Sep 08, 2019 7:40 AM
مقالات

المشهد الداخلي أمام هبّة باردة سياسية - مالية

يُلاقي لبنان الخطر المزدوج الذي يشكلّه الواقع الإقليمي المتّجه نحو مزيدٍ من "عضِّ الأصابعِ" على الجبهة الأميركية - الإيرانية، والوضع المالي - الاقتصادي الداخلي الذي استوجب إعلان "حال طوارئ"، بمحاولة توسيعِ رقعة "التطبيع" السياسي وتفكيك "صواعق" الخلافات علّ ذلك يوفّر ما يشبه "كاسحةَ الألغام" للعبور الصعب من النفق المُظلم.

وبينما كانت "المنازلة" الأميركية - الإيرانية تكتسب طابعاً أشدّ "شراسة" مع سقوط فرصة الالتفاف على العقوبات عبر "النافذة" الأوروبية، انصبّ الاهتمام في بيروت على رصد آفاق المرحلة الجديدة من "العصف" الإقليمي من زاويتين:

- الأولى، "قياس" إذا كان ما زال ممكناً سحب البلاد من "فم" الصراع الذي بدا أن لبنان وُضع فيه منذ استظلّت اسرائيل هذه المواجهة لتندفع نحو ذراع حزب الله الكاسرة للتوازن الذي تمثّله الصواريخ الدقيقة (بحسب الاتهامات الإسرائيلية)، من ضمن عملية القضم التدريجي لـ"أنياب" طهران الاستراتيجية التي ارتسمت أخيراً في الساحات المترامية كالعراق ولبنان.

في هذا الإطار،‏‏ بقي الترقب كبيراً لما إذا كان "اختبار النار" الداهم على الجبهة الجنوبية، مهّد لوضع لبنان الرسمي تحت المجهر الدولي في ضوء ما طَبَعه من تماهٍ كبير مع حزب الله، كما في ظلّ ربط النزاع الخطير الذي أَحدثه الحزب مع "المرحلة الجديدة" من المواجهة عبر التوعّد باستهدافِ طائراتٍ اسرائيلية مسيَّرة في الأجواء اللبنانية لإكمال حلقات "معادلة الردع الجديدة" التي يريدها والتي بلغت حدّ "تعليق" القرار 1701.

- الثانية، رصد كيفية التوفيق بين ارتفاع منسوب "المخاطرة" في اللعب على حافة الحرب الكبيرة في المنطقة وبين محاولات "النفاذ" من الخطر المالي - الاقتصادي وتعبيد الطريق "الإصلاحية" الضرورية لبدء تسييل مقررات "سيدر" والتي عاود التأكيد عليها وبأسلوب أقرب إلى "التوبيخ" الموفد الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات المؤتمر بيار دوكان.

وإذ شكّل اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الحكومة سعد الحريري، تمهيداً لاستقباله في قصر الاليزيه في 20 أيلول، مؤشراً لاهتمام باريس بإخراج لبنان من "دائرة الخطر" المالي - الاقتصادي وتحييده عن المَخاطر الإقليمية، فإن المشهد الداخلي بدا أمام "هبّة باردة" سياسية - مالية شكّلها تطوران بارزان، الأوّل استقطاب لبنان وديعة بـ 1.4 مليار دولار من مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية الاميركية "غولدمان ساكس غروب" ساهمت بارتفاع احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية.
والتطوّر الثاني لقاء "المصارحة والمصالحة" بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبين حزب الله برعاية رئيس البرلمان نبيه بري والذي أعاد الأمور "إلى مجاريها" في علاقة الطرفين التي مرّت بفترة "قطيعة" بفعل عناوين خلافية داخلية وإقليمية ومحطات "ساخنة" أبرزها أزمة قبرشمون التي وقعت في تموز، وصولاً لاعتبار النائب السابق وليد جنبلاط أن الملف اتخذ أبعاداً تنطوي على محاولة لاستكمال مساعي تطويقه وعزْله بخلفيات إقليمية، قبل أن تحصل مصالحة في القصر الجمهوري.

وفي موازة اجتماع "غسْل القلوب" في عين التينة، كان الجزء الثاني من "مصالحة قبرشمون" الذي بدأ بزيارة جنبلاط للرئيس ميشال عون في مقره الصيفي في بيت الدين بحضور رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل قبل نحو اسبوعين يشهد دفعاً نحو المزيد من تطبيع العلاقة عبر استقبال باسيل في اللقلوق النائب تيمور وليد جنبلاط الجمعة في زيارةٍ لافتة بدت في سياق تكريس فتح صفحة جديدة في العلاقة.

المصدر: الراي الكويتية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o