Sep 12, 2019 1:55 PM
خاص

عشية التسويات وخوفا من النازحين.. المجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان
شبكة امان "غربية" اقتصادية-أمنية لمنع سقوطه يغيب عنها العرب بسبب حزب الله؟

المركزية- رغم المناخات القاتمة التي تحيط بالواقع اللبناني من كل جوانبه، والغيوم الملبدة التي تمر فوق البلاد مرخية ظلالا مقلقة على الاوضاع الامنية والاقتصادية والمالية والسياسية فيها، فإن مصادر سياسية مراقبة ترى في الافق مؤشرات ايجابية تبقي الامل بأن "لبنان لن يسقط" وبأنه سيجتاز المرحلة الراهنة وتحدياتها الكبيرة "على خير". هذا التفاؤل تعزوه المصادر عبر "المركزية" الى حاجة المجتمع الدولي الى إبقاء لبنان مستقرا، في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها المنطقة عشية صفقة القرن وفي ظل المساعي التي تبذل لايجاد تسويات تنهي الصراعات التي تمزق الدول العربية. كما ان هذا الاستقرار ضروري نظرا لكون لبنان يحتضن ملايين اللاجئين على اراضيه، والذين قد يركبون، عند اول انتكاسة، "المتوسّط"، متوجهين الى شواطئ اوروبا.

من هنا، سارعت العواصم الكبرى الى تطويق ذيول حادثة "مسيّرات" الضاحية، ومنعها من إشعال جبهة تل ابيب – حزب الله، فتحرّك موفدوها وأبرزهم فرنسيون وأميركيون وروس، على خطي بيروت والكيان العبري، داعين المسؤولين فيهما الى حصر المواجهة مكانا وزمانا، ومنعها من إسقاط الـ1701. فهكذا كان. وعاد طرفا النزاع ليعلنا التزامهما في نهاية الجولة الاخيرة بينهما، التزامهما القرار الدولي. والى هذا الضغط الدولي الذي حمى الاستقرار الامني، والذي يترافق مع دعم قوي تقدمه الدول الكبرى الى الجيش والاجهزة الامنية والعسكرية لتعزيز قدراتها على رفع التحديات من اي نوع كانت، برزت ايضا في الايام الماضية عوامل تؤكد ان الخارج ضنين ايضا على الاستقرار اللبناني اقتصاديا وماليا.

ففيما أعلنت "ستاندرد اند بورز" إبقاء تصنيف لبنان الائتمائي على حاله، وقامت "فيتش" بتخفيضه الى CCC، ووسط ضجيج كثير أثير حول قدرة لبنان على سداد ديونه وحول حقيقة احتياطات مصرف لبنان، ما خلق بلبلة في الأوساط المالية اللبنانية والاجنبية وفاقم المخاوف من مصير أسود ينتظر البلاد اقتصاديا ونقديا في الايام القليلة المقبلة، اخترقت هذا المشهد الضبابي مسارعة مؤسسة "غولدمان ساكس" المالية الاميركية الى وضع وديعة مالية بـ مليار و400 مليون دولار اميركي في "المركزي" عبر بنك سوسيتيه جنرال.  هذه المبادرة التي تشكل خشبة انقاذ أو يد عون امتدت لبيروت، تعكس مرة جديدة، وفق المصادر، أن انهيار لبنان ممنوع وانه لا يزال يحظى بمظلة دولية تعتبر استقراره على الصعد كافة، خطا احمر.

لكن في مقابل هذه "النعمة"، تقول المصادر ان الدولة لا يمكن ان تنام على امجادها، او ان تستفيد من حاجة المجتمع الدولي الى لبنان هادئ مستقر، لتتقاعس او تتخاذل عن القيام بواجباتها وفي التزام تعهداتها، سياديا وإصلاحيا.

واللافت للانتباه هنا، تضيف المصادر، ان عملية مد شبكة الامان حول بيروت لتعزيز استقرارها، يضطلع بها الغرب في شكل اساسي، في حين يغيب عنها العرب والخليجيون، في صورة لافتة. وهذا الغياب، بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية لـ"المركزية"، سببه عتب على التراخي الرسمي في لجم حزب الله ومواقفه وأدائه، خاصة في ما يخص قتاله في الميادين العربية وحملاته المستمرة في السياسة والاعلام على السعودية والدول الخليجية ككل. وقد بلغ هذا التساهل حدودا غير مسبوقة في الآونة الاخيرة، حيث لم يرد اي مسؤول لبناني على الكلام العالي السقف الذي اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء واكد فيه ان لبنان لن يكون على الحياد في اي حرب تتعرض لها ايران...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o