Sep 12, 2019 2:37 PM
خاص

كيف يواكب لبنان عصر الطائرات المسيرة؟
جابر: طريقة إسقاطها تتفاوت تبعاً لنوعها

المركزية- حيّز كبير من الاهتمام استحوذته الطائرات المسيرة بعد اعتداء المسيّرتين الاسرائيليتين "الدرون" على الضاحية الجنوبية، على الرغم من عدم كونها المرة الأولى التي تنتهك فيها تل أبيب السيادة الجوية اللبنانية، خارقةً بطائراتها من دون طيار قواعد الاشتباك التي أرساها القرار 1701 عقب حرب تموز 2006.

في عصر المسيّرات المزدهر منذ حوالي ثمانية أعوام، نشهد على تطور هذا النوع من الطائرات التي باتت متوافرة لدى معظم بلاد العالم. فمن التصوير والتجسس، والقيام بعمليات عسكرية عن طريق إطلاق النار أو الصواريخ، وصولاً إلى الطابع الانتحاري المزود بالمتفجرات، تتنوع مهام الطائرات المسيّرة وغاياتها. أما المسافات القادرة على اجتيازها فتتراوح بين الثلاثة إلى الألف كلم.

نهاية الشهر الفائت، تصدى الجيش اللبناني لثلاث مسيرات اسرائيلية، واحدة حلّقت فوق منطقة كفركلا واثنتان فوق أحد مراكزه في منطقة العديسة الحدودية، وأجبرها على سلوك "خط الرجعة" بإطلاق النار عليها. وأثار فيديو لأحد عناصر الجيش الجدل موثقاً إطلاق النار باتجاه المسيرة، فدارت التساؤلات عن فعالية التصدي وما إذا كانت المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية مجهزة لرصد المسيرات واسقاطها.

في هذا السياق، أشار رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر لـ "المركزية" إلى أن "هناك 40 نوعا من الطائرات المسيرة، ولا يمكن إدراجها جميعاً ضمن الخانة عينها. تتنوع هذه الطائرات من حيث حجمها، والمسافات القادرة على اجتيازها، حتى أسعارها تتفاوت إذ تتراوح ما بين الـ3 آلاف والـ150 ألف دولار أميركي، على غرار المسيرة الأميركية آر كيو-4 غلوبال هوك التي أسقطها الإيرانيون".

وأوضح جابر أن "لا شك ّفي أن المسيرات الضخمة تحلق على علو مرتفع جداً. لكن، فيما يخص تلك التي نراها بالعين المجرّدة فمن الصعب على الرادار رصدها لأنها تحلق عادةً على علو منخفض، وهي تنكشف لأن بإمكان أي كان التنبه إلى وجودها. أما الأجهزة المطلوبة لإسقاط المسيرة  فمرتبطة بعلو تحليقها، إذ من الممكن إسقاطها بسلاح فردي مثل البنادق والرشاشات والـ…M16 أما في حال ارتفاع مستوى التحليق فنحن بحاجة إلى مدفع 12.7 أو مدفع مضاض للطائرات على مستوى أكثر ارتفاعا بعد، هذه المدافع متوافرة لدى الجيش اللبناني وتشكل سقف سلاح دفاع لبنان الجوي"، مضيفاً "نادرا ما تحلق طائرات من دون طيار ويتطلب اسقاطها صاروخ أرض - جو غير الموجود في حوزة المؤسسة العسكرية، بالتالي بإمكان الجيش إسقاط مجمل أنواع الطائرات المسيرة باستثناء تلك التي تحلق على ارتفاع أعلى من مستوى المدفع".

ولفت جابر إلى أن "كلفة التجهيزات لاسقاط المسيرات غير باهظة، والموضوع لا علاقة له بالكلفة إذ باستطاعة الجيش اسقاط المسيرات وهو ليس بحاجة إلى الكثير من الأسلحة المضادة للطائرات لهذا الغرض".

أما عن التحكم بمسار الطائرات هذه بواسطة الليزر، فأكد جابر أن "هذا موضوع آخر، إذ يمكن تغيير القيادة والسيطرة الإلكترونيتين وبالتالي تغيير وجهة الطائرة المسيرة والاستحواذ عليها "صاغ سليم" أي من دون إلحاق أي ضرر بها أو اسقاطها بواسطة سلاح حربي كالمدافع والرشاشات"، وأضاف "أتصور أن تكون للجيش القدرة على خرق منظومة مسيّرة إلكترونياً والسيطرة عليها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o