Sep 14, 2019 5:31 PM
تحليل سياسي

لبنان يختتم الاسبوع الاميركي ويستقبل "الفرنسي"
واشنطن تُشدد العقوبات...ووطنية "القائد" تفشل الحملة عليه
"ارامكو" تحت نيـــــــــــــــــــــــران "الدرون" الحوثيــــــــة

المركزية- اقفل الاسبوع السياسي في لبنان على حدثين "اميركيين" بارزين وانّ اختلفا في الشكل والمكان، يؤشران الى تصاعد ضغط واشنطن في اتّجاه لبنان عامةً وحزب الله خاصة وسط تخبّط اركان السلطة في لعبة الحسابات الضيّقة "المستقبلية" التي تمثل التعيينات الادارية احد اوجهها، وليست حملة التخوين المركّزة على قائد الجيش العماد جوزيف عون بعيدة منها لا بل ابرز تجلياتها.

تصاعد لهجة اميركا: الحدث الاوّل تمثّل بتصاعد الحملة الاميركية على "حزب الله" من البوابة المالية، مع تأكيد وزارة الخزانة الأميركية، أن أثر العقوبات الأميركية بدأ يظهر على الحزب، مخصصة مكافآت مالية لِمَن يساعد على تفكيك شبكته المالية. وقال نائب وزير الخزانة، مارشال بيللينغلسيا، في مؤتمر صحافي أمس: "ان "حزب الله" يحصل على الأموال من تجارة المُخدرات في أميركا الجنوبية، وهو يتسلّم هذه المبالغ عبر تبييض الأموال، حيث يعتمد على أشخاص وشركات لإرسال أموال الى أُسر منفذي عمليات انتحارية"، مضيفاً "ان المصرف المركزي في لبنان يُعاني بسبب تصرفات "حزب الله"، وحاكم مصرف لبنان يُعاني من ضغط كبير نتيجة تصرفات ميليشيا "حزب الله"، كاشفاً  ان "إيران كانت تموّل "حزب الله" عن طريق "جمّال ترست بنك" الذي فرضت واشنطن عقوبات عليه أخيرا". وأكد "أن الحزب تمكن عبر تحالفات سياسية من فرض نفسه على الحكومة اللبنانية".وشدد على أن "اي شخص يتعاون مع "حزب الله" سيستهدف بالعقوبات، بغضّ النظر عن دينه وعرقه".

ويأتي التحذير الاميركي الصادر عن وزارة الخزانة والذي بات اشبه بـ"بلاغ رقم 1" مع تغيّر الرقم، كلما اصدرت الوزارة رزمة عقوبات جديدة، في وقت تتنامى المخاوف الداخلية من توسّع بيكار العقوبات ليطال حلفاء الحزب ووزراء اساسيين في الحكومة.

ابعد من زيارة شينكر: ويُضاف الى مطرقة العقوبات، وسندان تلويح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بمواجهة العقوبات الاميركية التي تطاول مؤسسات وبيئات لا علاقة لها بالحزب، العالق بينهما لبنان الرسمي والشعبي، ما رصدته بعض الشخصيات التي التقت بمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد شينكر اثناء زيارته لبنان من تحول كبير في التوجهات الأميركية التي سيقودها شينكر تجاه لبنان من ضمن تعزيز ادوار المكلفين بالملفات المالية والإقتصادية في الإدارة الأميركية الذين سيتقدمون في حراكهم على الفريق العسكري والأمني من اجل تعزيز التوجه لتوسيع برامج العقوبات الإقتصادية الأميركية في العالم وليس في لبنان والمنطقة بدلا من التوجهات العسكرية، من دون الغائها او التراجع عنها لتبقى مستخدمة وفق ما يقول مبدأ "العصا والجزرة".

ويتسلّح أصحاب هذه النظرية بالقول ان المؤتمر الصحافي المشترك بين وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين اعطى هذا الإنطباع، في ما تكررت الإطلالات الاعلامية لمساعدي منوشين للدلالة الى ان الحكم في الإدارة الأميركية سيكون لمن يقرر في برامج العقوبات المالية والإقتصادية في العالم، كما هو حاصل في كوريا وايران وروسيا وتأجيل الخيارات العسكرية  الى اجل غير محدد.

الحريري الى فرنسا: وعلى وقع الحدثين الاميركين، دخول فرنسي على الخط مع الزيارة المُرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى العاصمة الفرنسية في 20 أيلول الجاري. ويتوقّع ان يكون جدول اعمال الزيارة التي ستتوج بلقاء الرئيس إيمانويل ماكرون في الإليزيه، ضاغطاً ويتوزّع بين السياسة بعد التطورات الامنية جنوباً والاقتصاد "وهو الاهمّ" مع اعلان الحريري امس ان تنفيذ مؤتمر "سيدر"  سينطلق خلال وجوده في باريس، علماً انه ستكون لرئيس الحكومة اجتماعات " في وزارة المال الفرنسية مع مدراء ورؤساء كبريات الشركات الفرنسية لشرح حيثيات الوضع اللبناني والإصلاحات التي باشرت الحكومة بها تمهيدا لحثهم على الاستثمار في لبنان.

حملة فاشلة: وبعيدا من انعكاسات الداخل على الخارج، بقيت الحسابات السياسية الضيقة المتحكمة بالاستحقاقات الاكثر حضورا على المسرح المحلي لا سيما من خلال الحملة  المركّزة على قائد الجيش غير البريئة الاهداف والمعروفة ابعادها سلفا، حيث تم استغلال صورة تجمع القائد جوزيف عون بالعميل عامر الفاخوري التقطت في السفارة اللبنانية في واشنطن للقنص عليه ومحاولة تخوينه وحرقه سياسيا. واذا كانت الحملة فشلت سلفا كون اللبنانيين جميعا يعون اهدافها الظاهرة للعيان، ويثقون بوطنية قائد الجيش التي لا يمكن لأي جهة ان تنجح في تغيير هذا الانطباع، مهما بلغت محاولاتها، فان مصادر سياسية تكشف لـ"المركزية " ان الفاخوري دخل لبنان سابقا من دون ان تثار هذه الضجة حوله، سائلة عن جدوى افتعال الحملة على القائد الذي يشهد تاريخه النظيف لولائه الوطني الذي لا غبار عليه خلافا لكثيرين يستغلون الوطن لمنافعهم ومصالحهم الشخصية وليست هذه الحملة سوى احد اوجه هذا الاستغلال. وتضيف هل يُساءل القائد عن شخص من بين الالاف يتطلعون الى التقاط صورة مع شخصية من طراز القائد عون، ام من فتح ابواب السفارة في واشنطن لعميل معروف لا تجمعه اي صلة بعون ولا معرفة شخصية، وسمح له بالوصول الى القائد وربما تعريض حياته للخطر؟

وفي السياق، غرد النائب السابق لرئيس مجلس النواب فريد مكاري، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "إذا كان البعض حاول تخوين قائد الجيش بتسريب صورته مع العميل عامر الفاخوري- علما أن بيان الجيش أوضح الملابسات فالسؤال الأهم: ماذا كان الفاخوري يفعل في حفل السفارة في واشنطن، ولماذا كان بين المدعوين؟ وإذا كان العذر ان الدعوة مفتوحة، فهو أقبح من ذنب: أفلا تعرف سفارتنا من يدخلها؟"

تعيينات وموازنة: حكومياً، دُعي مجلس الوزراء الى جلسة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الثلثاء المقبل، في القصر الجمهوري وعلى جدول أعماله 26 بنداً، من بينها مشروع قانون موازنة سنة 2020 الذي ستخصّص له جلسات عدة لمناقشته تمهيداً لإحالته الى مجلس النواب وإقراره ضمن المهلة الدستورية، أي قبل نهاية السنة الجارية.

وبحسب المعلومات، يتضمن جدول أعمال الجلسة سلّة جديدة من التعيينات تضمّ اقتراحين بتعيين الدكتور مازن سويد رئيساً لمؤسسة "ايدال" خلفاً لرئيسها السابق نبيل عيتاني، وكذلك تعيين أعضاء مجلس ادارتها ومفوض الحكومة لديها، وتعيين رئيس للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة خلفاً للرئيس المستقيل منذ فترة طويلة.

ويتضمن الجدول أيضاً: إقتراح قانون يرمي الى فصل البلديات عن وزارة الداخلية، مشروع مرسوم تنظيم أعمال المجلس الأعلى للخصخصة والشراكة وسَير عمله، عرض وزارة الدفاع الوطني مشروع المسودة النهائية لاستراتيجية الادارة المتكاملة للحدود في لبنان IBM (مؤجل من جلسة 12/9/2019)، مشروع مرسوم يرمي الى تعيين عضويين جديدين في مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان، طلب مجلس الإنماء والاعمار الموافقة على مشروع إتفاقية قرض مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع مرافق الصرف الصحي في حوض الليطاني الشمالي والأوسط، وعلى تفويض رئيس مجلس الإنماء والاعمار التوقيع عليه.

وسيعرض وزير المال علي حسن خليل العناوين العامة للموازنة في جلسة الثلثاء ويتم توزيع نسخ عنها على الوزراء، على ان تخصص جلسة يوم الاربعاء او الخميس لإجراء قراءة عامة اولية للمشروع، قبل البدء بجلسات متتالية لدرسها بندا بندا واقرارها ضمن المهلة الدستورية.

حريق "ارامكو" وتبنّي الحوثيين: سعودياً، اعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أن "في  الرابعة فجرا، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة "أرامكو" حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار "درون"، حيث تم السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وباشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك". وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه سيصدر بيانا في الساعات المقبلة عن تفاصيل "أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير". وصرح عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في نشرة سابقة للجزيرة بأنه لأول مرة تعلن السلطات السعودية عن عملية دقيق للطيران المسير اليمني في العمق السعودي، وذلك راجع إلى نشر ناشطين مقاطع فيديو تظهر ألسنة النيران تندلع من أحد فروع شركة أرامكو.

***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o