Sep 10, 2019 8:06 AM
صحف

تناقض فاضح في المواقف بين الحريري وبو صعب.. "إبحثوا عن حزب الله"!

كتبت صحيفة نداء الوطن: لا تزال قضية المعابر غير الشرعية تترنح على أرضية التناقض الفاضح في المواقف بين وزير الدفاع الياس بوصعب الذي لا ينفك يقلل من أهمية هذه القضية وحجمها، وبين رئيس حكومته الذي جاهر بالفم الملآن بوجود قرابة 150 معبراً غير شرعي في البلد. غير أن بوصعب وفي خطوة لا تخلو من علامات الاستفهام والتعجب باعتبارها صادرة عن وزير دفاع اعتبر أنه من الطبيعي أن تبقى الحدود غير مضبوطة بالكامل على قاعدة أنه "لا يوجد دولة في العالم تضبط حدودها 100%"، ليخلص إلى حصر عدد المعابر غير الشرعية بما "بين 8 إلى 10"، رامياً في المقابل بكرة النار إلى ملعب الجمارك باعتبارها هي المسؤولة عن ضبط التهريب.

وإثر تردد أصداء الاستغراب من تعاطي بوصعب مع هذا الملف الحيوي بشكل استخفافي لا يرقى إلى المستوى الوطني المطلوب، علّقت مصادر سياسية وثيقة الاطلاع على ماورائيات ملف الحدود والمعابر بعبارة "إبحثوا عن حزب الله"، في إشارة منها إلى كون أداء بوصعب مرهون بموقف "الحزب" الرافض لضبط المعابر الشرعية وإقفال غير الشرعية منها. وأضافت لـ"نداء الوطن": "ضبط الحدود أمر بغاية الأهمية لكن للأسف الوزير بوصعب يتصرّف وكأن المطلوب منه إثارة غبار سياسي لتغطية استمرار المعابر غير الشرعية"، لافتةً إلى أنّه "وعلى الرغم من كل المناشدات الرسمية والسياسية بضرورة إقفال معابر التهريب في سبيل المساهمة في تخفيف عجز الخزينة، غير أنّ وزير الدفاع لا ينفك يكتفي بالاجتماعات والتصريحات من دون أن يقدم على إقفال معبر غير شرعي واحد".

ورداً على سؤال، إكتفت المصادر بالقول: "الوزير بوصعب يعلم جيداً رفض "حزب الله" لضبط الحدود وهو يعتمد بالتالي المراوحة في معالجة هذا الملف تماهياً مع موقف الحزب"، موضحةً أنّ "ضبط الحدود والمعابر أمام البضائع غير الشرعية من شأنه أن يتوسع لاحقاً تحت وطأة الضغوط الدولية نحو منع دخول السلاح وتهريبه من سوريا إلى لبنان، وهذا ما يتوجس منه "حزب الله" ويرفض تالياً المضي قدماً في معالجة ملف ضبط الحدود، ومن هنا على هذا الأساس يمكن فهم عدم حماسة وزير الدفاع للتصدي لهذا الملف كما يفرض موقعه كوزير للدفاع".
وفي السياق نفسه، وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الاجتماع الأمني في اليرزة أمس كان إجتماعا تحضيريا لاجتماع آخر سيعقد الاربعاء، وستبحث فيه كل القضايا المتعلقة بالتهريب والمعابر غير الشرعية، والرد على الاتهامات التي تطاول الجيش في هذا المجال.
وأوضح قائد الجيش، خلال الاجتماع، نقاطاً عدة حول هذا الموضوع، خصوصاً انّ الاجهزة الامنية كانت قد أعدّت تقريراً عما كانت عليه المعابر قبل معركة «فجر الجرود» وبعدها، وتبيّن انّ 95 في المئة منها قد أقفل، وانّ المعابر المتبقية لها شقّين: سياسي ومالي. السياسي يتعلق بترسيم الحدود، والمالي يتعلق بإمكانات الجيش لإقفال النقاط الحدودية المتبقية.
وقالت المصادر نفسها انّ الجيش جاهز تقنياً لتأدية كل المهمات المطلوبة منه، ولا علاقة له بالشق السياسي، أمّا مالياً فهو بحاجة الى إمكانات ليتمكن من إقفال بقية المعابر، وهو في حاجة أيضاً الى تطوير قدراته وتطويع عناصر جديدة ليصبح قادراً على ضبط الحدود لأنّ عديده غير كافٍ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o