Sep 14, 2019 10:24 AM
خاص

مؤشرات الى تصدّر الفريق المالي والإقتصادي في إدارة ترامب ادوار العسكريين
بعدما تجاوز مهمته... من قال ان شينكر مكلف بترسيم الحدود فقط؟

المركزية- يصر عدد كبير من القيادات الرسمية والسياسية والحزبية التي التقاها الموفد الأميركي الجديد الى لبنان، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد شينكر، انه ليس مكلفا فقط بـ "تسهيل" مهمة التفاوض من اجل ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، لأنه على ما يبدو سيكون مكلفا بإدارة العلاقات بين البلدين وسيكون دوره مكملا لما تقوم به السفارة الأميركية في بيروت بكامل طواقمها المتخصصة الدبلوماسية والعسكرية والإنمائية وغيرها من اوجه التعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية.

على هذه القاعدة، تعترف مراجع دبلوماسية رفيعة المستوى لـ "المركزية" ان شينكر المتخصص بشؤون الشرق الأدنى والذي عاين ملفات لبنان وسوريا والأردن واسرائيل على مدى 15 عاما في مركز "واشنطن لشؤون الشرق الأدنى" قبل ان يلتحق بالسلك الدبلوماسي مساعدا لوزير الخارجية مايك بومبيو يعرف الكثير عن خفايا الأمور في لبنان والمنطقة ولا يبدو انه كان سائحا غريبا في لبنان وفي الأردن ودول المنطقة التي زارها في جولته الأخيرة.

ظهر واضحا ان شينكر سيتابع ملفات لبنان بأوجهها المتعددة فهو تحدث عن مختلف اوجه التعاون اللبناني – الأميركي العسكري والأمني بشكل خاص. وظهر انه يمتلك إحصائيات دقيقة عن حجم القروض والهبات التي تسلمها الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى والتي تجاوزت 350 مليون دولار اميركي وذلك من ضمن برامج أخرى للمساعدات تجاوزت المليار و300 مليون دولار في السنوات السابقة. وهي مساعدات تزامنت واندلاع الحرب في سوريا من اجل دعم هذه القوى وابعاد لبنان عن  الكثير من الإستحقاقات السلبية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- على المستوى العسكري إبعاد لبنان عن اللهيب القائم في المنطقة والذي كان يمكن ان يشمله بين ليلة وضحاها، فساهمت واشنطن في دعم الجيش اللبناني وفق اولويات قيادته وسلمته ما لم يتسلمه في تاريخه من اسلحة الجو والمدفعية الذكية واجهزة الرصد والمراقبة، لإنجاز معركة "فجر الجرود" في ايام قليلة وضرب البؤر الإرهابية في الداخل وهي لم تتنكر يوما لأهمية ونجاح الإستثمار الأميركي في المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم لقاءات مسؤوليها في لبنان، هذا عدا عن أهمية تأكيدها على الإستمرار في تبادل المعلومات الإستخبارية التي تخدم الجهتين الأميركية واللبنانية والدول المتعاونة معهما بعد التثبت من ان الإرهاب بات عابرا لكل القارات وحدود الدول الكبرى.

-على المستوى الإقتصادي لم تبخل الحكومة الأميركية والمؤسسات المانحة في تقديم ما تراه مناسبا من الدعم المادي والإقتصادي والإجتماعي للمشاريع الإنمائية والإستثمارية ودعم المؤسسات والمبادرات الفردية لدعم المجتمع الأهلي والمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين على مدى السنوات الماضية. كما انها لم تتأخر في تقديم العون لمصرف لبنان والإدارة المالية والنقدية اللبنانية للحفاظ على الإستقرار النقدي لأنها تقدر مساهمته في استقرار البلاد وابعاد شبح الإنهيار الذي يخيم عليها من وقت لآخر ولو لم تكن مثل هذه التوجهات، لما كانت الوديعة ألأخيرة لمصرف "غولدن ساكس" الاميركي في مصرف لبنان في ما هي تشجع على نقل ودائع أخرى الى بيروت.

- اما على المستوى السياسي فقد شجعت الولايات المتحدة وما زالت الحكومة اللبنانية على المضي في ما يؤدي الى تنفيذ التزاماتها بالنأي بالنفس عما يجري في المنطقة وهو امر يفرض في اولى خطواته المطلوبة - برإيها الذي تجاهر به ليل نهار -  الإبتعاد عن توجهات حزب الله وايران في لبنان والمنطقة رغم معرفتها وتقديرها للخصوصية اللبنانية. وهي حذرت وما زالت من مخاطر توسع العقوبات، بعد المصارف ومسؤولي حزب الله والتجار، لتشمل العديد من الشخصيات وربما المؤسسات والكيانات التي تدور في فلكه وفلك ايران من اجل مساعدة لبنان لعبور هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة.

وتبعا لذلك، تصر الشخصيات التي التقت بشينكر في زيارته الأخيرة على انها رصدت تحولا كبيرا في التوجهات الأميركية التي سيقودها شينكر تجاه لبنان من ضمن تعزيز ادوار المكلفين بالملفات المالية والإقتصادية في الإدارة الأميركية الذين سيتقدمون في حراكهم على الفريق العسكري والأمني من اجل تعزيز التوجه لتوسيع برامج العقوبات الإقتصادية الأميركية في العالم وليس في لبنان والمنطقة بدلا من التوجهات العسكرية، من دون الغائها او التراجع عنها لتبقى مستخدمة وفق ما يقول مبدأ "العصا والجزرة".

ويتسلح أصحاب هذه النظرية بالقول ان المؤتمر الصحافي المشترك بين وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين اعطى هذا الإنطباع، في ما تكررت الإطلالات الاعلامية لمساعدي منوشين للدلالة الى ان الحكم في الإدارة الأميركية سيكون لمن يقرر في برامج العقوبات المالية والإقتصادية في العالم، كما هو حاصل في كوريا وايران وروسيا وتأجيل الخيارات العسكرية  الى اجل غير محدد.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o