محاولاته خلق فرص عمل عبر استبدال اليد العاملة الأجنبية بأخرى لبنانية"، مشددا على ان "ما تقوم به وزارة العمل ليس ناجما عن قرار جديد إنما هو تطبيق القانون الذي يفرض إجازات عمل على أي عامل غير لبناني في لبنان".

تابع: "أساس خطتنا كان تحفيز اليد العاملة اللبنانية وتنظيم اليد العاملة غير اللبنانية. صحيح تعرضت لضغوطات كبيرة كي أتراجع وأكدت أني لن أفعل لأنني أطبق القانون وحتى لو اتُخذ قرار من قبل مجلس الوزراء بتعليق الخطة، لن ألتزم لأني لن أخالف الدستور.أتوقع اننا تخطينا المشاكل التي واكبت انطلاق الخطة والفلسطينيون لمسوا ان الخطة ليست ضدهم".

واستغربت مشهد توقيف عامر الفاخوري من نواحي عدة، وسأل: "أولا كيف يتجرأ ويعود الى لبنان بعد كل ما فعله؟ هناك نقاط غير واضحة وعلامات استفهام عدة. علينا ان نترك القضاء يأخذ مجراه. هناك ناس تعذبوا وهناك شخص مسؤول عن هذا العذاب، ومسألة مرور الزمن على ارتكاب جريمة جماعية غير مقبول من الناحية الإنسانية"، مضيفا: "بعد مضي أكثر من 50 عاما على الحرب العالمية الثانية، تمت محاكمة من اعتدوا على اليهود، فلماذا لا نقوم بالامر نفسه؟ لذا انا كمحام ضد مسألة إسقاط هذا النوع من الجرائم كالتي ارتكبها فاخوري".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o