Sep 09, 2019 3:13 PM
خاص

بين مفاوضات واشنطن-الحوثيين وكلفة الحرب العالية: حل أزمة اليمن اقتـرب؟
مساع دولية حثيثة لانتاج تسوية قبل نهاية العام تمهّد لعودة الهدوء الى المنطقة

المركزية- خلال زيارته للسعودية منذ ايام قليلة، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفد شينكر أنّ واشنطن تُجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للنزاع اليمني. وأوضح في تصريحات للصحافيين أن تركيز الولايات المتحدة ينصب على إنهاء الحرب في اليمن. هذه المفاوضات التي تحصل للمرة الاولى، أو يكشف عنها للمرة الاولى، علق عليها الحوثيون بالقول إنه في حال ذهابهم إلى مفاوضات مع واشنطن، فإن ذلك سيكون باعتبارها جزءا من الحرب على اليمن. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي عبد الملك العجري "الحوثيون ينظرون إلى الدعوات التي أطلقتها أميركا للحوار بنوع من الريبة، ويشكّون في جديتها". واشار الى ان "أميركا ترى في استمرار العدوان على اليمن مصدرا للتمويل من خلال صفقات السلاح".

لكن وبغض النظر عن المواقف عالية السقف العلنية، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن ثمة محادثات تدور فعلا بين الجانبين. وتوضح ان الادارة الاميركية بادرت وبعد اتصالات مكثفة بعيدة من الاضواء مع الاطراف المعنية، ومع دول الخليج عبر القنوات الامنية الخلفية، وبمسعى عربي خليجي، الى مفاوضات مباشرة بينها وبين الحوثيين لم يكشف النقاب عن مكانها، وقد تردد انها تعقد في سلطنة عمان وبمواكبة من بعض دول الخليج وذلك للوصول الى اتفاق على صيغة تسوية تجري مناقشتها في مفاوضات ترعاها الامم المتحدة عبر الممثل الاممي. ووفق المصادر، تأتي هذه المحادثات من ضمن سلّة متكاملة يراد منها إنهاء الصراع اليمني في اقرب فرصة. وهي لا تستبعد حصول تطور ايجابي في ازمة اليمن يدفع الى بدء المفاوضات بين الاطراف كلّها، للاتفاق على صيغة لتسوية الازمة، والى حل يرضي الجميع وتتوافق عليه الاطراف الاقليمية المعنية لاسيما السعودية، خاصة وأن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي تسعى الى طرح مشروع السلام "صفقة القرن"، تحتاج الى تأييد ودعم دول المنطقة وفي طليعتها المملكة.

في المقابل، تخفف المصادر من حجم وتداعيات التمايز الاخير بين السعودية والامارات في مقاربة الملف اليمني، لا بل تعتبر انه قد يساهم في تقدم خطوات الحل لوقف المجازر في حرب عبثية يمكنها ان تبقى مئات السنين من دون ان يسجل اي من الافرقاء انتصارا على الاخر. وفي رأيها، باتت ايران (راعية الحوثيين في اليمن) من جهة، والسعودية ودول الخليج (التي تقود تحالف دعم الشرعية في اليمن) من جهة أخرى، تستعجلان التسوية نظرا الى حجم وضخامة الاعباء التي باتوا يتكبّدونها من جراء الحرب.

بدورها، الاشتباكات الاخيرة بين الجنوبيين والشماليين في البلاد، وما رافقها من اتصالات، تصب أيضا في خانة استعجال خطوات الحل الذي تتوقعه المصادر خلال شهرين، اي قبل نهاية العام. وهنا، تكشف ان المحادثات الجارية تركز على دور الحوثيين ومكانتهم واشراكهم في السلطة سواء المركزية او عبر الاقاليم بعدما تردد ان الصيغة المقترحة هي قيام كونفيديرالية بين الشمال والجنوب والحوثيين الذين يصرون على ان يكون لهم منفذ الى البحر اي موقع كما هي حال الجنوبيين والشماليين. واذ تلفت الى ان هذا المطلب مرفوض دوليا واقليميا ويمنيا نظرا لدقة الموضوع والخشية من ان يستخدم لاحقا من قبل الايرانيين لتعريض امن الملاحة الدولية في مضائق خليج عُمان، للخطر، تعتبر المصادر ان تحقيق خرق في حل أزمة اليمن سيشكل المدخل لحل ازمات المنطقة خاصة اذا تزامنت مع تحقيق الوساطة الفرنسية المدعومة اوروبيا، بين الولايات المتحدة وايران، نجاحا، وحصل اجتماع بين الرئيسين الاميركي والايراني حسن روحاني في نيويورك نهاية ايلول الجاري.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o